اعتزلت النساء لأجلك .. و لأجلك أنتِ
مددت يدي إلى جوف السماء
فانتزعت نجمة عشقي الأبدية
حتى لا يتبقى لفؤادي
سوى امرأة واحدة
و لجسدي الطيني نطفة واحدة
ليخرج من رحم هواكِ أنثى واحدة
و لأرضي عشقي بذرة واحدة
تنبت و تكبر و يمتد جذورها
في أعماق فؤادي
فتثمر تفاحة واحدة
أتقاسمها أنا و أنتِ
و من شوقي إليكِ ..
صنعت لنفسي داخل نفسي
زنزانة فردية
لا يقاسمني فيها أحد
سوى نبضك الثائر و نبضي الحائر
و جعلت من أوردتي و شراييني ممر
مرصع بالورد و الياسمين
تترجلين فيه وحدك دون النساء الهمجية
لأجلك جعلتك سجاني و جلادي
جعلت من عشقك أغلال و قيود ذهبية
لأجلك .. أشعلت الثورة في وطني
و انتفضت من تراب الظلم و القهر
فـ سئمت كل شئ .. من هجرة
أبناء حروفي و بنات أفكاري الوردية
لأجلك أنتِ .. صنعت لكِ عبير
بلون الفراشات .. و طعم الشهد
و رائحة المسك و العنبر الساكن
في عطر أنفاسك
و شفاهك الغجرية ..
لأجلك .. غيرت تاريخ الأمم
فأصبحنا أمة واحدة
و غيرت مجرى النهر و الخليج
ليكونا منبع و مصب واحد
و جعلت لنا دستور
للعدل بحكم الشريعة الأزلية
لأجلك أنت ِ … أعلنت ميثاق الوفاء
لعينيكِ البريئة .. و جسدك الطاهر
و روحك النقية ..
التي احتلت مشاعري
كـطفلة مدللة تداعبني في نومي
تعبث بأوراق ذاكرتي .. المنسية
و صنعت من حبات الأمل
أمنية واحدة و حلم واحد
هو الاعتكاف في أحضانك
لـ أكفر عن خطاياي ..
في حق نفسي
و حق أيامي الماضية
لأجلك أنتِ .. اعتزلت الراقصات
على أنغام فؤادي … و العابثات بأشواقي
و الغانيات .. التي تحتل نزواتي
و اللاهيات … بعقلي و حياتي
و كل نساء الماضي و الحاضر و الآتي
اعتزلتهن جميعاً ..
لأجلك أنتِ .. اعتزلت كل النساء
…
بقلم
هاني الشوبكي
من كتاب ” خواطر آدم “