سكونٌ خانقٌ يوصِدُ الأفكارَ من خلفي
أغلق عينيَ إلى جدار العُزلةِ
و أهمِسُ لأذني : أن أصغي الآن لِصخبِ الحكاية ...
ريحٌ عابثةٌ تنساب خصلات جنونها من ثقب البابِ
لتثيرَ في حنجرة رزمة المفاتيح الساهيةِ نوبةَ نشاز
أزيز الصدرِ يتعالى..
السقف المطلي بالسقوط
والنافذةُ المُطِلَةُ على لا أشيائي تصطكُ رُعباً مفاصِلُها
لتغدو راهِبةً للضَوء ثقوبُ وتصدعات أحلامي..
الآن....
اليائِسونَ يذوونَ إلى أوكارِ الرذيلةِ
العجائزُ تكتمُ اللعناتِ على ضِفاف عُمرٍ
تداعى..
الجسدُ الغضُ يبحثُ عن رصاصةٍ تخترقُ
دغلهُ الأسود ..
رصاصةُ بدايةٍ أو نهاية لِسبقٍ الدوائِر المُفرغة
عبثاً أتلحف النسيانَ وأفترض العدم لِ ما كان من ألم..
و ما هي إلا ..
لحظاتٌ قصيرةُ الأكمامِ و ييقِظُ إغفاءتي
عطرٌ زائلٌ أو منديلٌ بائس
أو أشلاءُ صورةٍ مفقئةُ العينينِ
صماءُ ناطقة ...
هل كان نومَ ريمٍ للذاكرةِ ؟؟
أم كان عميقاً... لكن دويَ تلكَ البقايا أشدُ عمقاً؟؟
تُراودني عن نفسي تلك الصورُ المتسللةُ من رَحِمِ الأمسِ
على رؤوسِ أدمُعها..
الصورُ الممزوجةُ ألوانها بِملحٍ بَلوَرتهُ الذاكرة
على خيوطِ الأيامِ المُتشابكةِ..
فأنا الأنثى المسحوبة من رؤوس أقلامها
أتسلقُ شرخاً مِن هواءٍ مشئوم
أسقط لأعلى قمم البكاء
سقوطاً ضريراَ مُمزقاً..
وها هي جروحي لا تحفلُ بالزمن
لا تزال غضةً أرجوانية...!!!
كثيرةٌ هي تلك الطعناتُ التي نسيتُها
منذ الإنحِسارِ الأخيرِ للسعادةِ عن الذاكرة
ليعربد الحُزن في أحداق مرآتي المهشمة
حزنٌ ينخرُ سنبلةَ اللحظاتِ القادمةِ من رحِم الغيب
حزنٌ اكبر مِن أن تخفيهِ عَينيَّ
وأصغر مِن أن يسافر وحيداً إلى حضنِ طفولةٍ
مبعثرة الملامح مهجورة الدُمى..
" ذاتَ ليلَةٍ بدا البُكاءُ فيها غوياً
زهرة الليل