يا مبطلَ الأنسابِ دون تحققٍ ...... مهـلاً ومن أنسـابِنا لا تقترب
الناس مؤتمَنون في أنسابِهم ...... والطعنُ في الأنسابِ كفرٌ فاجتنب
ماذا دعا للخوضِ في أنسابنا ...... وهي الجحيـمُ لمن أتاها تلتهب
أتظننا يوماً نفوتُ أصـولَنا ...... لقبيلةٍ أخرى ادعاءَ المغتصِب؟
ولقد علمنـا أن منكرَ أصلِهِ ...... لكبيـرةٍ بين الكبـائرِ مرتكب
يا أيها النسابةُ المغرورُ قفْ ...... قبل الحديثِ وقُم تعَـلَّمْ ما يجب
فالقول في الأنسابِ علمٌ حازمٌ ...... لا يرتضي قَـلَماً بليلٍ يَحتطِب
فالله قـال: تبينـوا إن جاءكم ...... ذو الفسقِ يهذي بالحديثِ المنقلب
ألا تصـيــبـوا ثُـلَّـةً بجهــالةٍ ...... فتصيـبكم بندامـةٍ لا تنسحب
أفَتبطلُ النسـبَ الشريـفَ لأنه ...... بعـمودِه نقصٌ تراه ما كُتِب؟
وذهبتَ تـزعمُ أن زَيـداً لم يلدْ ...... وبأن عَمْراً ليس مشهورَ العقِب
ونسيتَ شهرةَ من طعنتَ وأنها ...... طـافتْ بكل مُـشَرِّقٍّ أو مُغترب
إذ شهرةُ الأنسابِ شرطُ ثبوتِها ...... مهما اعتراها في الزمانِ المنسكب
أما العمـودُ فذاك شرطُ كمالِها ...... لا شرط صحتِها فأنصتْ واكتَتِب
أرأيتَ عدنـانـاً فهل تدري له ...... وصلاً بإسماعيلَ ليس بمضطرب؟
لكـنمـا الدنيـا أقـرتْ أنه ...... من نسـلِ إسماعيـلَ قولاً ما كُذِب
وإليه يُنسَبُ خيرُ من وطئ الثرى ...... يا طهـرَ محتـدِه وطهرَ المنتسِب
وكتابة الأنسـابِ تلك مدارسٌ ...... صنفٌ يُفَصِّـلُها وصنفٌ يقتضِب
أوما ترى أن النبـيَّ محمـداً ...... من قبلُ قال: أنا ابنُ عبدِ المطلب؟!
وأبوه عبد الله لا يَخفـى اسمُه ...... أتقولُ أن رسولَ ربِّـك لم يُصِب؟!
بل ذاك جدّي إذ أبي من صلبِهِ ...... أيضـرني أني لجـدي أنتسب؟!
أفـتُنكر الشمـسَ البهـيةَ أنها ...... يوماً وراء الغيمِ كانت تحتجب؟
يا صاحبـي أنسابُـنا شهدوا لها ...... فاسألْ ولا ترمِ الأكارمَ بالكذب
يا صاحبي إن خضتَ فيها باحثاً ...... من غير طعنٍ فأتِنا واسألْ نُجِب
إذ أهلُ مكةَ يحفظون شعابها ...... وكذلك الأنسابُ فينا تـنـشعب
أما إذا ما خضتَ فيها مُغرضاً ...... فالأجـرُ عند الله إنا نحتسب
واللهُ موعـدُنـا سيفصلُ بيننا ...... وسيعلمُ الكـذابُ عاقبةَ الكذب
وسيُعرض الجمعان: جمعٌ ضاحكٌ ...... مِنْ بِشرِه وهناك جمعٌ ينتحب
ويُـعَـــزُّ أحبـابُ النبـيِّ وآلِــهِ ...... والمرءُ يُحشرُ يومَها مع من يحب