شابت لحانا ما لحقنا هوانا
صبار العنزي
يقول الشاعر مبارك بن مرجان الشعر من أعماقه فتأتينا القصيدة رذاذاً من الياسمين.. رغم قساوة ما فيها من معاني:
شابت لحانا ما لحقنا هوانا =وعزي لمن شابت لحاهم على ماش
ذكر الباحث التراثي ابراهيم الخالدي ان الشاعر ولد سنة 1275هـ في عين ابن فهيد في القصيم وكان مملوكاً ثم اعتق لوجه الله، عاش شاعرنا في الأسياح.. وكان فقير الحال قليل المال يعمل في المزارع اجيراً ويكد طوال اليوم مقابل رزمة من سنابل القمح، يعود بها إلى زوجته بعد هذا الجهد والكد لتطحنه وتصنع منه وجبة لزوجها.. هذا الزوج الفقير الذي يعاني من العقم فلم يرزق بذرية تعينه عند الكبر.. وهو في قصيدته يصور حالته بطريقة فيها من المرارة:
صرنا نكد وكدنا ما كفانا=عيشة وزا.. يا الله على الكره نعتاش
ويشير الخالدي انه استزاد هذه المعلومات عن الشاعر مبارك بن مرجان من كتاب الباحث سليمان النقيدان - رحمه الله - في مؤلفه القيم عن شعراء بريدة، مشيراً إلى ان حلم بن مرجان هو السفر مع تجار العقيلات إلى بلاد الشام فقد كانت هذه الأمنية من أهم رسائل تحقيق الثراء والتي تراود سكان القصيم المعروفين بالطموح والجرأة في التجارة والسفر لهذا قال الشاعر:
نبي نغرب كان ربي رشانا=والا نطوش بمصر من عرض ما طاش
ويبقى الشاعر والبيت الذي أخذ حقه في الانتشار لأنه يمثل نموذجاً حياً لمعظم الأشخاص المتمثلين به خصوصاً في هذا العصر الذي تكالبت مشاغل الحياة وتطورها على الإنسان وأصبح شغله الشاغل تيسير أموره.. فأخذه تيار الزمن ليجد ذاته على حالتها لم تزد ان لم يك وضعها أقل بكثير من السابق فالفقر وحالة الضنك التي يمر بها الفرد يجعله يتمثل بقول ابن مرجان:
شابت لحانا ما لحقنا هوانا=وعزي لمن شابت لحاهم على ماش
بقي من القول قول هوان شاعرنا لديه العديد من القصائد التي أوردها الباحث النقيدان منها ما هو غاية في الطرافة ومنها ما يصور بعض المعارك التي خاضها أواخر حياته ضمن جيش الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود النقيدان أشار إلى ان هذه الأبيات اختلطت لدى بعض الرواة بقصيدة أخرى للشاعر فهد الخرينق والتي أولها:
والله يا لولا الفقر يزوى حشانا=لازمي كما يزمي على البير غطاش
اخيراً جهد الخالدي والنقيدان باق كشاهد يرصد أهم المنجزات الأدبية والمشاهد الفكرية لشعراء خلدهم شعرهم ومازالت الذاكرة تستوعب انتاجهم المتداول على مر السنين.
منقول