ما حوته أوراقي
نظرت حولي يمنة ويسره فلم أجد غير تلال من الأوراق تحيط بي
سألتها . . .
أيتها الأوراق ماذا بك وماذا خبئت في جوفك ؟
هيا أفيضي علي من ينابيعك العذبة
أحيلي الصحراء القاحلة إلى جنة وارفة الضلال
أريد الماء والخضرة
أريد الطير يغرد بالجنة
أريد الأطفال يلهون
وللحلوى يطلبون
أريد الابتسامة تعلو الشفاه
صمت قليلا انتظر الجواب ...
طال صمتي و انتظاري ولم اسمع طرقا للباب
استحثثتها هيا أجيبي أفيضي فانا انتظر
وأخيرا أتى الجواب
غير انه كان قاسيا
وليتني لم استجدي منها شيئا
أخرجت من جوفها وماذا أخرجت ؟
دخان اسود يعم المكان وحمما تخنق الفضاء
براكين أحرقت كل ما حولها
هاهي النار تقترب مني حاولت الهرب لا مجال
دفعتها بيدي فأحسست بحرارتها في أناملي
صرخت بها أيتها الأوراق قفي لحظة وكفي هذا البركان عني
أجابت ساخرة
ألم تطلبي ذلك مني ؟ لماذا تمنعينني الآن ؟
ولكن أنا
طلبت الجنان وليس النيران
طلبت الحياة وليس الموت
طلبت أطفالا وليس هياكلا
أجابت وبكل ثقة هذا ما زرعته يداك
فليس يجني المرء إلا ما زرع
وكيف ذلك ؟
أنسيت الأحزان والآلام التي غرستها بجوفي
أنسيت الدموع التي بذرتها في أحشائي
هاهي أطلعت ثمارها حمما تحرق ما حولها
رمقت أوراقي وكنت فزعة جدا فإذا...
بها أوراق وليس بركان
ولكن الخيال شرد بي بعيدا
وأحلام اليقظة رحلت بي عن الواقع
فما كان مني إلا أن عاهدت نفسي
( ألا ابذر إلا خيرا )