يأتي يوم يضطر فيه الأطباء قبل تدوينهم الوصفات الطبية للمرضى التطلع من نوافذ عياداتهم لان الطقس يمكن له أن يؤثر في كمية المواد التي يستطيع الجسم استيعابها، وبالتالي الكمية التي سيصفونها لمرضاهم.
الباحثون السويديون من معهد كارولينسكا برئاسة ايريك ايلياسون الذين توصلوا إلى هذه النتيجة يؤكدون ان كمية الأشعة الشمسية تؤثر في عمل جهاز الاستقلاب وجهاز المناعة في الجسم.
وحسب رأيهــم فان مضادات الروماتيزم والكورتيكوستيرويد والسيتوستاتيك (الخلويات)، وبعض أنواع المضادات الحيوية، التي تقدم بعد عمليات نقل الأعضاء وبعد العمل بالدعامات أو لتخفيف التهابات الصدفية، تنتمي إلى ما يسمى بالعلاجات الضاغطة للمناعة لان هذه الأدوية تستطيع أن تقمع المقدرات الدفاعية للجسم.
الباحثون، وبعد اختبارات تمت لعشرة أعوام وشملت أكثر من 70 ألف عينة دم، يؤكدون أن كمية إشعاعات الشمس تؤثر في مدى فعالية هذه الأدوية، فكلما زاد تعرض الإنسان للشمس زادت الحاجة إلى منحه كمية اكبر من الأدوية.
السبب وراء ذلك يعود إلى فيتامين دي الذي ينتجه الجلد خلال الأيام المشمسة وهذه المادة هي التي تدعم عمل الأنزيمات الكبدية التي تساهم في المقدرات الدفاعية لجهاز الاستقلاب، ولهذا فان عدد الأدوية المخصصة للاستخدام خلال اشهر الشتاء وتستعمل في الصيف تصبح غير كافية