هذه قصة طويلة .. إن أعطيتها من وقتك .. وقرأتها حق قرائتها..
أعدك أن حياتك ستتغير بعدها للأفضل .. باذن الله
وأنا لاأطلب منكم سوى الدعاء
في إحدى سفراتي لمدينة الرياض
حرصت على التوجه للمطار قبل موعد الرحلة بساعة
ولكن زحمة الطريق ووجود تفتيش جعلني أتأخر عن الرحلة
بعض الوقت فكنت أسير مسرعاً حتى وصلت بوابة مواقف السيارات
وأخذت الكرت سريعاً وركنت السيارة
بموقف لاأدري أهو موفف الموظفين أم المسافرين !
المهم نزلت من السيارة مسرعا ومعي حقيبتي بيدى
ولا عجب من الإسراع في هذا المكان لأن هذا المنظر مألوف للجميع
وبعد دخواي صالة المغادرة وصلت لنقطة التفتيش مسرعاً
أنزلت مافي جيبي وتعديت الحاجز
فظهرت إشارة صوتية تبين أن معي شيء لايسمح مرره
فضجرت وتذكرت ساعتي فأنزلتها وعديت النقطة بسلام
وصلت لموظف الخطوط سريعاً وقلت له :
أنا مسافر للرياض في رحلة رقم 1411
قال الموظف : الرحلة قفلت ،
قلت له : يارجل أرجوك لدي موعد لابد أن أحضره هذه الليلة ،
قال : لا تطل الكلام الرحلة قفلت ولا يستطيع أحد السماح لك ..
قلت له : حسبي الله عليك
قال بتعجب : وش دخلني أنا !!
المهم خرجت من عنده ووقفت أنظر للطائرة ولا أملك حولا ولا قوة إلا بالله
دارت الأفكار برأسي سريعاً .. هل ألغي سفري ؟
أم هل أسافر بسيارتي ؟ أم أسافر بسيارة خاصة ؟
ولكن تمكنت من بالي هذه الفكرة وهي السفر بسيارة خاصة
فقررت سريعاً التوجه لموقف السيارات
ووجدت رجلا معه سيارة فارهه ( كابريس جديدة )
فقلت : بكم توصلني للرياض ؟
قال : بـ 500 ريال
حاولت معه كثيرا ولم أستطع أن يخفض لي إلا 50 ريال
المهم ركبت معاه السيارة لوحدي وقلت له أهم شي انك تسرع
لابد أن أصل الرياض هذه الليلة ولم أعلم أن نهايتي بعد ساعات !!
قال لي : أبشر بطير بك طيران ..
وبالفعل كان يسير بسرعة جنونية لأني وعدته إن وصلنا قبل العشاء
له مني زيادة 100 ريال .
كنا نتجاذب أطراف الحديث مع بعض وسألني عن عملي وعن حالتي الإجتماعية
وكذلك سألته بعض الأسئلة لنقطع بها الطريق
وفجأة أتى على بالي والدتي لأتصل عليها
وبالفعل أخرجت جوالي واتصلت عليها
وردت علي قالت : وينك يابو سارة ؟!!
قلت لها قصة الطيارة و كيف فاتتني الرحلة
والآن استأجرت سيارة للسفر ..
سكتت قليلاً سكوتاً لفت انتباهي
قالت أمي : انتبه ياولدي ، الله يكفيك شر ما في الغيب ..
قلت لها : سأتصل بك ياأمي أول ما أوصل ان شاء الله ..
توصين شي ؟!!
قالت : سلامتك يابعد عمري .
انتهت المكالمة وحسيت بشي غريب مثل الهم نزل على قلبي
وشعرت أن أمراً عجيباً ينتظرني ..
واتصلت بعدها على زوجتي ..
زوجتي : بشرني عنك ياعمري كم كيلو مشيتوا ؟!
قلت : الآن قطعنا 150 كيلو ؟!
قالت : والله نبي نفقدك البيت بدونك ولا شي ..
قلت : الله يبارك فيك إن شاء الله بكره وأنا راجع في رحلة الظهر ..
أهم شي انتبهي للأولاد و قبلي لي سوسو الله يصلحها ..
قالت : أبشر والله من يوم طلعت وهي تقول وين بابا .. وين بابا ..
قلت : أعطيني إياها ..
سوسو : بابا وينك ؟
قلت : سوسو بعد شوي أجي لكم إن شاء الله ..تبين شي
كالعادة قالت : أبي كاكاو ..
ضحكت وقلت طيب سوسو هاتي ماما ..
أخذت الأم الهاتف قلت لها : توصين شي ؟
قالت : سلامة عمرك ..
لا أدري لماذا بدأ الهم يشتد علي ويزداد
والأفكار تجول بسرعة في مخيلتي لم يقطعها إلا ..
سؤال السائق : كم عندك من الأولاد ؟!
قلت : أربعة ولدين وبنتين ..
قال : الله يصلحهم لك .
قلت : آمييين وإياك ..
نظرت للطريق ثم رفعت رأسي للسماء أنظر لها
ونظرت للشمس ولم يبق على غروبها إلا ساعة !
قلت و أنا أتنهد : يالله رحمتك يارحمن يارحيم ..
تفاجأت بطلب من السائق غريب :
قال : تسمح لي أشعل سيجارة ؟
قلت : ياأخي انت رجل فاضل وأشعر أن بك خير عظيم
كيف ترضى لنفسك أن تحرق نفسك ومالك وقبل ذلك تنقص دينك
لأجل سيجارة لاتنفعك وإنما تضرك !
قال : يابن الحلال ادع لي والله حاولت في رمضان الماضي
واللي قبله وما قدرت .
قلت له :أنت رجل أعطاك الله قوة ماقدرت على سيجارة ؟
استمر التوجيه والنقاش وهو ينصت ومعترف بخطأه وبعدها
قال : إن شاء الله ما أشربها بعد اليوم ..
قلت له متهللاً : الله يثبتنا وإياك على الدين .
أذكر إني بعدها أسندت رأسي على باب السيارة
أفكر وأفكر لا أدري ما الذي جعلني أرتعب قليلاً ..
لاأدري من ماذا ولكن شعرت بقلق شديد في هذه الأثناء
وفجأة أسمع ضربة شديدة في السيارة
وحصل ارتباك كبير بيننا أنا والسائق وعلمت أن الإطار انفجر ..
قلت : خفف السرعة وانتبه للسيارات ..
وهو لا يتكلم وومسك بزمام السيارة وقد ظهر على وجهه القلق ..
بعدها انحرفت السيارة لليمين بشدة وبدأت بالتقلب ،
أنا ألهمني الله أن أقول أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
كنت أشعر أني أرفع صوتي بها بأشد قوة ..
بعدها شعرت بضربه شديده أسفل رأسي وشعرت كأنها لذعة نار من شدة حرارتها
انقلبت السيارة عدة مرات إلى أن استقريت خارجها
حاولت القيام لم أستطع ولم أستطع تحريك أي جزء من جسمي ..
ألم لم أذق مثله في حياتي أريد أن أتكلم بشيء لم أستطع
حتى عيناي كانت مفتوحه ولم أستطع النظر بها سواد في سواد
حتى سمعت أقدام كثيرة تقترب منا وأسمع أصواتهم
يقولون : لا تحركونه راسه ينزف ورجليه مكسورة ..
أنا شعرت بتنفسي يضيق ويضيق وشعرت بحرارة بجسمي رهيبة
كأنها تبدأ من قدمي وتتحرك نحو رأسي ..
وسمعتهم يقولون : وش صار ع السائق ؟!
قال شخص ــ اسمع صوته من بعيد ــ : يطلبكم الحل ميت لايتحرك .
يتبع ..
|