من المعروف أن عقرب "مطارد الموت" هو أخطر أنواع العقارب في العالم، حيث تبين أنه يتسبب في وفاة ألفي شخص تقريباً كل عام. وتحتوي كل لدغة من ذيله على حوالي 2.5 ملم – نصف ملعقة شاي – من السم. والمركب النشط به يطلق عليه "chlorotoxin"، ومعروف أنه يوقف اتصال الجهاز العصبي كما ينبغي ويسبب الحمى وآلام شديدة وتشنجات وشلل وغيبوبة وموت في النهاية حين تتوقف الرئتين.
ويوجد هذا النوع من العقارب في جميع أنحاء شمال إفريقيا والشرق الأوسط، ويعرف أيضاً بعقرب الصحراء الإسرائيلية والعقرب الفلسطيني، ويعيش تحت الأحجار أو في الجحور. ولطالما تم استخدام سم العقارب في تطوير العلاجات التقليدية كاستخدامه كمسكن للألم على مدار آلاف السنين. ويعكف علماء في أميركا حالياً على تطوير علاجات للسرطان باستخدام خواص مركب "chlorotoxin " غير التقليدية لتطوير طرق جديدة تستهدف خلايا السرطان بالأدوية أو حتى بالإشعاع.
أما بالنسبة لعنكبوت "الأرملة السوداء"، فلدغاته نادرة، وبالتالي تتضاءل فرص تسببه في الوفاة. ويتواجد هذا النوع حول منطقة البحر المتوسط وفي الأميركتين وكل أفريقيا وجزء كبير من استراليا وكذلك في روسيا وآسيا. ويخرج من كل لدغة 0.02 ملم من السم الذي قد يصيب الإنسان. ويحتوي هذا السم على بروتين يطلق عليه " latrotoxin"، يهاجم الجهاز العصبي والهرمونات التي تنظم طريقة عمل الجسم.
ويعمل الآن باحثون في تشيلي على تطوير وسائل منع الحمل للذكور من مادة يتم استخراجها من هذا السم. وهناك آمالاً أيضاً بأن يساعد ببتيد تم العثور عليه في السم – وهو عبارة عن لبنة من البروتينات – في تطوير علاج جديد وفعال لمرض الزهايمر.