لا تغيبي ..
تأكلُ الوجاعُ باقي الخُبْزِ من قُرصِ المغيبِ ..
تَسْرقُ الألوانَ من وجهِ الروابي
والخمائلِ والدروبِ ..
لا تغيبي ..
ذلكَ الدربُ الذي خُضنا سويَّا ..
دونَ عينيكِ العميقةِ باتَ جبارًا عصيَّا
دونَ كفيكِ الغنيَّةِ صارَ غابيًّا عتِيَّا ..
كانَ غيثًا ..
من عيونُ الغيمِ صُبحًا قد تدلى ..
كانَ دفَّاقًا شهيَّا ..
كيفَ طالَ الدربُ وازدادَت كُروبي ؟
لاتغيبي ..
ماتَ هذا الفجرُ ليلًا في عيوني ..
عامَ جَرْسُ الصوتِ في بحرِ السكونِ ..
والتقينا كالسرابِ المرِّ في فصلِ الجُنونِ ..
والتقينا في خيالي ألفَ شوقٍ
ألفَ فقدٍ
ألفَ موتٍ !
ألفَ نبراتِ عتابٍ ..
لم تُطِق دربَ الهُروبِ !
لا تغيبي ..
كنتِ أقوى من غروري ..
كنتِ أقوى من تفاصيلِ احترافي في الفِرار ِ ..
كنتِ إمطاري وناري ..
كنتِ في صخبِ الملامِح
والأماكنِ
في الحنايا ..
بينَ طيَّاتِ الشُّعور ِ ..
كنتِ دفئًا سالَ من قلبٍ مُذيبِ ..
لاتغيبي ..
يستريحُ الشوقُ في جفنِ الحنايا ..
والدموعُ اليومَ لا تبغي سوايا ..
هل لأني يا " مغيبَ الشمس " كُلِّي ..
لا يرى إلاكِ في كل الزوايا ؟
أم لأنَّ الفقدَ في عيني شظايا ؟
أخبريني ..
عفتُ أن أبقى على شطِّ الغُروبِ ..
لاتغيبي ..
عانقي عينيَّ صُبحًا خاصَرَ الخفَّاقَ سِحرا ..
بللي وردَ التَّمني رغمَ أنفِ الحرفِ شِعرا ..
عانقيني ..
عاتبيني ..
واسرقيني ..
من أيادي الكونِ في عينيكِ أَتْرى ..
واسردي كل الحكايا في حُضوري ..
ذكريني : كنتِ أقوى من غروري !
وارشقي الأوجاعَ في وجهِ الهبوبِ ..
مرةً أخرى ,
وأخرى ..
احضني قلبي ولُطفًا ..
لاتغيبي !
مما راق لي