يرى بعض المتحدثين في علم النسب أن روح بن مدرك من ذرية عنز بن وائل العدناني فهل هذا القول له سند قوي من التاريخ ؟ لعلنا نحاول أن نجيب عليه بما نستطيع ، والله المعين
فنجدهم يقولون أن :
الزوج الثاني هو : روح بن مدرك بن عبد الحميد بن مدرك، وقيل : إنهم من نزار بن عنـز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان .
فبعد وفاة الزوج الأول معاوية الخير الجنبي ، تزوجت بنت مهلهل روح بن مدرك ( كما يقول ذلك المتكلمون في النسب من المتأخرين ) من نزار بن عنـز بن وائل ، ( كما يقول بعضهم ) ، معتمدين على ما ذكره ابن رسول الغساني حينما ذكر ما نصه 1- :
نسب آل منيف وهم : آل ضيغم و آل راشد من جنب وهم : المعروفون بالمعضد
وهو : منيف بن ضيغم بن منيف بن جابر بن علي بن عبد الرب بن ربيع بن سليمان بن عبد الرحمن بن روح بن مدرك بن عبد الحميد بن مدرك .
وقيل : إنهم من نزار بن عنـز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان .
دخلوا في نسب جنب لأن أمهم عبيده بنت مهلهل تزوجها روح بن مدرك من بعد معاوية الخير الجنبي ، و أخوتهم من أمهم ، هم :
آل عائذ وآل شداد وبنو قيس وآل السفر وآل الصلت .
وأصحابهم يسمون الأبطن من ولد هذا معاوية الجنبي فنسبوا إليهم . "انتهى
واصحاب هذا الأتجاه ، والمؤمنون بهذا الرأي نجدهم يقولون معلقين على قول الرسولي ومن سار بعده فيقولون ومنهم الأستاذ منير لكود في كتابه ( لكود القشعم ) :
[ إذاً بنت مهلهل هي القاسم المشترك بين :
أولادها من الزوج الأول ، وهم : الأبطن من جنب قحطان .
وأولادها من الزوج الثاني ، وهم : الضياغم العدنانيون .
وعلى اعتبار أن قوة العشيرة في وحدتها وتماسكها وكثرة جموعها لرد غارات الطامعين ظلوا هكذا مجتمعين في حلهم وترحالهم تاركين أثراً طيباً في نفوس العرب حتى إذا سئل أحدهم :
من هذا الفريق ؟
فيقولون : هذا فريق عبيده ، أي نسبوا لأمهم .
ثم يقولون : ومن هذه عبيده ؟
فيكون الجواب : عبيده قحطان .
أي نسبت عبيده لزوجها معاوية الخير القحطاني رئيس قبائل جنب . ( وهذا الأمر وهو انتساب الزوجة إلى زوجها ، لم تكن تعرفه العرب ، في سابق العصور وحتى في حاضرها ، لأن هذا الفعل إنما هو مما تفعله الأعاجم والذين كانوا عند العرب الأقحاح أهل الجزيرة ممقوتين ، لا ينظر لهم ولا يؤخذ منهم ، والذي يقوله المتأخرون من علماء وباحثين في علم النسب ، من ان بنت المهلهل انتسبت لمسمى زوجها ، فيه من التجني على تاريخ العرب ، وشيم العرب ، وعادات العرب الشيء الكثير المزعج ، والذي لا يستساغ ، فعليه فإن هذا القول من أن بنت المهلهل اسمها عبيدة وانتسبت لزوجها وقبيلة زوجها ونسبت أبنائها لها ، يقودنا إلى الشك والأرتياب في هذا الأمر ، ويجعل هناك طرح اخر أكثر جدية وأكثر عقلانية وأكثر مصداقية ، ألا وهو أن أبناء عبيدة جميعهم ينتسبون إلى ( عبيدة ) وهو لقب لعمرو بن معاوية الخير الجنبي ملك جنب وربيعة في عصره) هذا يعني أن عبيده اشتهرت حتى غدا اسمها هو اسماً للقبيلة . ومع مرور الزمن غدوا قبيلة كبيره اسمها قبيلة عبيده القحطانية المعروفة بنخوتها وهي : سـنا عيس . ( هذه النخوة هي خاصة بفرع الضياغم الذين دخلوا في قبيلة شمر الطائية فقط وقد إنسحبت هذه النخوة على باقي شمر )
وبدخول آل ضيغم في نسب أخوتهم الجنابيين ، واندماجهم فيهم ، سبب ذلك التباساً أو نسياناً في رد نسب الضياغم الذين هم من الشعب العدناني حسب ما جاء في كتاب طرفة الأصحاب .
" والله أعلم " ] . .
وللتعليق على ما ذكره اهل هذا الأتجاه نذكر ما يلي :
حسب ما نعرفه أن ابناء روح بن مدرك الجنبي وهم جمع الضياغم يعودون في نسبهم إلى جنب القحطانية نسباً وليس ولاء أو حلفاً . والذي اعتمد عليه أصحاب هذا القول من أن روح بن مدرك جد الضياغم يعود في نسبه إلى نزار بن عنـز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعه بن نزار بن معد بن عدنان .
هو قول السلطان عمر بن رسول المتوفي سنة 696 هـ في كتابة ( طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب ) حين نسب ابناء روح بن مدرك إلى نزار بن عنز بن وائل فكل اعتمادهم على ما ذكره صاحب الطرفة الرسولي عندما قال ناقلاً دون أن يؤكد ما ذكره أنه قيل له أنهم ربما من نزار بن عنز بن وائل . ونحن لا نستبعد تدخل أيدي عابثة ، عبثت بهذا السفر الذي دون في نسب القبائل والأفراد . وبالبحث في أنساب العدنانيين ، وعن أنساب الفرع الوائلي لم نعثر على مسمى نزار بين فروع أبناء عنز بن وائل .
ومن أجل تجلية الحقيقة نود أن نستشهد بقول الدكتور علي الشعيبي وهو يتكلم عن قبيلة الضياغم وعن فرع من فروعهم في كتابه { القشعم من كبرى القبائل العربية } والتي ينفي فيها قول من ذهب إلى أن الضياغم يعودون إلى الشعب العدناني من نزار بن عنز بن وائل ن وهو يتكلم عن القشعم من الضياغم من عبيدة فيقول :
قال العلامة الشيخ محمد رضا صاحب كتاب معجم متن اللغة طبع سنة1380 هـ .
القشاعمة: بنو ربيعه بن نزار ولقبه قَشْعَمْ و قِشْعَمّ إلى جانب صفات أخرى ، وبما أن كلمة القشعم تلفظ في :
آ-السعودية (القشعم)
ب-العراق (الجشعم)
ج-سورية (الكشعم) .
ويرى الشعيبي أن الشيخ محمد رضا لفظ كلمة"القشاعمة"بلهجة غير عراقية ، علماً أن المؤلف عراقي و اللفظة تنطق بالجيم فيقولون لهم"الجشاعمة"، و القشاعمة في العراق كُثر، و يوجد جزء كبير من قبائل ربيعه مع ما قرأه الشيخ في المعاجم اللغوية ، فتأثر بالأقدمين وقال : إنهم من بني ربيعه بن نزار دون تحقيق أو تعليق .
و الشعيبي رأى مأخذاً على الشيخ محمد رضا ، فخالفه الرأي ، لأنه ألصق نتيجة ومقولة دون مناقشة وتحليل وتعقيب وهذا من المفروض العمل بمقتضاه .
و يستعرض الشعيبي معاني كلمة القشعم في المعاجم اللغوية ويلفت نظره فيها كلها إقرارها بأن ربيعه ابن نزار هو المعني بلقب القشعم ، وصاحب تهذيب اللغة لا يذكر لقب ربيعه بن نزار وإنما يشير إلى أنه : "ربيعه القشعم".
ثم يجري مداخلة بين معاني كلمة القشعم فيقول : القشعم تحمل معنى "الأسد" و لقب ربيعه بن نزار ، فإذا تذكرنا قولهم ربيعه القشعم ، واستبدلنا القشعم بـ"أسد" ليصير"ربيعه أسد" ثم يصل إلى الاستفسار التالي : فهل ربيعه أسد هي ربيعه نزار ؟ .
ويرى في ذلك عدة نقاط يجب متابعتها لعل وعسى أن تساعده في البحث وهي :
الأولى : البحث عن كل قبيلة سميت ربيعه عند العرب في الجاهلية .
الثانية : حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الحمد لله الذي جاء بك من ربيعه القشعم" .
الثالثة : ما عرف عـن القشاعمة منذ القدم أنهم قحطانيون وليسوا عدنانيين .
وللتفصيل في النقاط الآنفة نقول :
الأولى : القبائل التي سميت ربيعه في حياة العرب الجاهليين :
1-من الشعب العدناني هي :
آ- ربيعه بن نزار: الجد الجاهلي القديم ومن نسله: بنو أسد ، عنـزة ، وائل ، الدايل ، و آخرون غيرهم .
ب- ربيعه بن حنظلة بن مالك بن زيد مناه بن تميم : وهو جد جاهلي قديم من العدنانية بنوه يعرفون بربيعه الكبرى و ربيعه الجوع .
2-من الشعب القحطاني هي :
آ-ربيعه بن نصر اللخمي: وهو الذي خلف أبو كرب سعد ، ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات و أعرابها وكان حكمه قـد انتهى سـنة (430) م ويروي الإخباريون أنه قد رأى رؤيا هالته فسار بأهله إلى العراق وأقام بالحيرة وحكم فيها ومـن عقبه كان النعمان بـن المنذر ملك الحيرة ومنهم بنو ماء السماء .
ب- ربيعه طي :وهو جد إسلامي متأخر من سلالة ( سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن سلامان من طي ).
ويتضح وجواب السؤال واضحاً ، فربيعة أسد غير موجودة ، بل على العكس فأسد من أبناء ربيعة بن نزار .
الثانية : و يعود الدكتور الشعيبي للتساؤل فيقول :
آ- ماذا عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : "الحمد لله الذي جاء بك من ربيعه القشعم " .
ب- ماذا عنى الشعراء بقولهم : "ربيعه القشعم " ؟ .
ففي السؤال الأول : المقصود ربيعه في الحديث الشريف هو: ربيعه بن نزار ، لأن الكلام كان موجهاً إلى بشير بن الخصاصية1- .
جاء في الحديث النبوي قول الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب رجلاً يقال له بشير بن الخصاصية ، قال : ( الحمد لله الذي جاء بك من ربيعة القشعم حتى اسلمت على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
ترجمة بشير بن الخصاصية هي كما يقول الشعيبي :
"هو بشير بن معبد ويقال ابن نذير بن معبد بن شراحبيل بن سبع بن ضاري بن سَدُوس بن شيبان بن ذهل ، السَدوسي ، المعروف بابن الخصاصية وهي : أمه أو جدته ، منسوبة إلى خصاصة الذي اسمه آلاءه بن عمرو بـن كعب بن الحارث بن الغطريف الأصغر بن عبد الله بن عامر بن الغطريف الأزدي وهو: ماء السماء ، وهي أم جد بشير الأعلى ضباري بن سَدوس" .
ويقول الشعيبي1-: "وهكذا فالكتب التي ترجمت له جعلت أمه قحطانية من الأزد وأباه عدنانياً من ربيعه . وبشير مشهور بنسبته إلى الخصاصية وهي : أمه وفي رواية أخرى جدته ، وذلك يدعو للقول أنه من ماء السماء ومن هنا جرى الخلط" .
وهذا يفسر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : "الحمد لله الذي جاء بك من ربيعه القشعم " .
ويفسر لنا ما جاء في القاموس المحيط بأن : قشعم هو لقب ربيعه بن نزار .
وكذلك يحدث التباس لتشابه الأسماء بين :
سَدوس بن شيبان من ربيعه بن نزار .
و سُدُوس بن أصمع بن أبي عبيد بن ربيعه بن نصر بن سعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث من طي .
ويقول الشعيبي2-: وإلى سَدوس عدنان ذهب المترجمون في رَد نسـب الصحابي بشير بن الخصاصية فإنه قد أشكل على الدارسين قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الحمد لله الذي جاء بك من ربيعه القشعم " .
فما وجدوا تفسيراً لهذا سوى أنه ربيعه بن نزار ولا سيما أن بشير من الخصاصية يعود إلى سُدُوس .
ومما ذكره الشعيبي نستحصل على تفسير مقنعاً وهو أن ربيعه بـن نزار جداُ قديماُ يعرف بالقشعم ،
لكننا نجد الشعيبي يرجح أن ربيعه بـن نصر هـو الجد القديم للقشعم . وبذلك يدخل الضياغم في نسب طيء وهذا جانب فيه الصواب .
وعلى الرغم من الدقة في التحليل لتتبع نسب بشير بن الخصاصية ، المنسوب لأمه أو جدته بلفظة الخصاصية مضافة لاسمه والتي تجعل جده لأمه من سُدُوس القحطانية ، وجده لأبيه من سَدُوس العدنانية ، فالأستاذ الشعيبي يؤكد القول أن نسب الصحابي بشير بن الخصاصية يعود إلى العدنانية ، فقال : قد أشكل على الدارسين قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : "الحمد لله الذي جاء بك من ربيعه القشعم "، وإن اشتهاره بنسبته لأمه لا تنفي نسبه الحقيقي لأبيه .
وهناك بطون كثيرة من العدنانيين و القحطانيين ممن عرفت باسم ربيعه .
الثالثة :
ويقول 1- : لو تتبعنا النصوص حسب القدم ، لعلمنا أن أغلب تلك النصوص تتحدث بلفظ العموم ، كما رأينا تكرار هذا الاسم في حمير وكهلان فمن هذه الأسماء :
-القشعم بن ثعلبة بن عبد الله بن حصن بن مهلهل بن زيد بن نابل من نبهان بن عمر بن الغوث بن جلهمة "وهو طي"بن أدد من كهلان ، وهو قاتل داهر ملك الهند أيام عبد الملك .
- القشعم بن يزيد بن الأرقم من رجال بني زيد بن كهلان وقبائلهم، كان أحد رؤسائهم يوم لقوا بني الحارث بن
كعب ، وهو القشعم بن يزيد الكندي .
- القشعم بن عمرو بن يزيد بن البراء .
وذكر الشعيبي قصيدة للشاعر الشمري منها :
تاريخـهم مفهـوم بماضي الأجيال من قشعم الأول لضيغم معاويـد
ولأبو ربيعـه معدل الشيل اليا مال اليا أصغرن مزن الرجال الرواعيـد
وعلق عليها بقوله2- :
"وهنا لابد من وقفة ، فالشاعر يستخلص أقواله من أحاديث الرجال الطاعنين بالسن ، أحاديث وأخبار متوارثة ، وهو رجل كبير السن أيضاً ، وحصيلة ما سمعه عن آل قشعم لخصه بالبيتين السابقين ، فتاريخهم قديم ومفهوم بما مضى من الأجيال ، و قشعم عنده رقم عددي ، فهو قشعم الأول ، وتاريخهم معروف من قشعم الأول لضيغم ، وهذا يساند ما ذكرناه من قدم القشعم وأنهم قدامى جداً كما ذكرنا ، والمهم هنا في ذكر الأبيات جمع المفاهيم الشعرية من أفواه الرجال والشعراء" .
وقال الشعيبي1-:
"وسيمر معنا موقف ابن الكلبي وتسميته ، أو تلقيبه ضبيعة بن ربيعه بن نزار بالقشعم وسواء عَمّ هذا اللقب " قشعم " على ربيعه بن نزار أو على ولده ضبيعة بن ربيعه بن نزار فإنه خاص بالعدنانيين وهي غير قبيلة قشعم ، التي نبحث في تاريخها . ولا يمنع أن يكون هناك أكثر من قشعم في التاريخ ، وقد رأينا فيما مضى تشابه الأسماء و الألقاب وتكرارها بين العدنانية و القحطانية" .
ثم يقول الشعيبي : "ولو تتبعنا النصوص مرة أخرى حسب القدم لعلمنا أن أغلب تلك النصوص تتحدث بلفظ العموم كما رأينا تكرار هذا الاسم في حمير وكهلان".
- فطرفة بن العبد البكري ، هو أول من ذكر ذلك في شعره : "والجوز من ربيعه القشعم " .
- ثم يأتينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم : "الحمد لله الذي جاء بك من ربيعه القشعم" .
- ثم يأتينا قول العجاج الراجز الأموي : "إذا زعمت ربيعه القشعم" .
- ثم يأتينا قول ابن الكلبي2- أن قشعماً هو: "لقب ضبيعة بن ربيعه بن نزار" .
- وجاء بعد هذا أصحاب المعاجم والكتب اللغوية ، فقالوا بأن قشعما : " هو ربيعه بن نزار " .
والذي وقفنا عليه بعد التقصي والتحقيق والبحث والتدقيق والقراءة والسماع كله يجب ألا نحذف مـنه مقولة العشيرة عن نفسها ، فهي تتلقى عن الأجداد والآباء ، والناس أمناء على أنسابهم ، وقد تبين لنا وجود قشعم آخر من طي كان معروفاً وله صلة نسب بشَمّر التي هي طي .
والذي سمعناه من شَمّر وغيرها من القبائل القحطانية يؤكد انتماء القشعم إلى قحطان وكذلك ما سمعـناه مـن بعض العشائر العدنانية يؤكد ذلك ، و القشاعمة في البلاد التي يتواجدون فـيها يؤكدون أمراً مهماً أنهم مـن شَمّر وأنهم من الضياغم وأنهم قحطان ، وقد رأينا كتباً مسجلة مخطوطة بخط مشايخ وأمراء القشاعمة في البلاد العربية الأردنية والعراقية والعمانية واليمنية يؤكدون جميعاً أنهم قحطانيون لا يختلف في هذا واحد منهم وهو أمر توارثوه أباً عـن جد ونحن نسلم لهم بهذا رغم وجود النص الصريح الذي ذكره ابن الكلبي وهو مـن أقدم العلماء الذين كتبوا في الأنساب وكتابه : جمهرة2-أنساب العرب
نستنتج مما تقدم : أن العلماء والشعراء المتأخرين نهلوا المعلومات والأخبار من الذين سبقوهم ، وذكر القشعم اسماً كان أم لقباً هو مجرد ذكر تاريخي ليس له صلة نسب مع جد قبيلة القشعم ، وذلك أن زمن تواجدهم أقدم من نشأة جد قبيلة القشعم الذي ذكرناه في جذور ضيغم ، كما أنه لا يمنع من وجود أكثر من قشعم في التاريخ ، وحديث الدواوين التي تقاذفتها أمواج التاريخ ، التبس عليها تشابه الأسماء والحوادث في فترات مظلمة وساعد في ذلك النـزعة العشائرية للارتكاز على نسب عريق مما جعل البعض يرد نسب القشعم إلى العدنانية والآخر إلى القحطانية .
و من النتيجة التي توصل إليها الشعيبي هي :
"أن معاني كلمة القشعم لدى الشعراء والمؤرخين وأصحاب المعاجم ، إقرارها جميعاً بأن ربيعه بن نزار هو المعني بلقب القشعم أو قولهم ربيعه القشعم " .
والذي تتناقله مجالس الضياغم ومنهم القشعم ، والناس أمناء على أنسابهم ، و يؤكدون نسب قبيلة القشعم للفرع القحطاني ، ويؤكد الدكتور الشعيبي هذا الأتجاه 1-فيقول :
" فإن آل قشعم يعودون إلى الضياغم ، و الضياغم يعودون لآل ثعل بن سلامان من طي بن كهلان من قحطان ، و قحطان تنقسم إلى حيين هما : حمير وكهلان ، ومن كهلان الأزد و طي و مذحج و حمدان ومراد وكنده وجذام " .
وهذا النسب الذي ورد في نص الشعيبي مستنداً إلى المشجرة التي ذكرها الأستاذ أحمد الحسين ، رحالة سوري ، "هكذا جاء في كتابه" ويقول الأستاذ أحمد الحسين :
" إن قيس بن شمر بن عبد جذيمه من طي ، تزوج عبيده بنت سالم المهلهل وأنجبت منه ضيغم " . وقيس هذا هو سيد آل ثعل من طي . انتهى كلام الدكتور الشعيبي .
ومن هذا القول ومن هذا التحقيق الذي أورده الدكتور علي الشعيبي في كتابه القشعم من كبرى القبائل ، يتبين لنا عدم صحة من ادخل الضياغم عبيدة في نسب عنز بن وائل ، وفي المقابل نجد أن الدكتور الشعيبي سار في خط مختلف عن خط الذاكرين نسب الضياغم يعودون إلى ربيعة بن اسد العدناني ، وإلى أحد أحفاده نزار بن عنز بن وائل ، لكنه وقع فيما وقع فيه من قال بأن الضياغم يعودون إلى عنز بن وائل ، وذلك بنسبته الضياغم لطي ( جلهمة ) وفي الفقرة القادمة سنجد أقوالاً تفند كلام الدكتور الشعيبي في قوله هذا ، والحق ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها .
و الأقوال التي ذكرها المتحدثون في علم النسب سنعرضها ثم بعد ذلك سنعرض ما ترجح والذي نعتقده والذي تؤكده الكتب التاريخية مع عرض إشكالية زمن الضياغم ككيان له استقلاليته و وضعه .