بسن الله الرحمن الرحيم
في الكون وما نراه وفي انفسنا نقولها كلمة عامه لمحسوس وغيرمحسوس-شيئ-والله سبحانه وتعالى يقول(اناكل شيئ خلقناه بقدر)وقال عزوجل(ماترى في خلق الرحمن من تفاوت)فالكون هومجموعة اشياء لاتهلك ولاتبيد قدرها الخالق وجعل للأنسان سلطان عليها بقدر ماهواهل له.ويقول جل وعلا(انما يخشى الله من عباده العلماء)قال اهل العلم عن عبدالله بن عباس هم الذين يقولون ان الله على كل شيئ قدير--والخلق بقدر-تعني الاراده المستقله في الحدث واثره وحاله وتشتق من معناها بالمعلوم في الحال والمئال,وهي قدرة وقدر ينفيان العجز عن الخالق,اما في حق المخلوقات -الاشياء-فان القادر من وجه يصح ان يكون عاجزا من وجه آخروقال تعالى في ذلك(لايقدرون على شيئ مماكسبوا)س البقره فالقدر والتقديرتبين ماهية القدر وكمية التقدير وكيفيته,في اعطاء القدره وجعلها على مقدار مخصوص تقتضيه حكمته عز وجل لايساور ذلك زيادة ولانقصان ولاتفاوت كمادلت عليه الايه الكريمه,ولقوله تعالى(قد جعل الله لكل شيئ قدرا)وقال (والذي قدر فهدى)والذي عليه اهل السنه ان الله قدر الاشياء -مقاديرها-واحوالها-وازمانها-قبل ايجادها-ممايفيد بان الخلق ليس لهم الا نوع اكتساب ومحاوله واضافه,ويكون لهم ذلك بتيسير من الله عز وجا وقدرته وتوفيقه والهامه,وفي ديننا الاسلامي اشاره الى ان منهم مجوس ومجوس هذه الامه هم المكذبون بأقدارالله,ومن ينسبون الضر والنفع لغيره,وفي حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم--صنفان من امتي ليس لهم في الاسلام نصيب اهل الأرجاءوالقدر--وروي في صحيح مسلم قول ابن عمروهويقول والذي يحلف به عبدالله بن عمر لوان لاحدهم جبل ذهبا فانفقه ماقبل منه حتى يؤمن بالقدر,وفي كتاب الله يقول سبحانه وتعالى(ومامنعهم ان تقبل نفقاتهم الا انهم كفروا بالله ورسوله)ومنكري القدر على خطر وهو ركن من اركان الايمان ,ويمكن لمن شهد انه ان لا اله الا الله وان محمدا رسول والتزم اركان الاسلام الخمسه ان يقال له مسلم ولايقال مؤمن,في حين ان المؤمن يكون مؤمنا ومسلما,والله سبحانه وتعالى كتب مقاديركل شيئ قبل ان يخلق الارض بخمسين الف سنه بعلمه لما كان وما سيكون,وفي خلق أدم اخذ على ابناءه وهم في ظهور آبائهم العهد والميثاف في قوله --الست بربكم قالوبلى -وهو يبين القدر البشري والحصرلخلق الانسان-وعلمه بما سيكون عليه احدهم ولكنه اعطى الانسان اراده بها يختار وقدره بها ينفذ,فيفعل مختارا لا مكرها,وهذا بديهي نراه في انفسنا ونعاصره ولايجادل فيه الا مكابر,وقد دلًت عليه نصوص الكتاب والسنه.
روي عن سيدنا سليمان انه وجد دودة صغيره تعيش في داخل الصخر والحجر فسألها كم من الغذاء والماء تستهلك-فقالت نقطة ماء وحبة قمح طعام سنه رزقا من الله يأتيها-فقال انا اتكفل بهذ من الآن وصرف لها المطلوب وبعد سنه جاء فاذا لديها نصف الحبه ونصف القطره فقال كنتي تكذبين _قالت لا ولكن حينما كان رزقي من الله خالقي ماقلقت عليه-ولكن حينما كان على بشر معرض للموت والنسيان والشغل الشاغل جعلت لي من رزقي شيء- احتياطا يكفيني سنة اوسنتين اخرى---ونحن معشر البشرفي حياتنا الماديه تنافسنا في الاعمال والحظوات ونعتقد ان ماكان بمقدورنا الحصول عليه انما بجهدنا وقدرتنا وحنكتنا-ومن رزقه الله وفرة في الرزق تبطر وتشدق واستحقر غيره من الخلق-,وفي تداول الايام والحقب عجب وعجب-ولايأخذ عبره ممن سلف ويعتقد انه الخلف المؤبد,وبمثل هذه العقول يبقى اعتلال صحة المجتمع سائد وتنموا في اوساطه شرائح التحزب-من متذمر وشاجب ومنافق ومرتزقه-والاختناق المعنوي له اثره في الحياه الماديه-ليت عدالة الهواء الذي نتنفسه تكون مثل ثروات البلد ومكتسباته في متناول الجميع-ربما لو وجدوا قدره يسيطرون بها عليه,لكان لكل احد من الناس فاتوره كفاتورة الكهرباء والماء -تفصل دون ان يحسب حساب لما يترتب على فصلها من عطب ومشقه-بيد ان هناك مايمكن تسميته نظام عقوبات العاجزين-وهونظام الموسر الذي يمارس على المعسر-ومهما يكن كن مع الله يكون معك وصلى الله على نبينا نبي الرحمه محمد صلى الله عليه وسلم