متحف اللوفر يحتضن معرض كنوز المملكة من التحف القديمة والنادرة
الشيخ عبدالله بن زقر
«الاقتصادية» من جدة
ينطلق في باريس قريبا معرض كنوز المملكة العربية السعودية الذي يحتضنه متحف اللوفر في باريس ويضم معرض كنوز المملكة 300 قطعة من التحف القديمة والنادرة التي تم جلبها من مواقع في مختلف أنحاء السعودية من فترة ما قبل التاريخ وحتى العصور الحديثة.
وقال الشيخ عبدالله بن زقر رئيس مجلس الإدارة لشركة رباعيات الراعية للمعرض إن هذه التحف الأثرية تقدم لمحة عما تتمتع به أرضنا من ثراء في التاريخ . فقد كانت شبه الجزيرة العربية بموقعها الفريد عند ملتقى أوروبا وإفريقيا وآسيا، تتقاطع فيه طرق التجارة عبر هذه القارات العظيمة لثلاثة آلاف سنة. خلال ذلك الوقت كانت لأجدادنا فرصة تعلم الكثير من الثقافات التي وصلت إليهم واستيعاب تلك الثقافات. مضيفا بقوله '' لقد أخذ المسافرون العابرون معهم الكثير مما رأوا وتعلموا عند عبورهم خلال 1431 سنة مضت منذ ظهور الإسلام وأضاف ملايين الحجاج من جميع أنحاء العالم لهذا الثراء والتنوع ولذلك فمن المحتمل أن الجزيرة العربية كانت قبل ألف عام أول مجتمع في العالم تتعدد فيه الثقافات بشكل حقيقي. إن تاريخ الجزيرة العربية ثري حتى قبل ظهور الإسلام كما يبين العديد من الآثار المعروضة. وقال '' إننا نفخر بأن دورنا كان أساسيا في تطور الفن والتصميم الإسلامي الذي نتج عنه أكثر الأعمال الفنية تعقيدا وجمالا في العالم.
وأضاف ابن زقر قائلا: بينما نحتفل بعامنا التشغيلي الخمسين فإن رعاية رباعيات لمعرض استكشاف الجزيرة العربية تعكس رغبتنا في توفير جسر بين الثقافات. وكما قدمنا العديد من كبار مصممي الموضة العالميين للشعب السعودي فنود كذلك إبراز عمق الإبداع في وطننا الغالي لأصدقائنا في أوروبا ولساننا يلهج بالثناء على المنظمين على توفير الفرصة لنا، ويقدم المعرض رحلة عبر قلب الجزيرة العربية ، تزينها صور المناظر الطبيعية الخلابة في المنطقة. تأخذ الرحلة شكل سلسلة من أماكن التوقف في بعض واحات شبه الجزيرة الواسعة. إن الـ 300 قطعة المختارة التي لم يغادر أغلبها موطنها الأصلي من قبل، تعتبر مثالا شاملا أصليا لمختلف الثقافات التي تعاقبت داخل المملكة العربية السعودية منذ فترات ما قبل التاريخ وحتى العصور الحديثة.
وتكشف المعروضات على وجه الخصوص ماضي العالم العربي المذهل والغني غير المشهور الذي بدأ الآن اكتشافه بشكل تدريجي بواسطة علماء الآثار. إن نقل الحجارة التي تحمل نقوشا تذكارية ، وأدوات المائدة الفضية والمجوهرات القيمة تشهد على هذه الحضارة. وبالرغم من البيئة الطبيعية غير المساعدة فقد نجح السكان في الاستفادة من الوضع الجغرافي لبلدهم كنقطة تقاطع للطرق التي تربط شواطئ المحيط الهندي والقرن الإفريقي إلى مصر، وبلاد ما بين النهرين وعالم البحر الأبيض المتوسط. لقد ازدهرت هذه التجارة عبر الجزيرة العربية في وقت مبكر من الألفية الأولى قبل الميلاد مما جلب الثراء لمدن القوافل ونشر طرق وأفكار جديدة من الإمبراطوريات العظيمة المجاورة في الثقافة المحلية.
ويبين القسم الثاني من المعرض دور الجزيرة العربية باعتبارها مهد الإسلام. لقد أصبحت الطرق مزدحمة بالحجاج وبالتجار كذلك؛ فتصور مجموعة أولى من الآثار المعروضة بشكل ينبض بالحياة، مسارات الحجاج ، ومتابعة هذا الطريق حتى مكة. تحتوي مجموعة أخرى على نخبة من حجارة النقوش التذكارية التي تبين تطور الكتابة والزخرفة ما بين القرنين العاشر والسادس عشر وتقدم معلومات قيمة عن المجتمع المكي في ذلك الوقت. لقد تنافس الملوك المسلمون مع بعضهم بعضا في إبداء كرمهم تجاه المناطق المقدسة وذلك بالبناء والتجميل .
الاقتصادية