عبير الرجباني- سبق- الرياض: وصل إلى أرض الوطن طلال الحربي وعائلته الذي تقطعت به السبل بنيكاراجوا قبل ١٥ عاماً وسط فرحة عارمة بين عائلته وأقاربه عند استقبالهم له على أرض مطار الملك خالد بمدينة الرياض بعد غياب طويل، والغريب أنه تعرف على أهله من خلال خبر نشرته "سبق" في وقتٍ سابق.
وفي التفاصيل، قال طلال في اتصال مع "سبق" بعد وصوله إن فرحتي كبيرة بوصولي إلى الوطن فبعد نشر الخبر في "سبق" وتواصل السفارة معي بالمكسيك تم حضورهم إلى نيكاراجوا واستخرجوا لي ولأبنائي جوازات سعودية ولزوجتي فيزا وقاموا مشكورين بدفع غرامة مالية كبيرة للجهات المعنية بنيكاراجوا، وبعدها ذهبنا على الطيران الهولندي إلى القاهرة ومن القاهرة إلى مطار الرياض.
ووصف الحربي فرحة والدته بوصوله بأنها صغرت ثلاثين عاماً ولم تفارقني منذ أن وصلت وشكر العلوي سبق ومحمد الشهري المبتعث السعودي وجميل المبارك الذي كان حلقة الوصل والذين حاولوا مساعدته بقدر المستطاع.
وقال العلوي كأني ولدت من جديد ولكن تغيرت الرياض عليّ كثيراً فلم أعد أعرفها.
وكان عددٌ من الطلاب السعوديين المبتعثين، في أمريكا في زيارة لهم مع جامعتهم إلى دولة نيكاراجوا، وهي أكبر دول أمريكا الوسطى، ولا توجد بها سفارة سعودية، بوجود رجل سعودي يعمل حمالاً هناك، وكان ذلك مصادفة حين كانوا يبحثون عن مسجد يكون قريباً للصلاة فيه، فإذا بشاب سوري يقول لهم إنه يعرف سعودياً يعيش حياة صعبة، ويعمل حمالاً في محل رجل فلسطيني بالبلدة، ويجب أن يساعدوه. وفعلاً ذهب عددٌ منهم إلى المسجد للصلاة، وقابلوا شاباً يبدو على ملامحه ضيق الحال والتعب، وقام بسؤالهم عن جنسيتهم، وعن إمكانية مساعدتهم له، وأنه يريد العودة إلى الوطن بعد غربة ١٥ عاماً تزوج فيها مسلمة من نيكاراجوا، ورُزق بطفل وطفلة، وبيّن أنه يعاني ضائقة مادية وحالته النفسية والمادية جداً صعبة، فهو يبحث عن ذويه منذ سنوات بعد أن تقطعت به السبل.
وقامت "سبق" بدورها بالاتصال بـ"طلال العلوي الحربي" في نيكاراجوا، بعد أن تحصلت على الهاتف الجوال الخاص به، حيث قال لـ"سبق": "أريد العودة فأنا أريد أن أرى أمي."
وأضاف: "ليس لدي أي أوراق ثبوتية، وآخر ما لديّ بطاقة أحوالي المنتهي تاريخها، وصورة جواز السفر وتذكرة المرور، فقد غاب صوت أمي عني أكثر من ١٥ عاماً.
وأردف: "كنت شاباً وأهوى السفر، وكثير التنقل من بلد إلى آخر، وآخر بلد وصلت له نيكاراجوا، وجلست فيها، وانتهت أوراقي الثبوتية تواريخها، وأردت العودة بعدها، ولكن لم أستطع، وتزوجت وأنجبت أطفالاً من زوجتي التي تحمل جنسية الدولة التي أعيش بها".
وتابع: "فأنا الآن ابني عمره ١٢ عاماً، وابنتي ١١ عاماً، وأعيش مشرداً بلا هوية، أبحث عن أهلي فأرقامهم تغيرت، أريد أن أعرف عنهم أي شيءٍ، أريد العودة إلى وطني مع أبنائي، فأنا أعيش حمالاً هنا، وحياتي مزرية، وراتبي لا يتجاوز ثلاثمائة ريال سعودي، فأنا أعمل حمالاً هنا".
وأضاف: "لا يوجد سفارة هنا للسعودية، فحاولت التواصل مع السفارة بالمكسيك، ولكن لم يهتموا بأمري، لا أعلم شيئاً عن أهلي، كل ما أذكره سكننا بحي العزيزية بالقرب من مسجد الدخيل بمدينة الرياض".
تواصل أهل العلوي مع "سبق" وأخذ رقمه للاتصال والتواصل معه
المصدر سبق