أومأتْ تُخالسُني
ياقلبي الهائمَ المجنونَ كم رقصتْ
على شغافِكَ غيدُ الغابرِ الومِقِ
لكنّني لم أجدْ عذباً كطلّتها
ومثلَها حلوةً في العمرِ لمْ أذُقِ
فما تحدّقـَها طرفي على ولهٍ
إلا وأثـْقلـَني حلماً ولم يَفِقِ
* * *
لقد عجبت لها تأتي وقد سُبِكَتْ
أملوحةً للهوى في الناهد السَّمِقِ
في وقع خطوة ظبيٍ مرَّ فاندلقتْ
حولي معاسلُ طيبِ الفلّ والحبقِ
أومَتْ تخالسُني بالعينِ ناحيةً
كانتْ تدوِّن فيها رقعةََ الوَرَقِ
فرحتَ أنقلُ أقدامي على وجفِ
محزّماً ببقايا الروع من رمَقي
ما للطريق الذي قد كان مسلكُه
سهلاً يماحقُني كالغادرِ النزقِ
أخطوه مرتعِداً ، يبدو كأنَّ بهِ
أصابعاً أدمنتْ ضغطاً على عنُقي
حتّى إذا قاربتْ رجلاي مطرحَها
بين الموائدِ في بُرْدٍ من الأرق
لمحتها أحرفاً ورديّةً كُتِبت
بالعطرِ زاهيةً في أسفلِ الطَبَقِ
فضضْتُها بيدٍ تعنو وثمّ هوىً
في الصدرِ يخفقُ من شوقٍ ومن شبَقِ
واصَّوَّحتْ ساجياتُ الدوحِ واشْتَعَلتْ
بيَ الفرائدُ من إيمائِها اللبِق
فضضتُها بيدٍ تعنو كأنّ بها
مساً يرجِّفُها ، كالموهنِ الحمِقِ
و جُـلـْتُها بعيونٍ شبه ساهمةٍ
كأنّما هي تُجري الهمّ في حدَقي
وطالعتْ مقلتي الكلماتِ شاردةً
تدورُ ساهمةً في حالقِ الأفق
سارقتُ أحرفَها ، والقلبُ يعزفُ في
أضالعي أغنياتِ الوالهِ الغرِقِ
* * *
قالتْ : ألسْتَ الذي شبّبتَ من ولهٍ
بنا : الأقاصيَ في إنشادِكَ العبِق
وذبتَ من ولهٍ فيما كتبتَ وما
نشرتَ من قصصِ الأشواقِ والمَلق
واهاً .. أتذكرُ ماذا قلت بي ؟ سلِمَتْ
أناملٌ سبَكَتْها حَرَّةُ العَشَق
إني حرِصتُ زماناً أن أبوحَ بها
فاخرزْ كلاميَ في أذنيكَ كالحَلـَقِ
( إنْ كانَ سيفُكَ للتزْيينِ ، فاخْلُ به .
أوكنتَ تحملـُه للحبِّ ، فامتشِق )
* * *
|