الدليل سيد الأحكام , وما عداه فهو كلام في كلام .
الحروب أشكال ، منها الحرب العسكرية والحرب النفسية والحرب الاقتصادية والحرب الجرثومية والحرب المعنوية والحرب الثقافية . وهكذا تتمدد قائمة لتشمل كل مناحي الحياة المادية.
ومنذ سنين ليست بعيدة ، أضيفت إلى قائمة حرب أخرى لا تمت إلى عالمنا بأي صلة فهي ليست في العالم السماوي ، وليست في العالم الأرضي أنها في العالم الافتراضي ، العالم الرقمي الجديد . عالم الانتر نت إنها حرب الأعضاء فيما بينهم على ساحات والمواقع .
فعلى هذه الساحات التي غالبا ما يكون أشخاصها مجهولين . يتمترسون بالأسماء المستعارة ، والصورة والمزيفة ـ على هذه الساحات تدور حرب أسبابها : الحسد والغيرة ، والمنافسة ، والتزاحم ، والتنافس والحقد المذهبي أو الديني . والتحامل الطائفي والتمييز القومي ، والتفرقة العرقية . ولكن يبقى أخطر هذه الأسباب ((الحسد)) وما أدراك ما الحسد : لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله .
ولكن والحمد لله فإن نبي الحكمة محمد ص . قال : الحسود لا يسود . أي لا يحكم ولا يُسمع له كلام ، لأنه دائما يفتقر إلى لأدلة والبراهين التي تدعم حسده للناس كما يقول تعالى : أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله .
ولكن الذي تتميز به هذه الحرب أنك لا تتقاتل مع خصمك وجها لوجه . ولا تراه ولا تسمعه ومن هنا ازدادت جرأة هؤلاء الذين يخشون المواجهة فتراهم إما يرشقوك بوابل من الكلام البذيء أو يرجموك بالنابي من القول فلا يوقف غيهم سوى الحجر أو الطرد وهي وسائل الدفاع الوحيدة التي يمتلكها أصحاب المواقع .
وأما الجانب الآخر فإذا لم يستطع خصمك أن يشتمك أو يهينك لأنه يعرف انه سوف يُطرد أو يُحجر ، فإنه يعمد إلى سلاح آخر . خيار الاتصال بنا و خيار الرسائل الخاصة حيث يمكن لأي شخص أن يكون على اتصال باي مشرف او مراقب أو حتى أعضاء المنتدى حيث يرسل لهم على الخاص رسائل كيدية . فهي ميدان آخر خصب من ميادين كيل الاتهامات الباطلة ، ومع الأسف الشديد أن هناك من يستمع لهم ويصغي إليهم ولربما أيضا ولسبب ما ـ لربما يعرفه البعض ـ أن الكثير من مدراء ومؤسسي والمشرفين وحتى الأعضاء العاديين يعطوهم آذان صاغية فيتفاعلون مع أباطيلهم ويستجيبوا لافترائهم فيعمدون إلى حجر ذلك الشخص من دون أن يسألوه أو يستفهموه أو على الأقل يوجهون له إنذارا كما تنص عليه قوانين تأسيس .
ولكن بالمقابل فإن هناك الكثير من المنصفين من المدراء وأصحاب المواقع والمشرفين والمراقبين الذين لا تنطلي عليهم تلك المؤامرات فيأبون الاستماع إلى هؤلاء النمامين الحاسدين ويطالبوهم بالدليل تلو الدليل ومع أن الحاسد يستطيع أن يحشد قواه ويستدعي الكثير من الكلام الباطل ولربما حتى الشهود من ضعيفي النفوس أمثاله . إلا أن هؤلاء المدراء والمشرفين والمراقبين الذين تم اختيارهم بعناية لنزاهتهم وعدالتهم ولربما لفهمهم . يعمدون إلى أسلوب آخر من أساليب الإنصاف والعدالة ، حيث يُراقبون كل مشاركات ومساهمات العضو المتهم . لأن المجرم لابد أن يشطح أو يغفل فتصدر منه هفوة تؤيد حساده .
لربما هناك شيء آخر غير الحسد والتنافس والغيرة . لربما هناك الأحقاد الشخصية والتشفي والانتقام ممن يُنافسك في ميدان العلم والثقافة أيضا . فما عليك إلا أن تعالج كل ذلك بالصبر الإصرار إلى آخر لحظة تقدم فيها خدماتك للناس واذا حجرت أو طردت فأترك المر على الله تعالى ، لأن الذي يُحيي نفسا كأنما أحيا الناس جميعا ومن يقتل نفسا كأنما يقتل الناس جميعا ، فكن ممن تحيي ولو نفسا واحد وسوف يُثيبك الله تعالى .
فقد باتت محاولات إفراغ ساحات من العقول المفيدة النافعة هي الهدف الأول والأخير لضعاف النفوس الذين لايهمهم من أمرهم إلا أن يبقوا بتفاهاتهم ، وسخافاتهم . حتى وأن تسببوا في حرمان بقية الأعضاء من علم نافع أو موضوع دافع حتى وإن كان العضو المستهدف عالم من العلماء أو مفكر من المفكرين كما حدث ومع الأسف الشديد للكثير من العقول الخيرة التي كانت تشع بعقلها على الناس ، ويعم خيرها أرض ا الخصبة فوقف لهم الجهلاء والسطحيين وقفة رجل واحد وتسببوا في طردهم من
خذني مثلا أنا كنموذج مصغر لما يحدث يوميا لأمثالي على ساحات <الواسعة ، فقد تعرضت إلى حملات شرسة من قبل النصارى واليهود والوهابية والسلفيين . فقد كانت كتاباتي قوية رصينة هادفة ليس فيها أي خدش لأي أحد حتى على مستوى العقيدة . لأن الإمام علي عليه السلام وضع لنا منهجا نسير عليه في مناقشة من يخالفنا الرأي فلا نشتمه ولا نسبه ولا نسفه له رأيا بل نقرع الحجة بالحجة والدليل سيد الأحكام . أو كما قال الشاعر الشيعي . نحن أصحاب الدليل ـــ أينما مال نميل .
ولكن مع ذلك فإن الكثير من مدراء المواقع ، ومؤسسي <وقفوا معي وقفة رجل واحد ضد كل المحاولات الرامية إلى إفراغ الساحة مني ومن فائدتي للناس . وهكذا ويوم بعد يوم أخذ أصحاب المواقع يطلبون مني أن يفتحوا لي منتديات خاصة بالنقاش . ويستأذنوا مني لذلك . وأخذت تردني رسائل التشجيع والمديح والتقريض الحسن من الكثير من المراجع والعلماء خصوصا في الحوار الديني والمذهبي والعلمي .
فعلى مستوى الحوار المسيحي الإسلامي. فقد وردتني رسائل حتى من كبار علماء النصارى وقفوا فيها عاجزين أمام ما اكتبه من تفاهاتهم وخزعبلاتهم . حتى أن الأب الأكبر للاقباط في مصر عندما قرأ مقالتي حول صلب المسيح كتب لي عبارة واحدة فقط : ((حرام عليك )) . والعاقل الحصيف يرى من خلال هذه الجملة الصغيرة عجزا فاضحا عن الرد ومقارعة الحجة بالحجة .
وأما على مستوى الحوار الإسلامي الإسلامي فقد كانت لي والحمد لله جولاتي مع المذاهب الهدامة الأخرى وغيرها . فقد كانت مشاركاتي بمثابة السيف الذي حززت به رقاب باطلهم . وعندما عجزوا عن ردي وكبح جماحي . تعرضت للتهديد ، وأنا إنسان سهل أضع عنواني واسمي الحقيقي وتلفوني وإيميلي وحتى عنوان بيتي أضعه واكتبه في خياراتي في ولكن الله نقض ما يُبرمون .
وأما على مستوى الحوار النقاش والبحث العلمي. فقد كان لمقالتي : ((هل نحن وحدنا في هذا الكون ، حلم البحث عن العالم المفقود)) ، فقد كان لها صدى كبيرا بحيث أن شيخ الرائيليين وزعيمهم ، طلب مني في رسالة خاصة أن يترجم مقالتي إلى اللغة الإنكليزية لكونها تتقارب في الرؤية حول بعض ما يعتقدون . هذا البحث الذي أثار الكثير من التساؤلات عن مصدر الإنسان وموطنه الأصلي الذي جاء منه . معتمدا في ذلك على الكتب المقدسة وعلى رأسها القرآن . وعقائد الشعوب ومروياتهم وما جاء على لسان كبار العلماء ومكتشفاتهم حديثا .
أنا أقول لهولاء الذين دأبوا على محاربة العقول والكيد لها . أنكم لا تفلحون أبدا ولا تنجحون وسوف يهيا الله لكم من يردكم ويردعكم ويكسر أنوفكم ما دام ما نكتبه لايخرج عن جادة الحق والصواب ، وما دامت أقلامنا منزهة عن ذم الناس وانتقاصهم أو شتمهم وما دام ما نكتبه مدعم بالأدلة والمصادر والبراهين.
سوف لن تنجحون وسوف تبقون تتعذبون ، لأنكم لربما لا تطأون إلا اخامص أقدامنا . ما دمنا نذود عن حياض الدين ، وندافع عن شرع رب العالمين . ونكافح من أجل نصرة المذهب الحق وإعلاء كلمة الحق .
نحن لا نقبض أي ثمن عما نكتبه فأجمل الساعات نقتطعها من عمرنا مع حالة العوز والحاجة والحرمان من أجل بيان الحقيقة للناس فلا هدف مادي لنا ولا نفع او مكسب دنيوي عندنا . بل نحن ننفق من القليل الذي يرزقنا الله به . طمعا في ثواب الآجلة ورضا رب العالمين . يدفعنا والله حبنا لشرع الله وحب انبيائه وكتبه ورسله وأوصياءه البررة الميامين وخصوصا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي صدرت التوصيات من لدن العلي القدير بحبهم والمودة لهم وموالاتهم ونصرتهم كما قال عميد علوم آل محمد وصادق آل البيت : ((أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا امرنا)) .
قد تجمع جيوش الظلام فلولها وتعاود الكرة تلو الكرة كما فعلت قريش باصدق الخلق محمد رسول الله (ص)، ولكن ربك بالمرصاد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .
وقديما قالت سيدة الحكمة والبلاغة زينب بنت علي بن أبي طالب وأخت الحسين عليهما السلام جميعا .(فكد كيدك واسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لن تميت وحينا ولم تمحو ذكرنا )