:d:(.. القصة التي أصبحت حديث الناس.. انتهت منذ اقل من شهر.. أرعبت المتزوجات أكثر من المطلقات في العاصمة الموريتانية نواكشوط.. وأظهرت كم ربات البيوت طيبات الى درجة كبيرة، وكم هن ضحايا لهذه الطيبة..
فتاة وجدت نفسها مطلقة لسبب بسيط جداًً: هو أنها حاولت جاهدة أن تبقى في بيتها الكبير.. ولأن زوجها أيضاً أراد ذلك.. قصة راح ضحيتها المطلق والمطلقة والبيت والاثاث وعمال البيت.. فأصبحت قصة مثيرة يفتح الجميع أفواههم وهم ينصتون إليها.. قصة حقيقية لأناس حقيقيين لا يزالون بعد ضحايا للصدمة التي عصفت بحياتهم الزوجية ويمنعهم الحياء والكبرياء من العودة لعش الزوجية من جديد!!)..
«سهام ـ م ـ م ـ 25 عاماً» فتاة مرحة وتحب الحياة، تنتقد عليها زميلاتها حبها الكبير للمظاهر ونظرتها المادية عندما يتعلق الامر بالزواج..
تقدم لأهلها أكثر من طالب ليدها.. لكنها كانت دائماً ترفض.. هذا غير منتج.. هذا لا يشغل وظيفة كبيرة.. هذا ليس له مستقبل.. هذا بخيل.. هذا ليست له وساطات في الدولة ولا أقارب من كبار المسؤولين.
كانت تريد زوجاً بمعايير خاصة.. من أهمها أن يغرقها في الماديات.. منزل فاخر، وأثاث رائع ومتناسق وغالي الثمن.. ولم تكن على استعجال.. لقد كانت تختار بعناية فائقة.
الى أن تقدم لطلب يدها الرجل المناسب.. (محمد لمين ـ ج ـ ح ـ 31 عاماً) مهندس محترم، تخرج لتوه من أوروبا وجاء للعمل في بلده ويملك حظوظاً كبيرة في التوظيف ويكبرها بست سنوات فقط.. وقبلت الفتاة.. وكان شرطها للزوج هو أن تنتقل الى منزل جديد يخصها دون غيرها.
وتمت مراسيم الزواج في جو من السعادة والفرح وبارك الأصدقاء والأقارب هذا الزواج.. وارتفعت الأيادي راجية أن يكون ميموناً ومباركاً.
وانتقل الزوجان الى المنزل الجديد والذي أجره الزوج بمبلغ 100.000أوقية شهرياً في حي (اه نور ـ منطقة سيتسمار ـ مقاطعة تفرغ زينة ـ وسط العاصمة نواكشوط).
ووفق الزوج وحصل على وظيفة محترمة بوساطة من أقاربه.. وأهم ما فيها بالنسبة له أن دخلها كبير وأنه لا يضطر الى انتظار آخر الشهر.. فهناك دائما مبالغ تدخل ومبالغ تخرج .. وعاش الزوج حياة جميلة مع زوجته، لكنه كان يشعر دائماً أنها تحب الأثاث وتبذل فيه أموالاً طائلة وبشكل يلفت الانتباه.. وفسر ذلك بكونها تحب أن يظهر بيتها بالمظهر المناسب حتى لو أدى ذلك الى التبذير في بعض الأحيان..
لم تمر ثلاثة أشهر حتى أصبح المنزل مفروشاً عن آخره (ستائر أنيقة في كل مكان.. غرفة نوم غالية.. أكثر من صالون.. بهو مفروش.. مطبخ مميز.. الخ). وصرفت في كل ذلك أكثر من 3400.000 أوقية، واطمأن الزوج أكثر إلى أن مرحلة الانفاق ربما اصبحت متجاوزة، بعد أن تم تأثيث غرف المنزل الكبير بأرقى انواع الفرش.. وفعلا خفت طلبات الزوجة فيما يتعلق بالفراش لكن أكثر من حاجة ظلت ملحة.. تتعلق أساساً بالذهب والحلي وسيارة نسائية.. ولكن الزوج كان مقتنعا بأن تلك الحاجات يمكن التحايل عليها.. والمماطلة فيها.. إلى حين.
مفاجأة لا تخطر
على بال أحد.. !!
الزوج لديه مهمة خاصة تتعلق بعمله في الولايات الشرقية من موريتانيا.. تستغرق ثلاثة أسابيع تقريباً.. وسافر الزوج دون أي مشاكل مع زوجته التي تقيم معها أختها وعامل وعاملة لخدمة البيت ورعاية شؤونه.
بعد أيام بدأت الاتصالات بالزوج تصعب أكثر فأكثر.. الشبكة غير متوفرة.. والرجاء وضع رسالة.. «محمد لمين» يرحب بكم الرجاء أن تتركوا رسالة توضح الغاية الأساسية من اتصالكم.. أحياناً يتكلم الرجل دون ان تسمعه الزوجة..
وبدأت الشكوك تراود «سهام» وتضغط عليها في ذلك المنزل الكبير.. لقد ذهب الزوج في مهمة لكنه من غير المستبعد أن يتزوج هناك بأخرى خاصة في ظل الضغوط المادية.. هكذا قضت الفتاة إحدى الليالي وهي تفكر..
وفي الساعة الثانية عشرة من يوم غد.. توقفت سيارة سوداء صغيرة أمام المنزل.. نزل منها رجل محترم.. طرق الباب.. سأل عن «سهام ـ ربة المنزل»، وعندما دخل والتقى بالسيدة في الصالون، سلمها ظرفاً مغلقاً به رسالة طلاق مكتوبة من زوجها على ما يبدو.. ومبلغ 100.000 اوقية.
أطلقت «سهام» مجموعة من الشتائم.. حقرت زوجها «السابق».. ونقصت من جنس الرجال عموماً واتصلت بصديقتين أو ثلاث وقالت لهن «ان قليل الحياء طلقها».. ونادت أختها.. وحملت حقيبة يدها وغيرت ملابسها بسرعة وخرجت مع أختها ـ كما هي عادة المطلقات في موريتانيا ـ واستقلتا سيارة تاكسي متجهتين إلى مقاطعة «لكصر» حيث منزل والدهما.
الرجل الذي سلمها «بريد الطلاق»، بقي في المنزل.. وكان شخصاً متحضراً، تصرف بحجم الموقف، أخبر الشغالة والشغال بأن السيدين انفصلا عن بعضهما وسألهما عن عن مستحقاتهما.
العاملة تستحق مبلغ 15.000أوقية، بعد أن أخذت مبلغاً من ربة المنزل على شكل سلفة، والعامل يستحق 34.000 أوقية.. ودفع الرجل المبلغ للاثنين وأخبرهما انه سيأتي بسيارة كبيرة لنقل أثاث السيدة الى منزلها.. وجاء بسيارة كبيرة وساهم العاملان في نقل الأثاث وساهم الجيران ممن عرفوا الفتاة وزوجها.. ساهم الجميع في نقل كل الاثاث وبأمانة بما في ذلك غرفة النوم وملابس الزوجة والحلي والثلاجات والستائر.. واتصل الرجل على الزوجة وأخبرها أنه قادم اليها وأن تعطيه عنوان سكن عائلتها.. وبعد الكثير من صرخات الغضب وتحجيم قيمة الاثاث والزوج والمنزل وقيمة الزواج في حد ذاته كمؤسسة.. عرف منها عنوان منزل أهلها وأخبرها أنه قادم في الطريق.
والى هنا لا تزال الأمور طبيعية.. زوجان صغيران في السن لم يتمكنا من الاستمرار في زواجهما الأول.. سافر الزوج وأرسل لزوجته ورقة طلاق مع قريبه مثلا.. وعندما جاء القريب ووجد أن الظرفية صعبة تدخل لتقديم المعروف من خلال تعويض العمال مستحقاتهم وحمل أثاث المرأة اليها وهو تقليد نبيل يقوم به الموريتانيون تجاه الخارجات من البيوت.
لكن الوقائع القادمة تفند كل هذا..!!
بعد أسبوع اتصل الزوج على زوجته.. لم ترد عليه من هاتفها.. عاود الاتصال.. أغلقت هاتفها.
تكرر الاتصال في اليوم التالي، أزعجها رنين الهاتف، التقطت التلفون وأساءت الى «زوجها السابق»، وشتمته وقالت له أن لا يتذلل لها بعد أن فقد الزوجة التي تزوجها في المدن الشرقية ويعود كالمنكوب،
احست في نبرة صوته أنه فعلاً لا يفهم شيئاً مما تقول.. عندما منحته الفرصة تبين أنه لا يعرف شيئاً عن كل ما حدث.. وظهرت الكارثة.. الرجل الطيب الأنيق الذي يتصرف بأسلوب حضاري لمعالجة المواقف المتأزمة، ما هو إلا لص محترف يعرف شخصية الزوجة والزوج واستفاد من البيوت الموريتانية المفتوحة التي لا أسرار لها.. ويعرف أن المطلقة في موريتانيا تخرج من بيتها بمجرد أن تصلها ورقة طلاق مكتوبة بخط اليد وغير موقعة حتى قبل أن تعرف أن زوجها هو من كتبها.. وأنها تخرج من المنزل حتى لو لم يكن به أي شخص وتترك أحياناً النيران مشتعلة في المطبخ مما قد يتسبب في حريق يلتهم البيت بأكمله.. وأن هذا التصرف جزء من شخصية المرأة الموريتانية.. كما أنه كان ناجحا في مادة الحساب على ما يبدو حين كان في الابتدائية فقد طرح الامر على انه ( 150.000 أوقية تقريبا سينفقها على الجو العام الذي يتيح فهم الامر على أنه طلاق حقيقي ويحصل على كل ما في المنزل وهو ما يقارب الـ 4.000.000 اوقية وهي صفقة ناجحة تحتاج الى قليل من التمثيل والجدية، والحظ).
واختفى بعد العملية ولم يظهر اطلاقاً الى اليوم.
النسخة الثانية من الطلاق.. رصاصة الرحمة
قد يتساءل البعض ما الذي حدث بعد هذه المفاجأة؟؟
عاد الزوج الى العاصمة نواكشوط من الداخل.. جلس مع زوجته يضربان اخماساً باسداس (لم يجلسا طبعاً إلى طاولة التفاهم).. قرر الزوج أن لا يتقدم بشكوى للشرطة لانه لا يريد المشاكل ولا أقسام الشرطة ولا يريد للقصة أن تنتشر على المستوى الاجتماعي لانها «فضيحة».. وأن ما حدث قضاء وقدر.. رفضت الزوجة أن يقيما مع أهلها كما رفضت أن تنتقل معه الى أهله.. تشردا معاً.. زادت المشاكل والأعباء.. ضغطت الزوجة على الزوج كي يؤجر لها منزلاً آخر وتحدثت عن أثاث جديد.. اتخذ القرار .. وطلقها.. لكن هذه المرة مباشرة ودون رسائل.. ولكنها قضت أسبوعاً دون أن تصدق أنها اصبحت «طالق» وأن الزوج أصبح فعلاً زوجها السابق:((