مطلع العام الماضي تساءلت في مكان آخر: لماذا لا نعترف بالحقيقة المرة..؟ لماذا لا نعترف بأن المواطن الخليجي اليوم هو عنوان الكسل في الوطن العربي؟
لماذا لا نعترف بأن الخليجيين اليوم تحولوا إلى كائنات رخوة لا تستطيع القيام بأي أعمال شاقة إطلاقا.. مهمتهم الوحيدة هي الإمساك بريموت التلفزيون، والتهام المكسرات، وتأليف النكات وإطلاقها هنا وهناك؟ لماذا لا نعترف بأنهم بإطلاق النكات على أشقائنا السودانيين واتهامهم بـ "الكسل" إنما يجسدون المثل العربي الشهير: "رمتني بدائها وانسلت"؟
هذا كلام قلته قبل سنة ونصف، وقبل يومين تداول الإعلام بشكل واسع معلومة تقول إن السعوديين حصدوا المرتبة الثالثة عالميا في الخمول البدني بحصولهم على نسبة قاربت 68.3% وفق دراسة أعدتها مجلة لانسيت الطبية المرموقة!
المركز الأول ذهب لمالطا التي تصدرت القائمة، تلتها سوازيلاند.. وفي المرتبة الرابعة صربيا ثم بريطانيا! لست بصدد التشكيك في دراسة المجلة ـ التي اعتمدت في نتائجها على بيانات منظمة الصحة العالمية ـ لكن الذي فات على المجلة أن هذه الصفة لا ينفرد بها السعوديون وحدهم، بل هي صفة لمواطني الخليج كاملا.. الكويتيون هم السعوديون، والسعوديون هم القطريون، والقطريون هم الإماراتيون، وهكذا بقية دول الخليج.. المجلة وضعت الحل للخروج من قائمة الخاملين، وهو أن يقوم السعوديون بأحد الأنشطة التالية: (30 دقيقة من النشاطات الاعتيادية كالمشي الخفيف لخمس مرات أسبوعيا، أو 20 دقيقة من النشاطات المفعمة بالحيوية لثلاث مرات يوميا، أو دمج كل من النشاطين السابقين).. ولا أعتقد أننا سنفعل شيئا من ذلك.
اسألوا أنفسكم: هل نحن شعب كسول فعلا؟!؟