إليكِ.. من رجلٍ لا يحسن الكلام!
شكراً لكِ..أن أبقيتِ لي قليلاً من العقل..
أواجه به الناس..
أصافحهم..
أعانقهم..
أسألهم عن أخبارهم..
وكأني مهتمٌ بأحوالهم.. وأمالهم.. وآلامهم..
وكأن دائرة اهتمامي المفصلة عليك، تسع غيرك معك..
شكراً لأنكِ تتجاوزين دائماً.. دائماً.. عن هفواتي.. ونزواتي.. بحنان أمٍ..
ليس مثلها أم..
شكراً.. لأنكِ لم تعلقيني على حبلِ الإهمالِ يوماً..
جزاءَ فظاظتي معك..
شكراً لأنكِ لم تغضبي علي، يوم ركبتُ أعلى خيولَ حماقتي، وقلت لكِ، غاضباً، كاذباً :
لستِ أجمل نساء الأرض!.
فيما أنتِ..
لا أنثى تساوي ظلكِ على الأرض..
لا أدري، يا أرقى نساء الأرض..
ما الذي يجبركِ على قبولِ رجلٍ عاديٍّ مثلي..
بسيطٍ مثلي..
غريبٍ مثلي..
مُمِلٍ مثلي..
لا يستطيعُ مفاجأتكِ.. بخيانة!
ولا مباغتتكِ.. بهجر!
ما الذي يعجبكِ، وأنتِ سيدة الأناقة..
في رجلٍ ينسى أن يغلقَ زرَّ ثوبهِ العلوي..
حتى في ليلةِ زفافه..
في رجل يضعُ يديهِ في جيوبه..
و يتسكَّع في الشوارعِ والأسواق متلفتاً..
متبسماً..
مصفراً...
دون أن يكترث..
للدمى المتحركةِ، و مزهريات الوردِ، وأواني الأنوثة..
المدنَّسةِ بالهمسِ، واللمسِ، و...
وأنتِ التي يركض خلف سيرة جمالك..
وكمالك..
ودلالك..
ونظارتك..
وحضارتك..
كل أصحاب الأزرار المذهبة..
والخدود الملساء..
التي لها مواعيدٌ ثابتة للغذاء..
كريم الصباح..
كريم المساء..
كريم ما قبل الاستحمام..
وكريم ما بعد الحلاقة..
ما الذي يغريكِ يا من تستحق أنوثتها كل احترام..
وكل اهتمام..
في رجلٍ ينساكِ في حضرة فيلم..
يوقفه قليلاً ليضحك..
وكثيراً.. ليبكي..
ما الذي يجبرك على إلقاء رأسكِ في حضنه..
ومتابعة الفيلم معه..
وهو لا يمنحكِ إلا أصابعاً تجوس خِلال شعرك..
ونحرك..
وثغرك..
فيما غيره..
ينثر دقائق عمره..
وقدرات خياله..
وهو يفصِّلُ على جسدكِ أنعمَ الحرائر..
وألينَ القطنيَّات..
ويتمسك بأذيال أطيافكِ الهازئة به..
ما الذي يغويكِ..
برجلٍ فظَِّ بالفطرة!
يتكسر..
ويتنثر..
ويتبعثر..
على أعتاب كلمة "أحبك.."..
وكلما حاول أن يقولها..
حالت الغصة بينه وبين أن يقولها..!