بسم الله الرحمن الرحيم
دائما نسمع حكاوى عن التوفيق,فمنهم المادح والمشيد وتعليق المثالب على التوفيق,والبعض الى جده وذكاءه وشطارته,واخرين يجعلون التوفيق وعدمه شماعة يعلقون عليها سوء مايجدون او يحسون,ولما كانت تصرفاتنا نحن المسلمين يحكمها دين واعتقاد,فأن حقيقة التوفيق له عند اهل السنة والجماعه انطباع لايخرج عن تعاليم الدين,ويفسرونه بانه اعانه خاصه من الله للعبد يضعف أثرالنفس والشيطان,ويقوى الرغبه في طاعة الله,اي ان المرء يحس بذلك من نفسه فيرى ان لديه قدرا زائدافي اختياره الخير ومددا من الله يقويه على الخير فيما يتجه اليه.
اما مايذهب اليه الناس من تفسيرات وتحليلات ومحاكاه استهلاكيه ,فهو من قبيل التبريرات التي يساورها الخطأوالصواب,فمنهم من يدعي التوفيق وعدمه لتبرير حاله اوحالات,والمفهوم السائد هو الثراء والعيال والاعمال,ممايجعل انفسهم اسيرة الشقاء تارة او السرورتارة أخرى,وكأن الشقاء ملازم الحاجه,والسرور يلازم السعاده,وكل ذلك توجه نحو الترف والترفيه,في خضم الانفتاح العصري ووسائل اللهو والعبث ونواهس انس يطمحون لمواصلتها,من توجه الفكرالى المسايره والتقليد والمنافسه على مثالب اكبرتها النفوس والشهوات,باعتبار النيل منها او الدخول فيها توفيق كما يتصورون, ومالم يتحقق يعلقونه على قلة توفيق,قال جل وعلا(وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون)س البقره والقياس الذي يهدي الى رؤيه واضحه وسلوك سوي وهدوء نفسي-بل نفس مطمئنه-هوتلمس رضاء الله سبحانه وتعالى,لأن موازين كثير من الناس ناتجه عن غفله اونسيان اوهوى وطيش وتنافس على اقوال وافعال واعمال من قبيل السمو المعنوي والمادي, والظهور بين الاقران مظهرا اعتباري, بحت في الميانه دون الديانه,قال تعالى(ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما)وقال صلى الله عليه وسلم---اذا اراد الله بعبد خيرا استعمله قالوا يارسول الله وكيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح قبل موته---وعن ابي بكره ان رجلا قال يارسول الله اي الناس خير قال من طال عمره وحسن عمله قيل فاي الناس شر قال من طال عمره وساء عمله----وفي هذا بيان عن الفوز-والتوفيق- الذي حوله بعض الناس الى الحاله الماديه ,والاعتبارات الشخصيه,على حسب اهوائهم ,ودندنة السواد الاعظم او بعضه ,لمثالب العصر الحديث,حتى ان البعض يقول وفقني الله وتعرفت على امرأه جميله اوصديقه,او تقول ممثله اومغنيه او راقصه وفقني الله وتعرفت على رجل اعمال اومخرج اومنتج واحتضن موهبتي فصارت كذلك,وكذا من يقول وفقني الله او يقال عنه ضرب ضربة كسب فيها كذا وكذا بحيله واحتيال,حتى يقال رزقه الله بمال ايتام او ميراث تسلط عليه,فكم من شر يجتبيه الانسان ويدعي التوفيق والاستئناس بماكسب,فماينسب من توفيق لهكذ امور ليس الا تحريف وتزييف وتضليل,يغلف الفكر والنفس والسلوك في الظاهر,اذ ليس الفوز والتوفيق فيما لايرضاه الله ورسوله, وكفى بالانسان على نفسه رقيبا.
قال صلى الله عليه وسلم---من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين----ممايبين ان سلوك طريق العلم دلالة على الخير والتوفيق,وقد امتدح الله سبحانه وتعالى من ينشر الخير والدعوه الى الله واصلاح الناس,قال تعالى(ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل عملا صالحا وقال اني من المسلمين----وهذه دعوة الرسل والانبياء الى توحيد الله الخالق الرازق المدبر,قال صلى الله عليه وسلم--اعظم الذنوب ان تجعل لله نا وهو خلقك---والشرك عمل قلبي يتبعه تصرفات كثيره,بخلاف المعاصي التي يقع فيها البعض,اذ ان العصاه اعتقادهم صحيح بأن المعبود هو الله,وانما وقع بغلبة الهوى والضعف,وان كثر ذلك الاان حسن الظن واجب قال صلى الله عليه وسلم----- من قال هلك الناس-فهواهلكهم---اذ لايجب تشكيك الناس في ايمانهم وانما بالدعوة الحسنه والايضاح والتنبيه والوعظ ,وتلك مهمة اهل العلم والفقهاء والدعاه ورعاة المجتمع,فالخير كله من عند الله وان تعددت اسباب الحصول عليه والشر من انفسنا,
فالبعد عن المعاصي وان وقع فيها اوحيل بينه وبينها,علامة على التوفيق نحوالصلاح,قال تعالى(والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما)فالتوبة والاستغفار عدة الصلاح وعدم الاصرار على الذوب وان كانت صغيره من التوفيق,ومن وجد نفسه مقصدا للناس في قضاء حوائجهم فذلك من التوفيق وقال صلى الله عليه وسلم---أحب الناس الى الله انفعهم للناس واحب الاعمال الى الله عزوجل سروريدخله على مسلم بأن يكشف عنه كربه او يقضي عنه دينا او يطرد عنه جوعا ولأن امشي مع أخ في حاجة أحب الي من أن اعتكف في هذا المسجد-مسجد المدينه-شهرا ومن كف غضبه سترالله عورته ومن كتم غيضه ولوشاء امضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامه ومن مشى مع اخيه في حاجه حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام ---صححه الألباني الاحاديث الصحيحه 906
افلانكون ممن يحبنا الله ونلتمس رضاه في كل تصرفاتنا ونتنبه لما يحيينا ونتحسس علامات التوفيق في كل امر ذي بال وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.