الحياة الزوجية لا تسير على وتيرة واحدة.. والحياة بكل مشكلاتها ومفاجآتها تحمل لنا الكثير من المواقف الصعبة، والعاقل هو من يدرك أن الحياة ليست هنية طول الوقت بل بها بعض المنغصات والصعوبات والأوقات الصعبة، وقدرتنا على اجتياز هذه الأوقات الصعبة تتعلق بمدى قدرتنا على الحب والتسامح والتضحية من أجل الآخر.
ولأهمية الحب في اجتياز الأزمات الزوجية نقدم لكم هذه السطور.. مع أمنياتنا بحياة سعيدة دائمة..
بالحب تسير الحياة
يؤكد الدكتور "أحمد سامح" أستاذ علم النفس بجامعة الإسكندرية - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام - أن الحب يشعر الزوجين بالاطمئنان والأمان .فالأزواج المتحابون يعتقد كل واحد منهم أن شريكه أكثر الناس وسامة وجاذبية وإن لم يكن هكذا في رأي الغير وهو ما يعبر عنه الناس بأن الحب أعمي..كما جاء في الموروثات الشعبية ، وفي حالة الكراهية مهما فعل الزوجان فلا رضا أو سماحة أو تقبل حتى لو أغدق أحد الطرفين على الآخر رغبة في استمرار الحياة الزوجية
الحب أم الفقر؟
وينفي الدكتور سامح مقولة "يهرب الحب من النافذة عند دخول الفقر من الباب" ويشير إلى حقيقة وجود أزواج فقراء ويعيشون بالحب من خلال إحساس الزوجين بالحاجة وتضامنها في الكفاح الذي يقوي علاقتهما.. بل ويدفعهما معا لاجتياز الأزمات بالتغاضي عن الكماليات والاكتفاء بالأساسيات وهذا يتوقف على رضا وسماحة وحب الطرفين ورغبتهما في إطالة عمر زواجهما فالحب هو الجواد الذي يجر عربة الزواج ويدفعها وحين تشتد المصائب والمحن في الحياة الزوجية لا يخفف منها إلا الحب والتعاطف والرحمة والتنازلات وقد تنتهي علاقة زوجية بين زوجين ميسوري الحال لعدم وجود الرابط القوي الذي يجمعهما وهو الحب ولا نقصد بالحب هنا الكلمات المعسولة أيام الخطوبة بل المواقف التي تعبر عن صدق مشاعر الزوجين عند الاصطدام بمشكلات الحياة والصمود أمامها لتخطيها بالحب.
رسولنا قدوة حسنة
ولعلنا نجد في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة والمثل حين دعا الأزواج والزوجات لعدم انتقاد شركائهم باستمرار مشيراً إلى أنه لو كره من زوجته سلوكاً فهناك ما يحبه فيها.
وهنا نجد وصفة نبوية رائعة توجهنا إلى عدم التركيز الدائم على العيوب لأن التركيز عليها يجسدها أمامنا باستمرار ويجعل الحياة مستحيلة مع من نرى عيوبه بشكل مستمر.
جوهر الزواج
كما أن فهم جوهر وطبيعة الزواج القائم على التضحية والتنازل والصبر على الصعاب ، وأن الزواج ليس كله حلواً بل هناك أوقات صعبة ويجب أن نكون مستعدين لها، سواء مرض أو أزمات مادية أو نفسية، كلها أمور لابد أن نأخذها في الحسبان، فلا تنتظر الزوجة من زوجها أن يغمرها ليل نهار بكلمات الحب والغزل المعسولة، لأن الحياة ليست كذلك، ولا يتوقع الزوج من زوجته أن تقوم بواجباتها الأسرية باستمرار على أكمل وجه فهناك حتماً أوجه تقصير من حين لآخر، وعليه أن يغفر ويسامح حتى تستمر الحياة ، فعلى كل طرف أن يتنازل من ناحيته فيما يقدر حتى نعيش سعداء راضين بحياتنا.
كما أن تذكر الخصال الحميدة من الطرف الآخر يجعل الإنسان يسامح ويغفر كل الأخطاء والمشكلات التي تسبب فيها الطرف الآخر.
أهمية المدح والإطراء
ولتحافظي على سعادتك الزوجية ضعي في حسبانك أن انتقادك السلبي والدائم لزوجك يحول حياتك إلى جحيم، لذا عليك أن تتمتعي بروح الإطراء على ما يصنعه زوجك إن كنت تريدين السعادة حقاً .خاصة أمام أهله وأصدقائه .
حيث توصل باحثان اجتماعيان إلى "صيغة حب" تقضي بأن الإشادة بشريكك أكثر من انتقاده (أو انتقادها) غالبا ما تكون طريقة للحفاظ على علاقة سعيدة.
ويؤكد العلماء أن معظم الناس يتوقون للعيش في علاقة طويلة مستمرة وسعيدة لكن الطلاق في معظم الدول الصناعية يتزايد لأسباب عديدة.
ويؤكد الباحثون أن الإبقاء على تصور إيجابي بشأن الآخر هو أحد سبل بناء السعادة. كما أشاروا إلى أن الناس المندفعين والذين يسهل لديهم انتقاد الشريك الآخر يتعين أن يركزوا بدرجة أكبر على الجوانب الأكثر إشراقا في علاقتهم وأن يكونوا أكثر تقبلا "للمفاجآت". لأن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة .والاستعداد لمواجهة هذه المفاجآت والمشكلات الحياتية يجعل وطأتها أقل بكثير حين تقع مما يساعد بالتالي على اجتيازها بنجاح.