وضح الباحث الفلكي عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك د.خالد بن صالح الزعاق أن التوقعات المبدئية المبنية على الفوارق الضغطية بين نقاط الالتقاء تدل على أن ولادة الصيف لهذه السنة ستكون ولادة متعسرة , فالهوة بينها عظيمة ومعنى ذلك أن التخلخلات في المنظومة المناخية ستكون حادة وستعزف بالغالب على مقام الغبار بمعنى أن الغبار سيزورنا على فترات متقاربة جداً يضاف إلى هذا خاصية الرحم الذي ينشأ فيه الغبار والواقعة بين العراق وسوريا فقد أصابها جفاف أدى إلى تصحر مساحات واسعة من المناطق العراقية والسورية وتدحرجت الشهور الشتوية الفائتة وهي كالحة تدفعها رياح شمالية شرقية عملت على تجفيف منابع تخلق السحب المحلية وعلى كسح السحب العابرة وبذلك كانت السماء صحواً في كل تلك الفترة , وجرت العادة الكونية أن استمرار أي نظام طقسي مهما طالت مدته أن يعقب ذلك نظام آخر مغاير وهذا ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية فقد تحولت الرياح إلى جنوبية أو جنوبية شرقية نتيجة منخفض جوي متعمق في طبقات الجو العليا فأمطرنا على مناح عدة أعقبه تدخل نظام طقسي محلي وأحدث إلى تصادم جبهي فتخلق الغبار ومن المنتظر أن لا ينقطع معين الغبار حتى يتمايز الصيف الفعلي بعد شهر من الآن بمعنى أنه سيكون زائراً ثقيل على فترات متقاربة , والغبار ظاهرة طبيعية تحدث عندما يزيد مستوى عصف الريح وهو من الأمور الفجائية فلا أحد يدري من أية نقطة يهبّ ولا في أية ساعةٍ سيتبدّد وأن أسباب حدوثه قائمة ودائمة تتجمع أحياناً، وتتفرق أحيانا أخرى لكنها تصْنعه وتُثيره عوامل عدة وفي هذه السنة تكاتفت العوامل فأصبح قرين وجه السماء وينقسم الغبار إلى قسمين رئيسيين هما غبار محلي وغبار مستورد والمحلي يتشكل في الفترات الانتقالية غالباً أي في فصلي الربيع والخريف وعند التصادمات الجبهية والمستورد ينقسم إلى قسمين مستورد من خارج الجزيرة العربية ومستورد محلي أي ينتقل من منطقة إلى منطقة ثانية والمستورد الخارجي يأتينا عبر الرياح الشمالية من روسيا وجبال التبت في الصين وزاجرس في إيران وكذلك من صحراء الشام والعراق ولونه أبيض كالدقيق فتتخزن جزيئاته الخفيفة في خزينة طبقات الجو العليا , وبعد شهر من الآن يتحول هذا الغبار إلى طبقات الجو الدنيا , فيثور مع شروق الشمس وتشتد حمأته مع الزوال وتخف حدته مع الغروب وهذا هو مرحلة الغبار المنتظم بما يسمى بغبار رياح البوارح
أما المستورد الداخلي فيأتينا عبر الرياح الجنوبية أي أنه ينتقل إلينا من صحراء الربع الخالي ووادي الدواسر ويكون لونه مشوب بحمرة.