ذات ليلة ..... (بقلم أ/ بشري العدلي )
ذات ليلة .....
كنت في محراب صمتي خاشعاً
أمحو من ذاكرتي
بعض كلماتي الهوجاء
وحروفي الصماء
أعبق رائحة المكان
وحفيف النسمات يأتيني
سألت نفسي .....
ما الذي ينمو في صدري الآن ؟
احتراق .....
أم بقايا من نهار ؟
وصمت قريتي يلفني من كل مكان
تعلمت منه .....
كيف أتناجى مع آذان الوهم
فقد تكحل صبحي بسواد الليل
وأرخي سدوله لنجوم القرية
أيها الليل..... أيها العالق في صدري
لست أشلاء جسد ينثر
أو قصاصات من الورق تهمل
بل جذوة حب
به ثنايا العمر تشتعل
وزهور في أرض قريتي ستنمو
لكن قريتي مازال يسكنها الضباب
تعشش فيها العقارب والعناكب السوداء
ينعق الغراب
قرية بلا شوارع
نوافذ
أبواب
فرفقاُ بقريتي أيتها الرياح
فليس لي موطن سواها
لا تقلعيها فتنقلع روحي عن جسدي
فكم عاني فؤادي منها هجرا
وتاقت مهجتي لرؤاها لهبا
وفي عيني نداء لأهلها
فإني آمل أن تحالفني المنى
فأعود مبتسماً بخير إياب
في تلك الليلة .....
فتشت عن عنواني
عن وطني
عن قريتي
عن اسمي
وتقاربت الأحلام
وتقاربت السحب
فظننت أن الليل طويل
قد ندركه ..... أو يدركنا
وتساقطت أوراقي
فعلمت أن خريف عمري مر
واستفقت .....
فحكايتي حكاية زمن لا يعبث
إلا بالصمت
وأذكر أني لا أذكر شيئاً
حين هجرت قريتي
تهت غريباً بين أصحابي
وما زال نشيدك في قلبي
يقطع علي أحلامي وأمنياتي
يهتف:-
أأحلامك أعذب من أغنياتي ؟
فعدت ، وعادت الدنيا تصفق في وجهي
وتبر ترابك يسير أمامي
فيا خيوط العشق ..... عانقيني
واسكبي كأسك في ذاتي
فقريتي تخبرني .....
أن الليل الطويل سيتبدد
ويشرق نور الصباح من جديد