أصلها ثابت
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،وبعد...
يقول تعالى ( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء*تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها)
إن الإيمان الصادق ليضفى الطمأنينة والراحة النفسية، والانشراح للصدر وهذا مصداق قول الله: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنت بها توعدون* نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم).
ومن أعظم ثمار الإيمان: حصول المعية الخاصة من الله للمؤمنين (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)،(الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) اي: يخرجهم من ظلمات الكفر وتبعاته إلى نور الإيمان وثوابه.
ومن الثمار أيضا: الفوز برضا الله وبالجنة التي أعدها لمن آمن به وصدق به قال سبحانه : (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهر خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله)
كذلك من هذه الثمار: دفاع الله عن أوليائه، وحزبه وأحبابه المؤمنين،(إن الله يدافع عن الذين ءامنوا ولا ادل على ذلك من دفاعه سبحانه عن ابي الأنبياء ابراهيم الخليل عليه السلام حين القي في النار.. بل وفي قصة الذبيح عبر وعضات.
كذلك من هذه الثمار: الرفعة في الدين والإمامة فيه قال عز وجل:(وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا)، ولا ادل على ذلك من إمامة اهل الدين واليقين بالله..، فخلد الله ذكرهم، وابمق مآثرهم وهم بين أطباق الثرى..، فأعينهم مفقودة وأثارهم واخبارهم في الحياه موجوده، كل هذا بسبب.. الإيمان..
إن الأكابر يحكمون على الورى ... وعلى الأكابر تحكم العلماء
وقول الله تعالى.(يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات )
كذلك من هذه الثمار: محبة الله لهم وحسبك بها ثمرة يحبهم ويحبونه (إن الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)، أي: يحبهم، ويلقي حبهم في قلوب الخلق.
كذلك من هذه الثمار: الحياة الطيبة فى الدارين قال تعالى : (من عمل صالحاً من ذكرا أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) فأين الباحثين عن الحياة الطيبة والسعاده؟ تأمل أيها المبارك.
وكذلك من هذه الثمار: محبة الله للمؤمن ومحبه المؤمن له يقول الله تعالى : ( إن الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) ( يحبهم ويحبونه) أي: يحبهم ويجعل لهم المحبة بين الناس.
وكذلك من هذه الثمار: حصول البشارة لأهل الإيمان بكرامة الله لهم يقول الله تعالى: (وبشر المؤمنين) ولا تكون البشارة إلا بعظيم فيظهر اثرها على البشره ولذا سميت بشاره. ولا أعظم من رحمة الله جل وعز ورضوانه وجنته. يقول تعالى ( وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار)
بل (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)
ومن الثمار أيضا : الثبات على هذا الدين حتى الممات يقول تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل). ولا أدل على هذا الثبات من تضحيات سجلها التأريخ في صفحات برقت بالنور، واشعت بالإيمان، قدموا دماءهم وبخلنا بأموالنا وأوقاتنا في الخير.. فكيف بأنفسنا.
ومن ثمار الإيمان: الانتفاع بالموعظة والاتعاظ بالنصيحة يقول تعالى : (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، فلا ينتفع بالذكرى او الموعظة إلا أهل الإيمان.
ومن الثمار أيضا: جعل الخير في كل حال للمؤمن، ففي حال السعة وفي حال الضيق يكون الخير حليف للمؤمن قال عليه الصلاة والسلام (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خير له، وان أصابته ضراء صبر فكان خير له، وليس ذلك إلا للمؤمن)، فالإيمان يحمل صاحبه على الصبر في الضراء، والشكر في السراء.
ومن الثمار ايضأ: عصمة العبد من الوقوع في الموبقات فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام قوله : (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن..)
فهذه ثمرات جليلة عظيمة للإيمان، فأين الباحثين عن السعادة، وراحة البال والطمأنينة؟
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين