كاتب المقال / عبد العزيز الصعب
هناك علاقة وثيقة بين المتلقي وبين النص الشعري وهذا أمر لابد منه في مساحات القراءة والتلقي إذ إنه لا ذائقة بدون قراءة واعية تصل بالقارئ إلى مفهوم حقيقي للأدب والشعر.
عملية التلقي كظاهرة لابد من أن تتوفر فيها ثلاثة أشياء هامة تكمن في المبدع والنص والمتلقي وكل هذه الأشياء تكون بلاشك متداخلة لايمكن فصلها عن بعض فالمبدع هو المؤثر الأول في تلك العملية من ذلك المقياس الجمالي لأنه هو الذي ينتج النص المؤثر في الآخر الذي هو المتلقي وهو بالتالي الذي أعطى إبداعه وصور معاناته في صياغته النص الشعري وبالتالي سيكون مؤثراً تأثيراً كبيراً في نفس، وهذا بحد ذاته يجسد العلاقة بين المبدع الشاعر ومن هنا أستطيع القول بأن النص المبدع هو الذي يقوم على جانبين هامين هما الجانب الفني وهو مسؤولية المبدع، والجانب الآخر هو الجمالي ويختص به المتلقي.
مسألة التأثير في المتلقي هي بالطبع مسألة أساسية في تلك العملية ومن هنا نجد أن المتلقي يهتم بالمبدع اهتماماً كبيراً بل يضعه في مكانة مرموقة، ويتابعه باستمرار، ليشبع ذائقته القرائية بما يجده من إبداع مختلف في نصه الشعري ومن هنا نجد أن هناك شعراء يجعلون تلك العملية الإبداعية اولى اهتماماهتم في كتابة الشعر وذلك من خلال انتقاء المفردات والقافية والمعنى بل والصورة الشعرية المتفردة كل تلك الأشياء تجعل المتلقي في ذائقة قرائية وحقيقية وراقية.
مقاييس الجمال تلك بلاشك هي من صنعت ذائقة القارئ ولذلك فإن عملية الإبداع الشعري كأحد تلك المقاييس هي من أضافت جمال الشعر ولعل الإبداع وهو في التصور العربي هو الطبع والصنعة بمعنى أنه الاستعداد الفطري أو الموهبة والصنعة ولكن ومن هذا المنطلق فان الموهبة وحدها لا تكفي لخلق الإبداع المؤثر إذ لابد من عوامل تساعد هذا الطبع منها عوامل نفسية مثل الفرح والحزن والطرب والغضب وغيرها مما له علاقة بالأحاسيس والمشاعر. ومنها العوامل الزمانية أو المكانية لها أبداع الشاعر .
من هنا فإن إكتمال تلك العملية تكمن في المكون الثقافي وهي الثقافة ودورها في رفد عملية الإبداع وتشكيل بعدها الجمالي الذي يعتبر هاماً في مساحات الأدب والشعر.
أخيراً :
ياللي خذيت الزين عن كل مخلوق
عطني حنان القلب تاخذ حنيني
يفز قلبي لحظة الشوق ويتوق
لك يامناة الروح قلبي رهيني