يُقام حالياً في إمارة دبي معرض فني للفنان الإماراتي محمد كانو، ويحمل عنوان "فن وفن"، وقد تميّز بمزجه بين عناصر تنبع من الثقافة الخليجية ووضعها في إطار عالمي، يهدف - وفقاً لكانو - إلى التقريب بين وجهات نظر تباعدت بسبب أحداث سياسية شهدها العالم طوال العقد الماضي.
ومن بين اللوحات الفنية التي برزت في المعرض مجموعة حملت اسم "مسألة هوية"، وتتضمن عدداً من مشاهير العالم يرتدون الزي التقليدي في الخليج.
ومن أبرز الشخصيات في المجموعة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والممثلة أنجلينا جولي، والملكة إليزابيث الثانية، وعارضة الأزياء سيندي كروفورد.
ووفقاً لتقريرٍ بثّه موقع CNN بالعربية يقول كانو: "يحمل هذا المعرض اسم فن وفن، وهو مزج ما بين اللغتين العربية والإنجليزية، فقد حاولت التلاعب بالكلام لترك إحساس لدى الزائر بالفرح حين يأتي لمشاهدة المعرض".
وأضاف أن "المجموعة تحتوي على أكثر من 40 عملاً فنياَ، وكثيرٌ من أفكارها مأخوذٌ من عناصر عدة مستلهمة من فنانين آخرين".
وشكلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 صدمة للعالم بأسره، وبالنسبة لكانو، وجد فيها مصدراً لاستلهام أفكار تساعد الغرب على فهم الثقافة العربية البعيدة عن العنف والقتل.
وحول ذلك، يقول كانو: "التحدّي الذي حصل عقب أحداث سبتمبر 2001 وضعنا في مواجهة مباشرة مع العالم بأسره، لذا علينا إيصال أفكارنا بطريقة سهلة تساعد الآخرين على فهم أفكارنا، والطريقة الأمثل لذلك هي الوسائل المرئية".
إحدى لوحات المعرض حملت اسم "حركة الكعبة"، وتميّزت بعناصر متحرّكة أفقية وعمودية، ويتحدث عنها كانو بالقول: "فكرة حركة الكعبة مستلهمة من لوحة للفنان قادر عطية، عُرضت في المتحف البريطاني ضمن معرض حول الحج، وتميّزت باللونين الأبيض والأسود. لوحة عطية فيها حركة عمودية تعبر عن العلاقة الروحانية بين المعتمر أو الحاج والله، لذا فكرت في إضافة حركة زوّار الكعبة، وهي حركة أفقية". أما مجموعة "مسألة هوية"، فلها قصة أخرى يرويها كانو، بالقول: "هذه المجموعة بُنيت على عمل فني للفنان الأمريكي آندي وارهول، وهي للرئيس الصيني الشيوعي الراحل ماو تسي تونغ، وقام وارهول بإجراء بعض التعديلات على الصورة لإضفاء قيمة حضارية عليها، ووضعها في سياق معين".
ويضيف كانو بالقول: "اللوحات الأخرى في المجموعة استلهمت من لوحة ماو، لم أرد أن تقتصر الفكرة على شخصية واحدة، لذا قررت إضافة المزيد من الشخصيات المعروفة، كان من بينها شخصيات عربية. والهدف من المشروع هو أن يسأل الشخص نفسه ما الذي يقرّبنا من بعضنا بعضا وما للذي يبعدنا. ففي نهاية المطاف نحن بشر".
وعازماً على الاستمرار في استكشاف الواقع عن طريق الفن، يرى كانو أن الفنان دائم التعلُّم ليقدم الأفضل، إذ يقول: "رحلة الفنان دائماً مستمرة، فالفنان يجب أن يمر بمراحل كثيرة قد لا يصل من خلالها إلى هدفٍ معين؛ لأن الهدف الحقيقي هو التعلُّم. هدف هذا المعرض هو طرح الأفكار، وأتمنى أن تعرض بعض هذه الأفكار في دول أخرى".