التمر فوائده ومشتقاته
التمر هو ثمرة أشجار الـ نخيل وهو أحد الثمار الشهيرة بقيمتها الغذائية. وقد اعتمد العرب عليها في حياتهم اليومية وأوصى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه بأكل التمر لما فيه من فوائد وقد غدا التمر ولا يزال الطعام المفضل للإفطار عليه في شهر رمضان، وكما يتناولونه العمال أثناء عملهم من أجل تخفيف التعب وإعطائهم السعرات الحراريات الكافية, وتتناوله النساء العربيات خلال فترة حملهم من أجل تغذية نفسها وتغذية الطفل في أحشائها والمساعدة على تحمل آلام الطلق. ورد ذكر التمر في القرآن في سورة مريم حيث أن السيدة مريم العذراء تناولت الرطب لتخفيف حدة ألم ولادة المسيح حيث أوحى لها الله بأن "تهز جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجني فتأكل منه وتشرب وتقر عينا".
مشتقاته
يصنع من التمر الدبس وهو عصير التمر المكثف, كما يصنع من التمر حلويات كثيرة, وتجري محاولات لصناعة السكر من التمر, وحصل ذلك فعلا وكان السكر الناتج على شكل سائل وذلك لصعوبة بلورة السكر الناتج, لذا استعمل هذا السكر في صنع المعجنات والحلويات, وتم استخلاص قهوة تمر من نواة التمر ويقال أن طعمها أشبه بالقهوة العربية. يوجد في المدينة أكثر من 2000 نوع من التمور.
فوائده
من المؤكد أن التمر وهو الغذاء الذي له الفضل في الرشاقة والطول والمناعة ضد الأمراض ،وإتضح علميا ًبأن التمر (منجم)غني بالمعادن وهذا بخلاف فوائده ارلأخرى التي تجعل منه غذاء كاملا بكل ما في هذه الكلمة من معنى ، ورغم رخص ثمنه وتوفره الدائم في الأسواق مما يجعل منه فاكهة الشتاء الأولى بغير منازع وقد عرفه الفراعنة منذ مئات السنين، فقد دلت الحفريات التي أجريت في مقابرهم على شدة تقديرهم له ، حتى انهم نقشوه على جدران معابدهم. وعرفه العرب والمسلمون فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يقتصر في افطاره بعد صومه على بضع تمرات وجرعة من الماء يقوم بعدها إلى الصلاة ، حتى اذا أغطش الليل وانتهى من الصلاة ، تناول طعاماً خفيفاً يسد جوعه وحاجة جسمه من الغذاء دون شعور بالتخمة. وقد استعمله الطيارون الأمريكيون إبان الحرب العالمية الثانية أثناء غاراتهم الليلية كي يعاونهم على تمييز الآهداف في الظلام.
إن هذه الفاكهة الصحراوية الممتازة ، غنية جداً بالمواد الغذائية الضرورية للانسان ، إن كيلو غراماً واحد منه يعطي 3000 ثلاثة آلاف سعرة حرارية ،أي ما يعادل الطاقة الحرارية التي يحتاج اليها الرجل متوسط النشاط في اليوم الواحد. إن ما يعطيه الكيلو الواحد من البلح يعادل ثلاثة أضعاف ما يعطيه كيلو واحد من السمك، ان اضافة الجوز واللوز إلى التمر أو تناوله مع الحليب يزيد في قوته وغناه.
بعض محتوياته وفوائده
التمر فاكهة مباركة, اختارها الله تبارك وتعالى طعاماً لمريم البتول وقت مخاضها, فيقول في محكم آياته:{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً }مريم25 . وأوصانا رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) أن نبدأ به فطورنا بعد الصيام, وهذه السنة النبوية المطهرة فيها إرشاد طبي وفوائد وحكماً عظيمة. فعن أنس – رضي الله عنه- "أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات, فإن لم تكن رطبات فتمرات, فإن لم تكن تمرات حسـا حسـوات من الماء". رواه أبو داود والترمذي. عندما يبدأ الصائم في تناول إفطاره فإنه يحتاج في تلك اللحظات إلى مصدر طاقة سريع يدفع عنه الجوع ويصل بأسرع ما يمكن إلى المخ وسائر الأعضاء لإمدادها بالطاقة. وأسرع المواد الغذائية في الهضم والامتصاص والإمداد بالطاقة هي السكريات, فالجسم يستطيع امتصاصها بسهولة خلال دقائق معدودة, خاصة لو كانت المعدة والأمعاء خالية كما هو الحال في الصيام وكانت تلك السكريات في الصورة الأحادية. وإذا أمعنا النظر في نص الحديث الشريف السالف الذكر فإننا نجد أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قدم الرطبات على التمرات للصائم عند فطوره, خلافاً لأحاديث أخرى تقدم التمر عند التصبح بها (لقوله صلى الله عليه وسلم " من تصبح بسبع تمرات لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر " الحديث, و قوله صلى الله عليه وسلم "نعم سحور المؤمن التمر" رواه ابن حيان والبيهقي), ولعل في ذلك رحمة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمسلمين, فنوعية السكريات الغالبة بالرطب تختلف عن تلك الغالبة بالتمر. وبصفة عامة فإن السكريات الموجودة في التمر أغلبها من نوعين السكريات الأحادية ( الجلوكوز ) والسكريات الثنائية ( السكروز ) . وتعتبر السكريات الأحادية الأسهل امتصاصا والأسرع انتقالا للدم مباشرة ، ولا يستغرق امتصاص هذه النوعية من السكريات وانتقالها في الدم ووصولها إلى أعضاء الجسم المختلفة إلا دقائق معدودة . أما السكريات الثنائية ( السكروز ) فيجب أن تمر بعمليات كيميائية حيوية تتحول فيها هذه السكريات الثنائية إلى سكريات أحادية حتى يمكنها التحرك في الدم لتحقيق الغاية المطلوبة منها . ومن البديهي أن الوقت اللازم لاستفادة الجسم من السكريات الثنائية أطول مقارنة بالسكريات الأحادية . ويوضح لنا جدول (2) أن الرطبات تحتوي على نسبة عالية جداَ من السكريات الأحادية فيكون تأثيرها أسرع بينما تحتوي ثمار التمر على نسبة عالية من السكريات الثنائية مما يتطلب وقت أطول لتحويلها عن طريق الهضم إلى سكريات أحادية وهنا تجلت عظمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عندما طلب من المسلمين أن يكون فطورهم في شهر رمضان على رطبات ، وصدق الله العظيم إذ يقول في محكم آياته [ "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4}" سورة النجم] . ولعل الله تعالى قد أمر مريم أن تأكل رطبات وقت مخاضها لحاجتها السريعة للطاقة التي تعينها على عملية المخاض . والتمر فاكهة وغذاء ودواء وشراب وحلوى, وتعتبر التمور من الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية. ويعد التمر غذاء مثالياََ كافيا للإنسان إذا ما أضفنا إليه الحليب, وذلك لاحتوائه على المواد الغذائية الرئيسية مثل السكريات والأحماض العضوية والدهون والبروتينات والألياف الغذائية وغيرها, كما أنه يحتوي على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة وأيضاً يحتوي على كميات لا بأس بها من الفيتامينات مثل فيتامين ج وفيتامين A ومجموعة فيتامينات B وخاصة الثيامين والريبوفلافين والنياسين. ولقد أطلق على التمر لقب منجم لغنائه بالمعادن والعناصر الغذائية المختلفة, و قد ورد في الحديث النبوي الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: ( من تصبح بسبع تمرات لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر). ولقد وجد أن تناول 7 تمرات أي ما يقرب من 100 جرام من التمور يمد جسم الإنسان بكامل احتياجاته اليومية من كل من الماغنسيوم والمنجنيز والنحاس والكبريت ونصف احتياجاته من الحديد وربع احتياجاته من كل من الكالسيوم والبوتاسيوم. كما أن التمر يحتوي على كميات مرتفعة من عنصر الفلورين يقدر بخمسة أضعاف ما تحتويه الفواكه الأخرى من هذا العنصر ، ونعلم جميعاً الدور الذي يلعبه الفلورين في مقاومة تسوس الأسنان و المحافظة عليها, ولا نكاد نري معجون أسنان سواء محلي أو دولي إلا ويحتوي على الفلورين. ومن العادات المحببة لدى المسلمين الإفطار على رطبات في شهر رمضان حيث تعطي الصائم جرعة مركزة من الغذاء السريع الامتصاص تخفف من شعوره بالجوع وشراهته للأكل ، كما تنشط العصارات الهضمية وتقي من الإمساك وتعدل الحموضة في المعدة وفي الدم, ولقد أظهرت الدراسات الإحصائية لعدد من الأسر السعودية في مناطق متفرقة من المملكة العربية السعودية جدول (1)أن المجتمع السعودي يفضل تناول الرطب عن البسر والتمر. جدول (1): المجتمع السعودي يفضل تناول الرطب عن البسر والتمر المراحل البسر الرطب التمر نسبة الأفضلية للمستهلك السعودي 30.6 % 63.3 % 6.1 %
وأيضا من الفوائد الغذائية والعلاجية للرطب: 1- مقوى عام للجسم ويعالج فقر الدم ويمنع اضطراب الأعصاب لما يحتويه من نسبة عالية من السكر و البوتاسيوم. 2- زيادة إفراز الهرمونات التي تحفز إفراز اللبن للمرضعة (مثل هرمون برو لاكتين) وذلك لما يحتويه من جليسي و ثريونين. 3- يستخدم لعلاج حالات الإمساك المزمن لتنشيطه حركة الأمعاء ومرونتها بما تحتويه من ألياف سيليولوزية. 4- الوقاية من السرطان : يعتبر التمر والرطب من أهم الأغذية التي تلعب دورا وقائيا ضد مرض السرطان وذلك لما تحتويه من فينولات و مضادات أكسدة . 5- تنشيط الجهاز المناعي: إن التمر من أهم الأغذية الغنية في محتواها من المركبات التي تنشيط الجهاز المناعي ، فهي غنية في محتواها من مركب "بيتا 1-3 دى جلوكان" و من أهم فوائد هذا المركب تنشيط الجهاز المناعي بالجسم وأيضا لها مقدرة على الاتحاد والإحاطة والتغليف للمواد الغريبة بالجسم. وكذلك يتعرف على مخلفات الخلايا المدمرة بالجسم نتيجة تعرضها للأشعة (مثل أشعة الحاسب الآلي أو أشعة اكس الطبية أو أشعة التليفون الجوال أو الأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة المنبعثة من الرحلات الجوية) ويحتويها ويدمرها.
جدول (2): محتوى الثمار من الأنواع المختلفة من السكريات في مرحلتي الرطب والتمر الصنف السكريات الأحادية (% من الوزن الجاف) السكريات الثنائية (% من الوزن الجاف) السكريات الكلية (% من الوزن الجاف) البرحي ( رطب) 83.19 صفر 83.19 خنيزي ( رطب) 73.3 4.98 78.28 حلايا ( رطب) 80.96 0.76 81.72 سكرة ينبع ( رطب) 77.15 1.1 79.25 حلوة ( رطب) 77.67 5.43 83.1 بوكيرة ( رطب) 75.24 1.84 77.08 إخلاص ( رطب) 79.9 صفر 79.9 إخلاص ( تمر) 48.44 29.38 77.82 صفري ( تمر) 52.97 22.18 75.15 بريم ( تمر) 46.95 29.6 76.55 نبوت سيف (رطب) 77.2 1.05 78.25 نبوت سيف ( تمر) 45.1 23.6 78.7 عجوة المدينة 51.69 22.94 74.63 رزيز ( رطب) 76.87 3.15 80.02 صفاوي 45.60 32.70 78.30 شلبي 38.45 39.5 77.95 سكري 36.05 47.70 83.75 عنبرة 45.20 33.60 78.80 ساخي 39.67 40.15 79.82 خضراوي ( رطب) 82.2 0 82.2 دجلة نور 38.6 38.5 77.1 البكيرة 75.24 1.84 76.8 صفري ( رطب) 72.38 6.35 78.73 رزيز 51.2 27.95 79.15 برني ( رطب) 79.8 4.9 84.7 برني ( تمر ) 46.95 29.60 76.55 صقعي ( تمر ) 39.67 40.15 79.82 شقراء 60 2.1 62.1 سبيكة 62.7 16.9 79.6 روثانة 53.6 10.5 64.1 سلج 55.3 20.6 75.9 رشودية 53.7 12.1 65.8 كويري 54.3 3.6 57.9 ونان 52.5 8 60.5 أم الخشب 55.5 3.8 59.3 مكتومي 55.5 9.3 64.8 قطارة 52.2 8.7 60.9
المراجع الرضيمان, خالد بن ناصر. 2006. القيمة الغذائية والعلاجية للتمور. جامعة القصيم. المملكة العربية السعودية. الرضيمان, خالد بن ناصر. 2006. التمور مصدر هام لمضادات الأكسدة والفيتامينات. جامعة القصيم. المملكة العربية السعودية. الرضيمان, خالد بن ناصر,أحمد أبو اليزيد. 2006. نخيل التمر في الإنترنت. جامعة القصيم. المملكة العربية السعودية. مصيقر, عبد الرحمن. 2005 . القيمة الغذائية للتمور وفوائدها الصحية. من: نخيل التمر من مورد تقليدي إلى ثروة خضراء. مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية. الطبعة الأولى:469_491 . الرضيمان, خالد بن ناصر. 2004. القيمة الغذائية والعلاجية للتمور. المجلة الزراعية, إدارة العلاقات العامة والإعلام الزراعي.وزارة الزراعة. المملكة العربية السعودية. المجلد 35, العدد الرابع, شوال 1425 هـ. عبد السلام, نبيل علي. 1426 هــ. العلاج بالتمر والرطب. دار الطلائع للنشر والتوزيع والتصدير.
يحتوي على فيتامين [ أ ] الذي يطلق عليه الأطباء اسم [عامل النمو].
يحتوي على الفيتامين [ ب1 ٍ] [ ب2 ] [ ب ب ٍ] ومن شأن هذه الفيتامينات تقوية الأعصاب وتليين الأوعية الدموية وترطيب الأمعاء وحفظها من الالتهاب والضعف.
غني بالفوسفور بنسبة عالية.
يحفظ رطوبة العين وبريقها ويمنع الغشاوة الليلية ويجعل البصر نافذاًً وثاقباً في الليل فضلاً عن النهار.
يفيد الشيوخ الذين بدأوا يعانون قلة السمع والشعور بطنين الآذان أو بالأصح ضعف الأعصاب السمعية.
يضفي السكينة والدعة على النفوس القلقة المضطربة.
تستطيع المعدة هضم التمر وامتصاص السكاكر الموجودة فيه خلال ساعة أوبضع الساعة.
ماذا قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم
يقول صلى الله عليه وسلم: (من تصبح بسبع تمرات عجوة لا يصيبه في هذا اليوم سُمّ ولا سِحر) [رواه أبو داود].
في هذا الحديث الشريف معجزة علمية مبهرة ولكن بشرط أن نتعمق في دلالاته الطبية:
1- إن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حدّد عدد التمرات بسبع، وهذا الرقم له دلالات كثيرة في الكون والقرآن والهدي النبوي، ويكفي أن نعلم بأن أول رقم ذُكر في القرآن هو الرقم سبعة!!!
2- إن سبع تمرات تزن وسطياً 70 غراماً، وهذه الكمية مناسبة لجسم الإنسان، وتحتوي على تشكيلة واسعة من المعادن والأملاح والفيتامينات والتي تضمن امتصاصها في الجسم.
3- إن هذه الكمية سوف تساعد الجسم على التخلص من جزء من السموم المختزنة في خلاياه مثل المعادن الثقيلة كالرصاص مثلاً، وهذه السموم قد كثُرت في عصرنا هذا بسبب التلوث الكبير للماء والهواء والغذاء الذي نتناوله.
4- لقد أشار الحديث الشريف إشارة خفية إلى المواد السامة التي تدخل الجسم بكلمة (سُمّ)! وأن تناول التمر سوف يخفف كثيراً من ضرر هذه المواد على الجسم.
5- أما كلمة (سحر) الواردة في هذا الحديث الكريم فهي إشارة إلى الاضطرابات النفسية بأنواعها، وكما نعلم في زمن الرسول الكريم لم يكن هنالك ما يسمى بعلم النفس، وكان أي خلل نفسي يسمى سحراً.
ونعلم أيضاً أن عملية السحر ما هو إلا اضطراب نفسي يصيب عين الإنسان فيتخيل أشياء تحدث بعكس الواقع. وإن احتواء التمر على الأنواع الغزيرة للمعادن والأملاح والفيتامينات سوف يؤثر على عمل الدماغ ويسدّ ما ينقصه الجسم من عناصر غذائية، وهذا يقود إلى الاستقرار النفسي لدى الإنسان.
6- طبعاً لا يعني الحديث أننا إذا تناولنا سبع تمرات وتناولنا بعدها مادة سامة لا يعني أن هذا السمّ لن يؤثر! بل إذا فعلنا ذلك فسوف نكون كمن يلقي نفسه إلى التهلكة. ولذلك ينبغي أن نفهم الحديث على أن التمر يؤثر على السموم في الجسم فيخفف من تأثيرها، ويكون التأثير فعالاً في حالة الحفاظ على سبع تمرات كل يوم كما أمرنا طبيبنا محمد عليه صلوات الله وسلامه.
وينبغي أن نفهم من الحديث أيضاً أن تناول كمية من التمر كل يوم وبانتظام سوف يؤثر على الحالة النفسية فيجعلها أكثر استقراراً، والله تعالى أعلى وأعلم.