أربعة لا أقدر على مكافأتهم
روى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قوله أربعة لا اقدر على مكافأتهم
رجل بدأني بالسلام
ورجل وسع لي في المجلس
ورجل أغبرت قدماه في المشي في حاجتي
وأما الرابع فما يكافئه عني إلا الله عز وجل؟
قيل: من هو
قال: رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر فيمن يقصده
ثم رأني أهلاً لحاجته فأنزلها لي
حسن الصحبة
قال أبو علي الرباطي: صحبت عبد الله المروزي رحمه الله
فقال لي: أيما أحب إليك تكون أنت الأمير أم أنا
فقلت: لا بل أنت
فقال: وعليك الطاعة
فقلت: نعم
فأخذ مخلاة ووضع فيها زاداً وحملها على ظهره
فإذا قلت: أعطني حتى أحملها
قال: الأمير أنا وعليك الطاعة
قال: فأخذنا المطر ليلة
فوقف على رأسي وعليه كساء يمنع عني المطر
فكنت أقول في نفسي: يا ليتني مت ولم أقل له أنت الأمير
ثم قال لي: إذا صحبت إنساناً فاصحبه كما رأيتني صحبتك
طيب الحياة
كان ذا النون المصري - رحمه الله - يقول :
بصحبة الصالحين تطيب الحياة
والخير مجموع في القرين الصالح إن نسيت ذكّرك وإن ذكرت أعانك.
وقال أحدهم له يوماً: من أجالس؟
فقال: عليك بصحبة من تذكرك بالله رؤيته وتقع هيبته على باطنك
ويزيد في عملك ينطقه
ويزهدك في الدنيا عمله
ولا تعصي الله ما دمت في قربه
يعظك بلسان فعله ولا يعظك بلسان قوله
وجه طليق وكلام لين
كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول شأن البرّ شيء هيّن :
وجه طليق وكلام لين
سلامة القلب
ذكر عن زيد بن اسلم رضي الله عنه - أنه قال :
دخلت على أبي دجانة - رضي الله عنه - وهو مريض - وكان وجهه يتهلل كله نور
فقيل له: ما لوجهك يتهلل
فقال: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنين :
أما أحداهما فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني
وأما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليما
إذا تركه فهو أخي
مرّ الصحابي الجليل أبو الدرداء على رجل قد أصاب ذنباً وكان الناس يسبونه
فقال لهم: أرايتم لو وجدتموه في قلب بئر ألم تكونوا مستخرجيه
قالوا: بلى :
فقال: لا تسبّوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم
قالوا: أفلا تبغضه؟
قال: إنما أبغض عمله فإذا تركه فهو أخي
منابر النور
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله عباداً يغبطهم الانبياء والشهداء
قيل: من هم لعلنا نحبهم؟
قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أموال ولا أنساب
وجوههم نور، وهم على منابر من نور
لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس
ثم تلا (ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون)
تمام المعروف
يذكر أن أبا عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم جميعاً
كان رجلاً مشغولاً بالعبادة عن حب الرياسة
قال يوماً لسفيان الثوري (رحمه الله) لا يتم المعروف إلا بثلاث:
بتعجيله وتصغيره وستره
فضل الكريم حياؤه
وعظ أحدهم أخاه فقال:
إذا دعتك نفسك إلى كبيرة فارم بصرك إلى السماء واستح ممن فيها
فإن لم تفعل فارم بصرك إلى الأرض واستح ممن فيها
فإن كنت لا تخاف ممن في السماء ولا تستحي ممن في الأرض
فاعدد نفسك من البهائم
كلانا على خير
كتب أحدهم إلى الإمام مالك رحمه الله ينكر عليه اشتغاله بالعلم
ويدعوه للتفرغ إلى العبادة
فكتب إليه الإمام مالك: إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق
فربّ أحدكم فُتح له في الصلاة ولم يفتح له في الصوم
وآخر فُتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم وآخر فُتح له في الجهاد
ونشر العلم من أفضل أعمال البر
وقد رضيت بما فُتح لي فيه
وما أظن ما أنا فيه دون ما أنت فيه
وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر
ففيم يختصمون؟ !
حين ولي ابوبكر رضي الله عنه - خلافة المسلمين، بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى
ولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر القضاء في المدينة
فبقي مدة من الزمن ليست بالقصيرة لم يختصم إليه إنسان ولم يختلف في مجلسه اثنان
فجاء أبابكر طالباً إعفاءه فقال له :
أمِن مشقة القضاء تطلب الاعفاء يا عمر !
فقال عمر: لا ياخليفة رسول الله
ولكن ليس بي حاجة عند قوم مؤمنين عرف كل منهم ماله من حق فلم يطلب أكثر منه
وما عليه من واجب فلم يقصّر في أدائه
أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه
إذا غاب أحدهم تفقدوه
وإذا مرض عادوه
وإذا افتقر أعانوه
وإذا احتاج ساعدوه
وإذا اصيب واسوه
دينهم النصيحة وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ففيم يختصمون ؟ !
هب عرضك ليوم فقرك
قال ابن القيم الجوزية (رحمه الله)
من أحب أن يقابل الله إساءته بالاحسان :
فليقابل هو إساءة الناس بالاحسان
ومن علم أن الذنوب والاساءة لازمة للإنسان لم تعظم عنده إساءة الناس إليه
فليتأمل هو حاله مع الله كيف هي مع فرط إحسانه وحاجته هو إلى ربه
وقال أيضاً :
فليعامل العبد بني جنسه في إساءتهم إليه وزلاتهم معه بما يحب أن يعامله الله به
في اساءته وزلاته وذنوبه
فإن الجزاء من جنس العمل
فمن عفا عفا الله عنه
ومن سامح أخاه في إساءته إليه سامحه في سيئاته
ومن أغض وتجاوز تجاوز الله عنه
ومن استعصى استعصى الله عليه
اللهم اعفو عنا وتجاوز عن سيئتنا
وارزوقنا حسن الخواتيم
الكتاب الذي تقرأه لأول مره
وتتفاجأ بما فيه رغم أنك أنت ( مؤلفة )
هو : ( كتابك ) يوم القيامة !
فأحسن تأليفة