الأعضاء الأعزاء
اليوم الجزء الثالث من صور ومواقف أخلاقية من حياة
النبي صلى الله عليه وسلم :
(( الصبر المحمدي ))
قال تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم (( واصبر كما صبر اؤلي العزم من الرسل )) وقال أيضا : (( واصبر وما صبرك إلا بالله ))
· صبر صلى الله عليه وسلم طيلة عهد إبلاغ رسالته الذي دام ثلاثا وعشرين سنة فلم يجزع يوما ولم يتخل عن دعوته وإبلاغ رسالته حتى بلغ بها الآفاق التي شاء الله أن تبلغها
· صبر على اذى قريش طيلة ما هو بين ظهرانيها بمكة فقد ضربوه والقوا سلا الجزور على ظهره وحاصروه ثلاث سنوات مع بني هاشم في شعب أبي طالب وحكموا عليه بالإعدام وبعثوا رجالهم لتنفيذه فيه إلا إن الله سلمه وعصم دمه كل ذا لم يرده عن دعوته ولم يثن عزمه عن بيانها وعرضها على القريب والبعيد
· صبر عام الحزن حيث ماتت خديجة الزوجة الحنون ومات عمه الحامي الحاني المدافع أبو طالب فلم تفت هذه الرزايا من عزمه ولم توهن من قدرته إذ قابل ذلك بصبر لم يعرف له تاريخ الأبطال نظير ولا مثيل
· صبره في كافة حروبه : في بدر ، احد ، الخندق ، ..... الخ فلم يجبن ولم ينهزم ولم يفشل ولم يكل ولم يمل حتى خاض حروبا عدة وقاد سرايا عديدة وقد عاش من غزوة إلى غزوة طيلة عشر سنوات فأي صبر أعظم من هذا الصبر ؟
· صبره على تآمر اليهود عليه بالمدينة وتحزيبهم الأحزاب لحربه والقضاء عليه وعلى دعوته
· صبره على الجوع الشديد فقد مات صلى الله عليه وسلم ولم يشبع من خبز وشعير مرتين في يوم واحد
· ولقد صبر صلى الله عليه وسلم على كل ذلك ولم تضعف همته ولم تمس كرامته ولم يدنس عرضه ولو أوذي غيره بمعشار ما أوذي أو أصابه من البلايا والرزايا دون ما أصابه لتخلى عن دعوته وهرب من مسئوليته ووجد في نفسه مبررا لذلك ولكن الله عصمه فصبره وجبره وحماه ووقاه ليبلغ عنه رسالته ويجعله آية للناس في صبره وحكمته وعفوه وكرمه وشجاعته وفي سائر أخلاقه
فصلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا