أحزانُ ليلةٍ مجنونة ْ
أنا قطاراتُ أحزَان ٍمُسافرةً ..على قضيبٍ من الأشواكِ ِتَنْتحرُ
ما عُدْتُ أذكر فى اسْتعْمارها لدَمى.. ميْدانُ عشق ٍبشِعر الأرضِ ينهَمِرُ
أنا راهبٌ فى كهوفِ الحبِّ مُنتظرٌ ..صَلَّيتُ شعراً وقلبى زال ينتظرُ
هذى المتاهاتُ خضراءَ العيونِ أنا ..سافرتُ فيها ودمعُ الشوقِِ ينحدرُ
عيناكِ شيءٌ رهيبٌ لا أُفسِّرُهُ... قد ضِعتُ فيها وضاع الليلُ والسَّمرُ
أنا ضائعٌ فى طريقى هل تَدُلِّينى... وطنى بعينيكِ فى الأفاقِ أفتخرُ
فأنا بذلتُ شراينى كقُربانٍ ...ونفختُ شعراً بهالأحْجارِ تنفجرُ
كم ساهرٍ فى ليالٍ لا يُحِسُّ بها... ولرُبَّ ساهرَ ساعاتٍ فيَنشطِرُ
أنا أنا بحماقاتى وأخْيِلَتى ...أدعوكِ مُغرمتى بالحبِّ نخْتمِرُ
أنا أنا بجنونى ثم أغنيتى ...أهديكِ تاجاً من المرجانِ ينْحسِرُ
أهديكِ قارورةً للعطرِ مُثقلة ً ...بعبير حُبِّ هوىً بالشعرِ ينْتشرُ
لا تترُكينى وحيداً فى غياباتى ...فأنا بأحزانى أصبحت أشْتَهرُ
أنا بدونِك مفقودٌ ومنسحقٌ ....لا الدمعُ يغسل آهاتى ولا الشعرُ
أنا قوافلُ نيران ٍمُذهَّبة ٍ.... وبريقها فى فؤادى صار يحْتضِرُ
أفأينَ أيَّامنا بل أين ماضينا ....بل أين عصفورةً فى الليلِ تنْهدِرُ
هذى الغياهِبُ فى عينيكِ شاسعة ٌ... والشمسُ تشرقُ من نهديكِ تسْتعرُ
الأرضُ دونكِ يا عذراءَ مُظلمة ٌ ....فالخمْرُ أصبحَ فى شفتيكِ يُبْتكرُ
لأجْلِكِ جامعاتُ العشقِ تَعْرفنى ...فزرعتُ فُلاَّ بدمع الحبِّ يزْدهرُ
أبْكى على نورنا والبيتُ يا قدرى.... إظلامهُ شرِدٌ والقط ُّوالصورُ
يا أنتِ والخمرُ فى شفتيكِ مُشْتعلٌ ....وأنا صَريعُكِ والقبُلاتُ والعطرُ
وأنا لمستُ جبينكِ لمْسة ٌحُبْلى ....بالشوق تزرعُهُُ نخلاً به تَمْرُ
هل تذكرين فتىً بالشعر مُنطلقٌ ؟ ....وفى أحاسيسِهِ يسْتنبتُ الزهرُ
أنا أراكِ وفى الأسْحار مَعزفة ٌ ....غنىَّ لها الليلُ والأقمارُ والطيرُ
حبيبتى أنتِ أعْْلِنُها لهَالدُّنيا ....أُخبِّرُ الشمس عنكِ فينطقُ القمرُ
ها أنتِ والليلُ فى كفَّيكِ مُبْتهلٌ ....والصبحُ والصيفُ والأغصانُ والشجرُ
أنا صريعكِ مُدِّى لى بإكْلير ٍ.... من الكَكاوِ حنيناً يصرخُ العمرُ
أنا قد ظننتُ بأنى حينَ أهْديكِ ....أساورَ الشعر أنى سوف أنتصرُ
شَكَّلتُ بالأحرفِ الخضراء مَمْلَكتى.... السحرُ أبْدعْتُهُ والناس تَنْبَهرُ
هل تذكرينى وفى الأحداق كوكبة ٌ ؟... والفجرُ يرقبنى والعودُ والوترُ
لِمَا أجيبى أجيبى صوت غاشيتى؟ ....النار تحرقنى وليحكم القدرُ
لِمَا تركتى عيونى فى اسْتغاثتها؟ ....وصلبْتِ حُلماً بجَوْفِ الأرض يندثرُ
لا شىء ينقذ ُأنَّاتِى ويُنقذنى.... الريحُ تسحقنى إذ ْيَجلدُ المطرُ
هل فى الكواكبِ عُصفورٌ يجاوبُنى ...أوْ سوْسن ٌ أحمرٌ يسْرى بهِ النَّهَرُ
حاولتُ كرهكِ ثمَّ فشلتُ يا قدرى.... أنا بدونك مقتولٌ ومُندحرُ
شعر\ محمد هشام