أعتذر إليك أيتها العفيفة فما قادني لهذا العنوان ، إلا ما نسمعه عن بعض الصديقات مع الزميلة ، فهي تدلها كل صباح على كل شر فمرة :خذي هذا الرقم وجربي ؟ لا تكوني معقدة ومتخلفة ،
هي مجرد تسلية .ومرة :انظري لصورة هذا الشاب كم هو جميل ، هل تحبين أن تُكلميه ، ثم بعد : هل تحبين أن تقابليه ومرة: خذي هذه الهدية شريط غناء أو فلم ، أو مجلة ساقطة. ومرة :دعوة على مأدبة الدش الفاضح ، أو التسكع في الأسواق ، أو استراحة راقصة ، أو مناسبة آثمـة. وهكذا امتهنت الدِلالة على الفساد بوسائله علمتْ أو لم تعلم . هي مفتاح للشر كل يوم وكل صباح .وربما في محاضن التعليم _ وللأسف _ عجباً لك يا ابنة الإسلام :كيف تستخدمين "صلة العلم التي هي أشرف الصلات وأكرمها "، في المدارس والكليات لتبادل الأرقام والأفلام ، وجميع وسائل الحرام ؟كيف تجرأت على "القلم الذي هو أفضل أداة للخير، وأعظم وسيلة للفضيلة ، وواسطة للأدب والكمال "،فخططت به الأرقام،ورسائل الحب والغرام ، ونشر الحرام ، ألم تسمعي للحبيب e يقول : " ويل لمن كان مفتاحاً للشر، مغلاقاً للخير" . فيا ويلك من الله ،فهل تستطعين أن تتحملي وزرك لوحدك ، يوم أن حملت أوزار الأخريات.أنا على يقين أنك لم تقف وتفكري بقول الله تعالى : ) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ( (النحل25) اسألي نفسك الآن :كم فتاة كنت السبب في دلالتها على الضلال .فبادري بالتوبة ،واستغفري وكفري بالدلالة على الخير ووسائله ،والتحذير من الشر وأبوابه ، قبل فوات الأوان .فيكفيك ذنبك وضعفك . أيتها الفتاة الطيبة : فتشي في صداقاتك ، واحذري رفيقات السوء ، فإنهن لا يقر لهن قرار ، ولا يهدأ لهن بال حتى تكوني مثلهن ،وأداة طيعة في أيديهن إما لكراهتهن امتيازك عنهن بالخير ، وإما حسداً لك ،فإن الله تعالى أخبر عن المنافقين فقال: ) وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء ( وقال عثمان t :"ودت الزانية لو زنى النساء كلهن " .فإياك وقطاع الطريق إلى الآخرة ، اللاتي يصدن عن ذكر الله ،كما قال الله: ) وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ( . اعلمي أخيتي :أن رفقة السوء بداية كل شر ،والنقطة الأولى للانحراف والضياع ، فكم من الفتيات هلكن بسببهن ، وكانت النهاية فضائح وسجون ، وهل ينفع حينها الندم ؟ بل هل ينفع الندم يوم القيامة عندما تقولين: ) يَاوَيْلَتِى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ( (الفرقان 28) لماذا وهي صاحبة الشلل والجلسات ؟لماذا وهي صاحبة المرح والمزاح ؟ فتأتي الإجابة : ) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ( (الفرقان 29) لأنها ما أعانتني يوماً على ذكر الله ، بل كلما انتبهت أو تذكرت أو نصحني ناصح ، سخرتْ مني واستهزأتْ .نسأل الله أن يحفظ بنات المسلمـين أجمعين .