***
كان شاب يبيع القماش ويضعه على ظهره ويطوف بالبيوت ... وكان جميل الهيئة من رآه أحبه لما حباه الله من جمال ووسامة ... وفي يوم من الأيام أبصرته امرأة فنادته, وأمرته بالدخول إلى داخل البيت فقد أعجبت به وأحبته حباً شديداً ودعته أنفسها وأخبرته أنها بالبيت وحدها. .. فذكرها بالله وخوفها من أليم عقابه ... ولكن دون جدوى فما يزيدها ذلك إلا إصراراً ... وأحب شيء إلى الإنسان ما منعا... فلما رأته ممتنعا من الحرام قالت له: إذا لم تفعل ما أمرك به صحت في الناس وقلت لهم دخل داري ويريد أن ينال من عفتي وسوف يصدق الناس كلامي لأنك داخل بيتي... فلما رأى إصرارها على الإثم والعدوان ... قال لها : هل تسمحين لي بالدخول إلى الحمام من أجل النظافة ففرحت بما قال فرحاً شديداً وظنت أنه قد وافق على المطلوب ... فقالت : وكيف لا يا حبيبي وقرة عيني ... إن هذا لشيء عظيم ... ودخل الحمام وجسده يرتعش من الخوف والوقوع في وحل المعصية... يا إلهي ماذا أعمل دلني يا دليل الحائرين ... أعلم : إن من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه ... ورب شهوة تورث ندماً إلى آخر العمر ... لن أفعل الحرام ... ولكن ماذا سأفعل هل أرمي نفسي من النافذة لا أستطيع ذلك ... فإنها مغلقة جداً ويصعب فتحها ...إذا سألطخ جسدي بهذه ا لقاذورات والأوساخ فلعلها إذا رأتني على هذه الحال تركتني وشأني ... وفعلا صمم على ذلك الفعل الذي تتقزز منه النفوس, ثم بكى وقال : رباه إلهي وسيدي خوفك جعلني أعمل هذا العمل ... فأخلف علي خير... وخرج من الحـمام فلما رأته صاحت به : أخرج يا مجنون... فخرج خائفاً يترقب من الناس وكلامهم وماذا سيقولون عنه ... وأخذ متاعه والناس يضحكون عليه في الشوارع حتى وصل إلى بيته وهناك تنفس الصعداء وخلع ثيابه ودخل الحمام واغتسل غسلاً حسناً ثم ماذا ؟ ... هل يترك الله عبده ووليه هكذا... لا بالطبع... فعندما خرج من الحمام عوضه الله شيئاً عظيماً بقي في جسده حتى فارق الحياة وما بعد الحياة .. لقد أعطاه الله رائحة عطرية زكية فواحة كعطر المسك تخرج من جسده ... يشمها الناس على بعد عدة مترات وأصبح ذلك لقباً له (المسكي)!... فقد كان المسك يخرج من جسده ... وعوضه الله بدلا مما وضعه على جسده...
***