السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون )
*الامام الغزالى رحمه الله*فقد كان يقضي الساعات الطويلة من ليله في محاسبة نفسه
وكأنها شخص ماثل بين يديه فهو يعظه ويؤنبه. ويبصره بعيونة. وحسبنا أن نصغي الى هذي العبارات الرائعة التي كان يخاطب بها نفسه .فيقول
يانفس.ما أعظم جهلك..تدعين الحكمة والذكاء والفطنة.وأنتي أشد الناس غباوة وحمقا.
أماتعرفين ما بين يديك من الجنة والنار.وأنكي صائرة الى احداهما عن قرب
فمالك تفرحين وتضحكين..وتشتغلين با للهو.وأنتي مطلوبة لهذا الخطب الجسم.وعساك اليوم تختطفين أو غدا.فأراك ترين الموت بعيدا والله يراه قريبا.
فما لك لا تستعدين للموت؟ وهو قريب أليك من كل قريب.أما تتدبرين قوله تعالى ( أقترب لناّس حسابهم وهم في غفلة معرضون. ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث ألا استمعوه وهم يلعبون.لاهية قلوبهم ) ويحك يا نفسي .كأنك لا تؤمنين بيوم الحساب .وتظنين أنك أذا متي انفلتي وتخلصتي...فأن كنت يا نفس قد عرفت جميع ذلك .وأمنت به .فما لك تسوّفين العمل.والموت لك با لمرصاد؟
أما تتأملين منذكم تعدين نفسك با لتوبة. وتقولين غدا غدا .فقد جاء الغد .وصار يوما. لابل كل ما تعجزين عنه اليوم فأنت غدا عنه أعجز.لأن العبد ان عجز عن قلع الشهوة من نفسه لضعف وأخّرها.كان كمن كلّف بقلع شجرة وهو شاب قوي. ولما عجز أخّر قلعها الى عام مقبل-مع العلم بأن طول المدة يزيد الشجرة قوة ورسوخا في الارض. ويزيد القالع ضعفا ووهنا-ولماجاء ليقلعها في عام أخر وجد نفسه أعجز من ذي قبل لان ما لايقدر عليه في الشباب لا يقدر عليه قط في المشيب.بل من العناء رياضة الهرم.والقضيب الرطب يقبل الانحناء فأذا جف وطال عليه الزمان صار لايقبل ذلك.
أما تعلمين يا نفس أن الموت موعدك.والقبر بيتك.. والتراب فراشك والدود أنيسك والفزع الاكبر بين يديك؟
ويحك يا نفس..أعملي قبل ان لالاتعملي.أخرجي من الدنيا اختيارا الاحرار.
قبل ان تخرجي منها على أضطرار..ولا تفرحي بما يساعدك من زهرات الدنيا.فربّ مغبون لايشعر .وويل لمن له الويل ثم لايشعر.يضحك ويفرح ويلهو ويمرح.ويأكل ويشرب.وقد سبق له كتاب الله أنه من وقود النار فا تعظى يا نفس بهذه الموعظة .واقبلي هذه النصيحة .فأن من أعرض عن الموعظة فقد رضي با لنار..وما أراك بها راضية..وشكرا
أخواتي الكريمات أين نحن لمثل هذه الموعظة ومن منا يحاسب نفسه كل ليلة.
فمن فضائل السلف: كثرة محاسبتهم لأنفسهم، ويقظتهم التامة حيال ما يقع من خلل وهفوات، واستدراك ذلك كله بالندم والاستغفار والتوبة، ومن الأخبار الواردة عنهم في محاسبة النفس ولومها:
مقت النفس
قال أبو بكر رضي الله عنه: "من مقت نفسه في ذات الله، آمنه الله مقته"
حاسبوا أنفسكم
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر
{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة: 18]
أكرهوا أنفسكم
قال ابن الملوك: "إن الصالحين فيما مضى كانت أنفسهم تؤاتيهم على الخير عفواً، وإن أنفسنا لا تكاد تؤاتينا إلا على كرهٍ، فينبغي لنا أن نكرهها"
صفة المؤمن
عن الحسن في قوله تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2]
قال: "لاتلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه،
ماذا أردت بكلمتـي؟
ماذا أردت بـأكلتـي؟
ماذا أردت بشربتي؟
والعاجز يمضي قدماً لا يحاسب نفسه"
لا تسئ إلى نفسك
عن سفيان بن عيينة قال: "كان الرجل من السلف يلقى الأخ من إخوانه فيقول: يا هذا! إن استطعت أن تسيء إلى من تحب فافعل.
فقال له رجل: وهل يسيء الإنسان إلى من يحب؟
قال: نعم، نفسك أعز الأنفس عليك، فإن عصيت الله فقد أسأت إليها
الآية الأولى قوله تعالى : { بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره }
فيها دليل على إقرار المرء على نفسه ; لأنها شهادة منه عليها قال الله سبحانه : { يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون } .
نفعني الله واياكم بالعمل والقول الصالح منقول