سيدنا نوح عليه السلام:
لقد عادى قوم نوح سيدنا نوح عليه السلام.. وسخروا منه.. وأعرضوا عن دعوته، فلم يجد أحدا يلجأ اليه إلا الله تعالى..{ فدعا ربه أني مغلوب فانتصر}.. يدعو ربه بأنه غلب هو والقلة المؤمنة من الكثرة الكافرة. فماذا كانت الاجابة؟! اقرأ قوله تعالى:{ ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر* وفجّرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر} القمر 11-12. من أعلى ومن أسفل أتت المياه فالتقى ماء السماء بماء العيون التي فجرها الله تعالى.. وغرق الكافرون ونجا نوح ومن معه من المؤمنين { وما آمن معه الا قليل هود 40.
سيدنا زكريا عليه السلام:
حرم سيدنا زكريا عليه السلام الولد، وكانت امرأته عاقرا لا تلد.. وعندما كبر سنه ووهن عظمه وشاب رأسه، حزن ألا يكون له ولد يرث النبوة والرسالة والدعوة الى الله وهداية الناس فدعا ربه تعالى:{ رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين} الأنبياء 89.. فماذا كانت الاجابة؟! قال تعالى:{ فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه} الأنبياء 90.
سيدنا سليمان عليه السلام:
أتى الله آل داود عليه السلام ملكا عظيما.. وكان سليمان عليه السلام ملكا نبيا أعظاه الله ملكا عظيما وجاها عريضا وسخر له الجن والرياح وغيرهما مما خلق الله تعالى.. وحدث لسليمان عليه السلام نوع من الابتلاء فدعا ربه تعالى:{ رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} ص 35. فاستجاب الله تعالى دعاءه ولم يؤت أحدا بعده، مثل ما أتاه الله من ملك عظيم وجاه عريض.. بل ان الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح _ أمسك جني ذات مرة.. وقال:{ لولا دعوة أخي سليمان لربطته بسارية المسجد وجعلته عبرة يلعب به الصبيان".. رواه الامام أحمد 3\83.
دعوة سيدنا ابراهيم عليه السلام:
نزل سيدنا ابراهيم عليه السلام في صحراء جرداء خالية لا زرع فيها ولا ضرع، وبها أسكن زوجته وذريته كما أمره الله تعالى، ودعا ربه سبحانه وتعالى:{ رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات} البقرة 126، فاستجاب الله تعالى دعاءه وجعل مكة وما حولها أرضا مباركة يأتيها رزقها من كل مكان.
سيدنا أيوب عليه السلام:
ابتلى الله تعالى سيدنا أيوب عليه السلام في جسمه، حتى لم يبق الا قلبه ولسانه يذكر بهما الله تعالى، ولما اشتد به البلاء، لم يجد أحد يدعوه سوى الله تعالى. وما منعه من التعجيل بالدعاء سوى الحياء من الله تعالى وقال سبحانه :{ وأيوب اذ نادى ربه أني مسني الضرّ وأنت أرحم الراحمين} الأنبياء 83، يقول سبحانه وتعالى موضحا سرعة استجابته لعبده ونبيه الكريم :{ فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضرّ..} الأنبياء 84.
سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم:
اليكم هذه القصة المباركة التي تبين استجابة الله تعالى لدعاء نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم.. وهي واحدة من عشرات الأحاديث الواردة في هذا المجال:
أم سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه كانت كافرة تأبى الاسلام وتسب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو هريرة رضي الله عنه: يا رسول الله. ادع الله أن يهدي أمي.. فقال صلى الله عليه وسلم:" اللهم اهد أم أبي هريرة واشرح صدرها للاسلام فاستبشر أبو هريرة رضي الله عنه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم. ولنسمع هذا الصحابي الكريم يروي بقية القصة أو الواقعة.. يقول: وعدت الى أمي فدخلت عليها، فقالت: يا أبا هريرة، فقلت في نفسي: انها ستسبني فقلت: لبيك، فقالت: اشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله. فضحكت حتى بكيت، فعدت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا وأنا أبكي من الفرح وقلت: يا رسول الله: أبشر فقد أجيبت دعوتك، فقال صلى الله عليه وسلم:" الحمد لله"، ثم قال أبو هريرة رضي الله عنه: أدع الله أن يحببني أنا وأمي الى المؤمنين ويحبب المؤمنين الينا.
وانظر الى هذا الدعاء العظيم، انه لم يسأله أن يدعو الله بمال أو جاه.. الخ. انما سأله أن يدعو الله أن يحبه المؤمنون وان يحب المؤمنين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" اللهم حبب عبدك هذا وأمه الى المؤمنين"، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: فلم يسمع بهذا أحد أو يراني الا أحبين. رواه مسلم 6346 والامام أحمد 2\320.
وانظر أخي الى شفقة هذا الصحابي على أمه وحرصه على هدايتها ودخولها الاسلام.. ولاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل أبا هريرة رضي الله عنه عن اسم امه حتى يدعو لها، كما يفعل البعض الآن