لايكاد يميز الناس أخلاق بعضهم من بعض في لقاءات عابرة
بل يحتاج الإنسان إلى وقتٍ طويل كي يحك المعدن ويظهر له
بريق الذهب أو صدأ الحديد
اذاً ليس للإنسان ميزة في تحسين أخلاقه مع من هو أعلى منه
أو في مستواه ، فهذا شيء يتجمل به الجميع في الغالب ...
ولكن الفضل في تحسين أخلاقكـ مع من هو دونكـ
ومع من أساء اليكـ.......!!
أنت لاتعيش في هذه الدنيا وحدكـ بل هناكـ أشخاص كثيرون حولكـ
تشكل معهمـ مجتمعكـ الذي تعيش فيه ...
ولاشكـ أن الإحتكاكـ في الناس سيتولد منه بعض التصادمات،
في الأراء ...في الأخلاق، في الطباع ، وفي العادات
أو نتيجة سوء فهمـ منكـ أو من الطرف الآخر
فلا بد أن توطن نفسكـ لمثل هذه المواقف وتحملها
وذلكـ لايكون سوى بالعفو والتسامح الذي يعتبر
بروق الإيمان الساطع
كن متواضعاً سمحاً يحبكـ الناس
وافعل ذلكـ لوجه الله وأقهر أول أعدائكـ وهو الشيطان
فإن فعلت فإن أجركـ لن يأتيكـ من وزير...ولا من أمير..
ولا حتى من ملكـ‘مطاع بل سيأتيكـ من ملكـ الملوكـ سبحانه
فماذا تريد أفضل من ذلـك..؟
قد مدح الله عباده المؤمنين بالتواضع فقال:
(وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).
بالتسامح ... بالرفق في التعامل...بالوجه الطلق والابتسامة الرقيقة....
تنال حب الله وحب العباد...
تواضع تكن كالنجم لاح لناظره ** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه ** الى طبقات الجو وهو وضيع
فأقبح شيء ان يرى المرء نفسه ** رفيعا وعند العالمين وضيع