ستكون ملاعب بطولة ويمبلدون الإنكليزية لكرة المضرب، ثالث بطولات الغراند سلام، محطّ الأنظار بدءاً من غدٍ الإثنين، حيث ستشهد حضوراً قويّاً للمصنّفين الأوائل بحثاً عن اللقب، وخصوصاً السويسري روجيه فيدرر المتوّج سبع مرّات.
وصُنِّف فيدرر ثالثاً في البطولة خلف الصربي نوفاك دجوكوفيتش الأوّل والبريطاني آندي موراي الثاني، وأمام الإسبانيين دافيد فيرير الرابع ورافايل نادال الخامس.
ويعتبر المصنّفون الخمسة الأوائل الأوفر حظاً للمنافسة على اللقب، استناداً إلى النتائج في الآونة الأخيرة.
فيدرر يبحث عن لقب ثامن في ويمبلدون بعد أعوام 2003 و2004 و2005 و2006 و2007 و2009 و2012، لكي ينفرد بالرقم القياسي الذي يتقاسمه حالياً مع الأميركي المعتزل بيت سامبراس.
والفارق أنّ فيدرر يسعى لتحقيق هذا الإنجاز وهو يقترب من الثانية والثلاثين (في آب/اغسطس المقبل)، في حين أنّ سامبراس كان أحرز لقبه السابع والأخير وهو في الثامنة والعشرين.
كما أنّ فيدرر يريد وبسرعة معادلة رقم نادال الذي بات أوّل لاعب في التاريخ يحرز لقب إحدى بطولات الغراند سلام ثماني مرّات حين توّج قبل أيام بطلاً في رولان غاروس الفرنسية على حساب مواطنه فيرير، بعد أن كان تخطّى فيدرر بالذات في رُبع النهائي.
لكن السويسري ما يزال منفرداً بالرقم القياسي لعدد الألقاب في البطولات الكبرى (17 لقباً)، مقابل 12 لنادال.
وأوقعت قرعة البطولة الإنكليزية فيدرر ونادال في جهة واحدة من الجدول، ومن المحتمل بالتالي أن يلتقيا مجدّداً في الدور رُبع النهائي كما حصل في فرنسا.
وسبق لفيدرر أن تفوّق على نادال في نهائي هذه البطولة عامي 2006 و2007، قبل أن يثأر الأخير من غريمه السويسري بإحرازه اللقب للمرّة الأولى عام 2008.
ويحاول فيدرر الصمود أمام تألّق نادال ودجوكوفيتش وموراي، خصوصاً أنّه تقدّم في السن، وهو يقدّم عادة أفضل عروضه على الملاعب العشبية في ويمبلدون، وكان خاض نهائياً رائعاً العام الماضي قبل أن يتغلّب على موراي.
وثأر موراي من فيدرر على الملاعب ذاتها بعد نحو شهر وذلك في نهائي دورة الألعاب الأولمبية 2012.
ويحتفل فيدرر في هذه البطولة بالذكرى العاشرة لإحرازه لقبه الأوّل فيها وعلّق على ذلك قائلاً: "قبل عشرة أعوام شاركت في ويمبلدون تحت ضغط كبير، وكنت خرجت من الدور الأوّل في العام السابق".
وأضاف: "الآن وبعد عشر سنوات، أعرف تماماً ما هو المطلوب لتقديم أداء جيد".
لكن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً هو مَن يوقف نادال؟، لأنّه فاز بكلّ شيء تقريباً منذ عودته إلى الملاعب في شباط/فبراير الماضي، بعد أن غاب نحو سبعة أشهر عن الملاعب بسبب الإصابة.
وغاب نادال بالتحديد منذ خسارته في الدور الثاني لبطولة ويمبلدون الماضية أمام البولندي لوكاس روسول.
وكان الإسباني تخطّى ببراعة وبقرابة أربع ساعات دجوكوفيتش في نصف نهائي البطولة الفرنسية.
وقلّل نادال من فرص إحرازه اللقب الثالث في إنكلترا بعد 2008 و2010، كما أنّه لم يشارك في أيّ دورة على الملاعب العشبية بعد فوزه في رولان غاروس.
وقال الإسباني: "أخوض البطولة من دون أن أتدرّب على الملاعب العشبية".
من جهته، يريد الصربي المستقرّ في صدارة التصنيف منذ فترة إحراز اللقب في ويمبلدون للمرّة الثانية بعد عام 2011 حين تغلّب على نادال في النهائي.
وأسعفت القرعة الصربي؛ إذ جنّبته مواجهة موراي في نصف النهائي، فجاء في القسم الثاني من الجدول مع فيدرر ونادال، وهناك احتمال أن يواجه في ربع النهائي التشيكي توماس برديتش.
وبدوره، يسعى موراي هذه المرّة إلى إحراز اللقب بعد أن اقترب كثيراً في العام الماضي ببلوغه النهائي، وما يزال يأمل في أن يكون أوّل بريطاني يحرز اللقب في ويمبلدون منذ فريد بري عام 1936.
وذاق البريطاني طعم الفوز بإحدى بطولات الغراند سلام حين توّج بطلاً لفلاشينغ ميدوز الأميركية العام الماضي.
وغاب موراي عن بطولة رولان غاروس الأخيرة بسبب آلام في الظهر.
ومن أبرز المشاركين الآخرين الإسباني دافيد فيرير والأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو والفرنسي جو ويلفريد تسونغا والألماني طومي هاس والسويسري ستانيسلاف فافرينكا.
ويبدأ دجوكوفيتش مشواره في الدور الأوّل بمواجهة الألماني فلوريان ماير، فيما يلتقي موراي مع الألماني الآخر بنيامين بيكر، وفيدرر مع الروماني فيكتور هانيسكو، ونادال مع البلجيكي ستيف دارسيس