خدمة العملاء
"جميع الموظفين في خدمة عملاء آخرين"
"شكرا لاتصالك بنا"
"انتظارك محل اهتمامنا"
بعد سماعي للجمل السابقة أكثر من 100 مرة في أقل من 20 دقيقة، وبعد وابل من الكلمات والدعوات التي تمتمت بها بيني وبين نفسي، وبعد أن استنفدت ما في جعبتي من مفردات الأسى والتشكي والتحسّر على خدمة العملاء لدينا.. وبعد أن قرأت جميع أدعية الفرج ورفع البلاء والحوقلة والاسترجاع.. حدث ما لم يكن في الحسبان. فقد تفضل أحد موظفيهم بالرد علي، و من فرط فرحتي وهول دهشتي من مثل هذا الحدث الاستثنائي، فقد وجدت نفسي أرحب به بكل ما أوتيت من قوة مطلقا كلمة "أرحب"!
ثم شرحت له مشكلتي بالتفصيل، وبما أني لم أجد جوابا مقنعا كالعادة بسبب جهل الموظف بأنظمة شركته..، فقد اعتذرتُ له إن كنت قد أيقظته من النوم، ودعوت له بأحلام سعيدة، وأن يكفيه الله شر الكوابيس..!
أما بالنسبة لك عزيزي القارئ الكريم، وفي حال حاجتك للاتصال بخدمة العملاء لاحقاً، فإنني أقترح عليك أن تتحلى بأكبر قدر من الصبر، وأن تضع الهاتف على وضع "سبيكر"، وبعد ذلك عليك أن تمارس حياتك بشكل اعتيادي، كأن تقرأ رواية أو قصة "يفضل أن تكون من الحجم الكبير"، أو أن تذهب للتسوق في أبعد مركز تجاري عن منزلك، وعند فراغك سوف تكتشف أن "جميع الموظفين في خدمة عملاء آخرين"، ولست أفهم إلى الآن من هم الآخرون، ولماذا يتأخرون في خدمتهم، إلا إذا كان موظفو الشركة يقومون بتوصيل الطلبات لمنازلهم!
رغم أن القاعدة الأولى في خدمة العملاء تنص على "أن العميل هو شريان الحياة الرئيس في عملك، تذكر دائماً أنه دون عملاء لن يكون لك عمل، فأنت تعمل من أجل العميل"، إلا أن موظفي خدمات العملاء في هذه الشركات يتجاهلون ذلك تماما، فهم بطيئون جدا في الرد على استفسارات العملاء، إلا أنهم سباقون جدا في فصل الخدمة عنك في حال تأخرك عن موعد سداد مستحقاتهم المالية!
بقي أن أذكر أنه وفي محاولة مني للتذاكي والتحايل على ضغط الاتصالات الذي أصبح عذرا للشركة، فقد اتصلت عليهم قبيل طلوع الشمس، غير أن الجمل سابقة الذكر كانت لي بالمرصاد، تلك الجمل التي تذكرني بالمثل الشعبي الشهير "قرقع بميزانك لا يقولون فاضي"..!
الوطن