صباحية العروس بالتراث الشعبي في البلدان العربية
كان الاحتفال بيوم الصباحية قديماً بسيطاً ومتواضعاً حيث يقتصر على اعداد الفطور المكون من الجبن والمامونية والشعيبيات ويتم ذ لك في الصباح الباكر أما صبحية اليوم فتثقل كاهل العريس وأهله حيث يتم الاعداد لها قبل أيام حيث تحضر المحاشي والكبب واليبارق
والحلويات واللحم بعجين وغيرها من المأكولات التي لاتحصى ويتم الطعام غالباً ظهراً أو مساء أو ثاني يوم من أيام العرس .
ويجب في صبحية العريس أن يهدي العريس عروسه ساعة أو قطعة بسيطة من الذهب حسب وضع العريس المادي وأيضاً يقدم والد العريس ووالدته هدية للعروس ويتخلل الصبحية الهناهين والزغاريد من قبل النساء أما العريس فكان أصحابه يعدون له طعام الصبحية في البستان.
وقد كتب الباحث محمد توفيق السهلي بحثاً قيماً عن الصبحية في البلدان العربية في مجلة صوت فلسطين العدد (496) أيار2009 للتعرف على العادات والتقاليد في هذه المناسبة .
الصباحية من الصباح وهي مصطلح شعبي يطلق عادة على اليوم الثاني الذي يلي حفل الزفاف وهذا المصطلح شائع في معظم الأقطار العربية وقد يسميه البعض في فلسطين ( الصبحية ).
وللصباحية عادات وتقاليد في مجتمعاتنا العربية ففي فلسطين كانت العادة عند بعضهم ان يكلف أهل العريس عروستهم في الصباحية القيام بعجن وجبة من الخبز باعتبار ان ذلك يدخل الرزق والبركة إلى البيت .
وفي مدينة نابلس لديهم مايسمى ( الحضور ) وهي استضافة العروس عند الأقارب تكريماً لها بمناسبة الزواج ويستمر ذلك لمدة شهرين تقريباً.
وفي بعض المناطق الفلسطينية يقوم أهل العروس بإرسال طعام إلى ابنتهم في الصبحية يسمونه طعام ( الصبحية ).
وعند مسيحيي القدس يذهب أهل العريس في مساء يوم الصباحية لزيارة أهل العروس وهناك يقبل العريس رأس أم العروس بما يسمى عندهم ( بوسة الراس ) ويمضي الجميع السهرة سوياً.
وفي (حلحول) في قضاء الخليل تذهب أم العروس وأخواتها قبل ظهر يوم الصباحية ويحملن معهن ( فكة الريق ) وهي عبارة عن "ملاتيت" أي اقراص الخبز بالزيت والسكر.
وفي مناطق فلسطينية أخرى يعد أهل العروس مايسمى الصبوح وهو عبارة عن طعام يرسل للعروسين مع أم العروس قبل طلوع الشمس وقد يلحق بها والد العروس واخواتها محملين بالحلويات والهدايا.
وفي الصباحية يحضر المهنئون إلى منزل أهل العريس ويخاطبونهم أو يخاطبون العريس بقولهم : ( صباحية مباركة إن شاء الله ) فيكون الرد( الله يبارك فيكم ).
وفي ليبيا يغادر العريس بيت والده منذ بداية العرس , حياء ولايعود إليه إلا بعد وصول عروسه بأسبوع على الأقل وقد يصل الحياء بالشباب لدرجة لاتمكنه من مقابلة والديه لمدة تزيد عن شهر أو أكثر وفي الصباحية تفد المهنئات إلى منزل أهل العريس للتهنئة .
وفي يوم الصباحية يغادر العريس بيته قبل انبثاق نور الفجر لانه كان من العار أن يبقى العريس نائماً حتى الصباح ومن العادة عندهم أن تحجب العروس بعد الزواج سبعة أيام بلياليها دون الخروج ولذلك يسمونها ( الحجبه) أما أم العروس فتقوم بزيارة ابنتها في اليوم الثالث للزواج وتأخذ معها الفريك في سلة خاصة والخبز في وعاء آخر.
وفي بعض مناطق السودان يقوم أحد أفراد أسرة العريس بحلق شعر رأس العروس في الصباحية ويعتقد الأهالي هناك أن هذه العملية تدل على أن العروس قد أصبحت زوجة .
وفي بعض مناطق حوران سورية يأتي الأقارب لتهنئة العروسين ويقدمون لهما الأطعمة وهذه يسمونها ( البرار ).
وفي سورية يدخل العريس الحمام في الصباحية ومعه جمع غفير من أصدقائه وأقاربه وبعد ذلك يجهز له أصدقاؤه الولائم على عدة أيام وهذه تسمى عندهم الصبحيات وعند مسيحي حلب يهدي أحد والدي العريس إلى العروس قطعة من الحلي تسمى ( الصبحية ).
وفي بيروت كان العادة في الصباحية بأن يوصي والد العريس على بعض الحلوى مثل الكنافة بالجبن أو البقلاوة كي ترسل إلى بيت أهل العروس وبيوت خالاتها وعماتها والمحبين وكانت تحدد في الأسبوع التالي للزواج أيام للرجال وأيام للنساء من أجل التهنئة محملين بالهدايا.
وفي القاهرة قديماً يأتي أصدقاء العريس في الصباحية ويأخذونه في نزهة إلى الريف حيث يقضون النهار كله وكان ذلك يعرف بـ ( الهروبه ) ويقوم أهل العروس بزيارة العروسين في الصباحية مع تقديم بعض الهدايا والأطعمة وفي اليوم السابع يجتمع أهل العروسين والأقارب في بيت العروسين لاقامةحفل يسمونه ( السبوع ).
وفي العراق في اليوم السابع بعد الزواج تذهب العروس مع جميع النسوة فتملأ جرتها من مصدر للماء وتحضرها لتسكب ماءها على عتبة البيت تأكيداً للبركة والحظ والعريس أيضاً يسكب الماء عند خروجه من مخدع الزوجية من ابريق وضع لهذا الغرض.
وفي دولة الامارات العربية المتحدة يحضر المهنئون في الصباحية ويقولون : ( مبروك ما دبرت) ويقال لهذه التهنئة ( التصبيحة ) وتدخل المهنئات من النساء ثم تقدم الفواكه والقهوة والطيب وتقوم امرأة من قرابة العروس فتكشف البرقع عن وجه العروس.
وفي الكويت يعد الأهل للعريس الحمام في الصباحية ويؤدي صلاة الفجر ثم يجلس لتناول الافطار وبعض الأزواج يدعو نفراً من أهل العروس كوالدها وأخواتها لتناول الافطار معها, وبعد الافطار يخرج العريس ويذهب إلى والد العروس لتحيته ثم يذهب إلى بيت أهله ويقبل رأسي أبيه وأمه ويستقبله أهله بالأدعية والزغاريد ثم يذهب العريس إلى المكان الذي أقيم فيه حفل الزفاف في الليلة الماضية ليتلقى تهنئة أصدقائه واصحابه ومباركتهم وبعد ذلك يخرجون في زفة الصباحية.
وفي البحرين يقدم العريس في الصباحية لعروسه هدية ويدفع لها مبلغاً من المال قبل خروجها من الفراش صباحاً وتسمى تلك الهدية ( الصباحية ) وهي عبارة عن عقد أو خاتم أو قطعة نقود ذهبية حسب استطاعته ثم يذهب العريس لزيارة والديه ويعود بعدها لاستقبال المهنئين وفي اليوم الثالث تقوم أم العروس بزيارة ابنتها حيث تحمل لها الهدايا والعريس يقيم في بيت أهل عروسه قرابة الأسبوعين .
وأهل عمان يطلقون على الصباحية اسم ( التصبيحة) وهي عندهم الوليمة التي تقام في بيت العريس.
وفي اليمن يقام حفل في منزل العروس أو أحد أقاربها في اليوم الثالث للزواج تجتمع فيه النساء مع العروس وفي اليوم السابع يقدم العريس لأهل العروس ذبيحة تذبح عند دارهم.
وفي مناطق متفرقة من اليمن يحضر أهل العروس إلى منزل ابنتهم في الصباحية ويسمونه ( يوم القهوة ) حيث تحتفل العروس مع أخواتها وصديقاتها المقربات ويعطي العريس لحماته مبلغاً من المال يسمى (الفتحة) وفي اليوم السابع يذبح العريس لحماته رأس غنم ثم ترجع إلى بيتها محملة بهذا الطعام, ولاتأتي العروس إلى بيت والدها إلا بعد شهر من الزواج على الأقل أو شهرين ويصل في بعض المناطق إلى سنة .
وفي المغرب تقوم العروس في الصباحية بسلق البيض لتأكله مع شريك حياتها القادم وفي اعتقادها أن بياض البيض فال خير سيجعل حياتهما كلها بيضاء وخصبة هنيئة وخالية من المشاكل.
وفي موريتانيا لايخرج العروسان من بيت الزوجية لمدة أربعين يوما ويرسل العريس لأهل العروس مبلغاً من المال بعد الزواج وترسل العروس بعض الهدايا إلى أهل العريس.
منقول للفائدة
التميز
الإهداءات
صباحية العروس في بعض الأقطار العربية
