قصيدة للشيخ محمد بن علي الحتيرشي الهذلي يرحّب فيها بحجاج بيت الله الحرام ، ألقاها في مجلس السيد محمد بن علوي المالكي ( رحمه الله ) ..
يا مكةُ الغـرّاءُ يـا أمّ القـرى=يا مهبطَ الوحي ويا أغلى ثـرى
هذا الحجيجُ إليـكِ عـادَ مُلبيـاً=ومردّداً لبيـكَ يـا ربَّ الـوَرى
لبيـكَ إنّ الحمـدَ يـا أللهُ لـك=والملكَ حقاً لا شريكَ لمن بَـرى
شَدُّوا إليكِ الرّحلَ من أوطانهـم=ومُؤمِّليـنَ لذَنبهـم أنْ يُغفـرا
راجينَ أنْ يصلوا ويُقبلُ حجُّهـم=وترى الجميعَ مُلبيـاً مستغفـرا
منهم لسانُ الحالِ يَلهـجُ قائـلاً=يا سعدَ من لبّى وطاف وكبّـرا
قطعُوا الفَيَافي والقِفَـارَ بهمّـةٍ=والشوقُ يحدُوهُم إلى أمِّ القـرى
لجُّوا بأنـواعِ اللغـاتِ وكلُّهـم=يدعُـوا إلهـاً عاليـاً مُتكبّـرا
فاقبلْ إلهـي حَجّهـم وأثِبْهُـمُ=واجعلهُ يا ربَّ الأنَـامِ مُيَسّـرا
تمّم لهم بَاقي المناسِكِ واجْزِهم=فالكـلُّ منهـم للعِبَـادَةِ شمّـرا
واجعلهُ يا مَولايَ مَبْرُوراً كَمَـا=عنهُ المُشَفّعُ في الصّحِيحِ أَخْبَرا
قيلَ أفيضُوا يـا عبـادي إنّنـي=غفرتُ ما كانَ وما منكم جَـرَى
أهلاً بكم حُجّاجَ بيـتِ اللهِ فـي=أمِّ القُرى خَيرِ البِقَـاعِ وأطهَـرا
فتحَتْ لكـم أبوابَهَـا وتزيّنَـتْ=من أجلكُم مثلَ العَرُوسِ لكُم تُرى
يُجْبَى ثمارُ كُلِّ شَـيءٍ نحوَهَـا=فهلْ لمكةَ مُشْبِهاً يا هـل تَـرَى
يا مرحباً طِبْتُم وطَابَ مُقَامُكُـم=وتَبَاشَرُوا فالسَّعيُ منكم أثمَـرا
إني وباسْـمِ المَالكـيّ مُرحّـبٌ=بضيوفِنا فالحَفْـلُ حَقّـاً نَـوّرا
في مجلسٍ يُتلا بهِ مَدحُ النبـيْ=يِ ومَدحُ طَهَ للمَجَالسِ عَطّـرا
متمنيـاً للحَاضِريـنَ جَمِيعِهـم=حَجّاً وسَعياً رَاجِيـاً أن يُشكـرا
والختمُ صَلّوا على الذي سُدْنا بهِ=الهاشميّ محمدٍ زَيْـنِ الـوَرى
يغْشَى سَنَاهَا الآلَ دَومـاً أبـداً=أهلَ العَبَاءِ وصحبه أسد الشَّرَى
ُنظمت يوم السبت 4 / 12 / 1430هـ .. وكل عام وأنتم بخير .