خادم الحرمين للوفد المصري: تاريخنا المشترك لا يقبل الجدل والمساومة
واس - الرياض: أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -خلال استقباله وفداً رفيع المستوى من مصر برئاسة رئيس مجلس الشعب الدكتور محمد الكتاتني ورئيس مجلس الشورى الدكتور أحمد فهمي، ويضم عدداً من أعضاء مجلسي الشورى والشعب وأبرز القيادات السياسية وممثلي القطاعات في مصر- أن التاريخ المشترك بين المملكة ومصر والقائم على وحدة الدين والنصرة في الحق ليس صفحة عابرة يمكن لأي كائن من كان أن يعبث بها، بل هو بالنسبة لنا أولوية لا تقبل الجدل أو المساومة عليه، أو السماح لأي فعل أن يلغيها أو يهمشها، فهي تقوم في حالة الخلاف على أسس العتب لا على قواعد الخصومة.
وأضاف خادم الحرمين في كلمة له: "إن العتب بين الأشقاء باب واسع تدخل منه العقلانية والوعي، فاتحة المجال لأي التباس قد يشوب تلك العلاقة، ليقول لها إن مصر بهمومها وآمالها وطموحاتها لها في قلب المملكة المكانة الكبيرة، والعكس صحيح".
وبيَّن خادم الحرمين إن ما حدث في الآونة الأخيرة من تداعيات في العلاقة بين البلدين أمر يؤلم كل مواطن سعودي ومصري شريف، وما قرارنا باستدعاء السفير وإغلاق السفارة إلا لحماية منسوبيها من أمور قد تتطور ولا تحمد عقباها.
وأضاف: من مملكة الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ أقول لكم أسعدنا حضوركم الذي يعبر عن مكارم الأخلاق المستمدة من عقيدتنا الإسلامية، فأهلاً بكم في وطنكم حكومة وشعباً، وأمام هذا الموقف النبيل لا يسعني غير أن أقول لكم بأننا لن نسمح لهذه الأزمة العابرة أن تطول، وكلي أمل أن يقف الإعلام المصري والسعودي موقفاً كريماً وليقل خيراً أو يصمت.
بعد ذلك ألقى رئيس مجلس الشعب المصري الدكتور محمد الكتاتني كلمة أشار فيها إلى أن الوفد المصري الذي يعكس جميع طوائف الشعب ومكوناته قدموا لأشقائهم في المملكة العربية السعودية ليعبروا عن عمق العلاقة بين الشعبين السعودي والمصري، وليعبروا عن تقديرهم للمملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً.
وقال إن الشعب المصري تربطه بالشعب السعودي أواصر متينة وعميقة عبر التاريخ، لا يمكن أن تتأثر بحادث عابر يتم هنا أو هناك. إننا ومن منطلق العلاقة القوية بين شعبينا لا بد أن نتجاوز هذه الأحداث العابرة ولا ندعها تعكر صفو العلاقات بين البلدين.
وأضاف أن المملكة تهفوا إليها القلوب والأفئدة لأن الأماكن المقدسة فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة أعز مقدسات المسلمين، والشعب المصري يكن تحية إعزاز وتقدير للمملكة التي وقفت معه في المواقف التي كان يحتاج فيها لدعم الأصدقاء، ولقد وقفت السعودية بقيادة الملك فيصل في حينه في حرب 73 مع أشقائهم في مصر، وكان لهذا الدعم أثر بالغ في سير المعركة مع العدو الصهيوني وأيضاً بعد ثورة 25 يناير كانت المملكة العربية السعودية من أوائل المبادرين بالدعم لأشقائهم في مصر.
وتحدث عن الجالية المصرية في المملكة التي تعد من أكبر الجاليات على الإطلاق في الخارج، مؤكداً أنها تنعم برعاية الأشقاء في المملكة العربية السعودية.
وقال في ختام كلمته إن استدعاء السفير السعودي من القاهرة للتشاور أمر يعز علينا كمصريين، وهذا الوفد الذي جاء ليؤكد على عمق العلاقة بيننا يرجو منكم أن يعود السفير معنا وعلى نفس الطائرة إلى القاهرة ليباشر عمله.
ولاحقاً، صرح مصدر مسؤول أنه نظراً للمشاعر النبيلة والمخلصة التي أبداها الوفد الممثل لكافة أطياف المجتمع المصري تجاه شقيقتهم المملكة، وانطلاقاً مما تحمله المملكة من مشاعر متبادلة نحو مصر حكومة وشعباً، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمباشرة سفير المملكة بالقاهرة أحمد قطان لعمله بدءاً من يوم الأحد القادم، وإعادة فتح السفارة وقنصليتي المملكة بالإسكندرية والسويس.
صحيفة سبق