إكرام الضيف
فالضيف له حقوق وعليه واجبات ومن عادات الضيافة عند أهل البادية أن يكون الطعام المقدم كثيراً جداً كي لا يشعر الضيف بأنه قليل فيحجم عن الشبع خشية أن ينقص الطعام، ومن عادة المضيّف أن يأكل لقمة من الطعام قبل أن يتقدم الضيف، ولا أعلم لهذا تفسيراً سوى أنه تحاشي الشك من أن يكون طعم هذا الطعام مالحاً جداً أو باهتاً، خشية أن يكون قد أصاب الضيف شيء على أثر ذلك فهو كشاهد على أن الطعام خالي من جميع الشوائب، وعند بعض القبائل لا يقلط مع الضيف أحد خشية أن يكون أحد الرجال شبعان بينما الضيف جائع فيقوم ويحرج الضيف، وبعض القبائل يطفئون النار كي لا يستحي الضيف من كثرة الأكل
وعند مغادرة الضيف لعرب المضيف إذا كان أجنبياً فهو في حماية المضيف طيلة ثلاثة أيام بعد المغادرة،
قال الشريف مالك ينصح ابنه
الضيف لاتلقّيه مقرن علابيك ==== خله صديقٍ لك مودٍ ليا جاك
وقال الشاعر صقار القبيسي الفضلي اللامي من طيء
ترى الخوي والضيف والثالث الجار ==== مثل الصلاة ما بين فرضٍ وسنه
إعزاز الجـار
من تقاليد العرب الموروثة إعزاز الجار، وبذلك وصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والعرب تعز الجار وعند البدو الجار مجار ويسمى القصير فلا تحفز ذمته عند مجبره وله شان عظيم، قال الشاعر مقحم الصقري
حنّا نداري زلة الجار لو جار ===== ونضحك حجاجه بالعلوم اللطيفه
وحناَّ لك الله من قديم لنا كار ====== عن جارنا ماقط نخفي الطريفه
نرفي خمال رفية العش بالغار ===== ونودع له النفس القوية ضعيفه
وقال رميح آل جعفر
قصيرنا ما حشمته عندنا يوم ====== يزود مع زايد سنينه وقاره
عفو الظهر تلقاه إلا من القوم ====== يوم يخلط جمارنا مع جماره
دونه نروي باللقا كل مسموم ====== ونرخص عمار دون كسر أعتباره
الخـوي
وهو رفيق الدرب، وله حق عند البادية مثل حق الجار والضيف، فهنالك خوي طريق و خوي دنيا، وخوي الدنيا يسمى أخاً وهو الذي تطول رفقته فيكون بينه وبين رفيقه تكافل وتضامن في نوائب الأيام
الدخيـل
فهنالك دخيل قاعة ودخيل ساعة فدخيل القاعة هو الجالي المطلوب دمه، فهذا يدخل طيلة بقائه في العشيرة حتى يقبل، أما دخيل الساعة الذي تكون جنايته وليدة صدفة حيث يلوذ خلف أحد الرجال فيقول ((أنا دخيلك)) حتى أبلغ مأمني فيدخله في مدة محددة وفي حالة أعتداء خصمه عليه أثناء الدخالة فللمدخل القصاص من غريمه حسب قوته وقوة رجاله
الوجه
وهو أن تحدث منازعة بين شخصين أو بين عشيرتين فيكون شخص أو عشيرة قد عرض وجهه بين الطرفين لفك أرتباط الشر، وهذا بمثابة المتعهد للطرفين بعدم الأعتداء على الآخر وهنالك من يعمل جناية أو يهدد من فئة فيدخل على شخص حتى يثبت حقه، وفي حال إعتداء غريمه بعد الدخالة يسمى تقطيع الوجه ولهذا حق أن يقتص من المعتدي بما يراه مناسباً، ولو تخاذل الشخص الذي لا يحمي وجهه يكون عليه عارا كبيرا لذا يتفانى في سبيل حفظ ماء وجهه
البيـت
وللبيت حق عند القبائل في بادية الجزيرة العربية حيث في ما لو حصل تشاجر بين شخصين في بيت أحد الرجال سواء حاضر أو غائب فإن له حق عظيم على من أباح حرم البيت، وللبيت حدود وهو إذا يوجد عند صاحب البيت غنم أو أبل يكون لها مراح أمام البيت حيث يكون حدود هذا المراح في جيرة صاحب البيت
الحليــف
وهو أن يقوم الرجل فيحالف الأبعد على الأقرب أو يحالف شخصاً آخر وقد يذبح شاة تسمى شاة الحلف فيبقى مثل العصبية بالنسب وهكذا
الوصـي
وهو أن يكون الرجل قليل رجال أو ضعيف عصبة فيلجأ إلى من هو أقوى منه حيث يوصي بأبنه أو بأخيه أو بنفسه فيعقد في غترة الرجل الذي يريد أن يوصيه ويشهد على ذلك أن يقول
ولدي طوق الحمام من رقبتي برقبة فلان وصاية تحيا مع الأحياء لا تموت مع الأموات، فتبقى هذه الوصاية حيث إذا قبل بها الموصى فهو يدافع عن الموصي به في كل الأحوال، وهناك من إذا عمل عملاً جميلاً أو أعطى عطية يجعلها بوصاة
المنيع وهو الأسير
له حق على من أسره أن يحميه ويقيه حتى تنتهي المطالبة التي عليه بفدية أو جاه، واذا أعطاه كلمة المنع فهي بمثابة عهد لا يخونه أبداً حتى لو حصل أن هذا المنيع هو ضالته المنشودة أي فيما لو يطلب هذا المنيع بثأر فإنه لا يقتله وهو في منعته، ويعتبر عند البادية من العار والخزي أن يقتل المنيع