هل يوجد فساد ثقافي؟
دائماً ينظر للجائزة الثقافية من قبل أي مؤسسة ثقافية نظرة مريبة من قبل المثقفين أو القائمين على العمل الثقافي فيما بينهم، ودائما ما نسمع أو نقرأ تصريحات أو تحليلات في الفضاء الثقافي حول الجوائز وتشكيك بنزاهة اللجان، أو أنها منحت بشكل دوري لتمر على الجميع أو أن العمل الأدبي يجهز ليفوز بالجائزة، كما ورد في مجلة "الغاوون" الشعرية التي تصدر في بيروت من حملة على جائزة منحت للشاعرة اللبنانية التي كتبت لأول مرة لأدب الطفل ومنحت جائزة زايد، وأضافت الافتتاحية أن الجائزة مفصلة لها لأنها أحدث من استلم جائزة، وكان النقد قويا وقد ورد في افتتاحية المجلة أيضاً أنه من باب الحرص على نزاهة الجوائز وليس من باب فضح الفساد المستشري وأن الجوائز العربية (المقصودة الخليجية) مجرد شيكات.
ربما مشكلة بعض المثقفين العرب في نظرتهم للخليجي على أنه غير مبدع، أو أن الجوائز الخليجية مجرد شيكات، لأن من يمنحها يملك المال.. هذه هي النظرة مع الأسف وإذا كان هناك حقا فساد ثقافي فقد يكون أطرافه في حالة الجوائز من يجيز وليس من يمنح.
الجوائز الثقافية لا يرضى عنها المثقفون إلا إذا منحت لأديب متوفى فلا خلاف عليه حتى إذا كان هناك كما ورد في المجلة فساد ثقافي، فهل كل المؤسسات الثقافية فاسدة أم عندما تكون صادرة من الخليج؟ أم هي معارك على الجوائز؟ أم هل صحيح أن هناك من تحدد لهم الجائزة حتى قبل إصدار العمل كما ورد في المجلة، وهل الفساد الثقافي العربي في الجوائز فقط أم هو على شكل آخر وكيف؟
إن الثقافة مرآة الشعوب ومن الصعب اختزالها بجوائز والمبدع الحقيقي تأتي الجائزة إليه كما حصل مع الأديب العالمي نجيب محفوظ ولم يسلم من التشكيك في الوقت الذي وصل للعالم من محليته ولم يسع للجائزة بل كان يكتب ويكتب ولاشيء غير الكتابة.
إذا كان الفساد أو المحسوبية في الجوائز فلن يخفى ذلك على من يتابع فالجوائز الحقيقية والكبيرة تبحث عن صاحبها.
رقية حمود الشبيب
جريدة الوطن