الخشونة المبكرة في مفصل الركبة
د. ياسر محمد البحيري
إن مفصل الركبة يقع عند التقاء عظمتي الفخذ والساق. وعند الشخص الطبيعي تكون الأجزاء التي يتكون منها المفصل مغلفة بطبقة غضروفية ذات سماكة معينة وشكل معين. كما توجد داخل المفصل مادة مكونة من سائل لزج يعرف بالهيالويوزينيك أسيد. هذا السائل اللزج يساعد على تغذية الغضاريف ويؤمن سلاسة ونعومة لحركة المفصل. بالإضافة إلى ذلك فإن الغضروف الهلالي والأربطة الصليبية والجانبية تساعد على توفير الثبات للمفصل عند المشي والحركة. ومرض خشونة الركبة يحصل عندما تقل كمية السائل داخل المفصل أو تقل سماكة الغضروف الذي يغلف المفصل مما يسبب آلاماً عند الحركة والمشي. وهو مرض شائع بين كبار السن. إلا أن هذا المرض قد يحصل مبكراً ويصيب صغار السن وفئة الشباب أيضاً وذلك بسبب وجود عوامل تؤدي إلى ظهوره مبكراً. فمثلاً هناك الكسور التي قد تكون قريبة من المفصل وتمتد لتشمل أجزائه وتؤدي إلى وجود تغير في شكل المفصل أو انحراف في استقامة الساق مما يؤدي إلى حدوث ضغوط غير طبيعية على أجزاء المفصل وبالتالي إلى ظهور الخشونة والتآكل مبكراً. أيضاً هناك الالتهابات الجرثومية بأنواعها بما في ذلك جرثومة السل والحمى المالطية وغيرهما والتي قد تصيب المفصل وتؤدي إلى تدمير الغضاريف المكونة له وبالتالي إلى ظهور الخشونة المبكرة.
أيضاً هناك العديد من الأمراض الروماتيزمية التي تؤدي إلى تدمير الغضروف. كما أن إهمال علاج إصابات الغضروف الهلالي والرباط الصليبي والإصابات الرياضية الأخرى قد يساهم على المدى الطويل في ظهور الخشونة المبكرة. ويجب أن لا ننسى دور زيادة الوزن والعادات الخاطئة عند الجلوس والسلبية على الركبة. أما العلاج في هذه الفئة الصغيرة في السن نسبياً والتي يصيبها مرض خشونة الركبة فيبدأ بالطرق التحفظية عند طريق الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المضادة لالتهاب المفاصل ومحاولة علاج السبب الكامن وراء ظهور الخشونة مبكراً. كما أن حبوب الجلوكوزامين والكوندروتين قد تساعد على المدى الطويل في ترميم الغضروف المصاب.
ويبقى للعلاج الطبيعي والتأهيلي دور مهم في الخطة العلاجية حيث تساعد على تخفيف الآلام وتقوية العضلات المحيطة للركبة مما يؤدي إلى تخفيف الضغوط على المفصل. كما يجب استخدام الأحذية الطبية والربطات الطبية المساعدة حسب وصف الطبيب. أما الإبر الزلالية فهي ذات قيمة كبيرة في معالجة هؤلاء المرضى حيث أنها تحتوي على مادة الهيالويورينيك أسيد التي يتم حقنها داخل المفصل مما يساعد على حماية الغضاريف وتأمين سلاسة لحركة المفصل عند المشي. وهذه الإبرة يمكن إعادتها كل سنة أو سنتين عند اللزوم ولا توجد لها آثار سلبية على بقية الجسم حيث أنها تبقى في الركبة. وفي حال فشل جميع الطرق التحفظية التي ذكرناها سابقاً فقد يلجأ الطبيب المعالج إلى التدخل الجراحي الذي عادة ما يتكون من إجراء عملية منظار للركبة المريضة لتنعيم وتسوية الغضاريف وإزالة أي قطع أو شوائب فيها. أما عملية استبدال مفصل الركبة فيتم اللجوء إليها في قليل من المرضىٍ في فئة الشباب عندما تصبح الآلام مزعجة وتصعب السيطرة عليها وتؤثر سلبياً على حياة المريض.
استشاري العظام والعمود الفقري
مستشفى الحرس الوطني
منقول