حالة تستدعي الملاحظة من دون القلق
يقلق الوالدان كثيراً حينما يلاحظان أن لدى الطفل تباعداً واضحاً بين قدميه عندما يقف باعتدال. ويزداد قلقهما إذا ما كان الأمر لدى الإناث من الأطفال، لأن الأمر لو استمر دون تعديل إلى مراحل تالية من العمر، لأثر بشكل واضح على جمال قوام الفتاة أو الشابة وطريقة مشيها.
وهذا التغير والزيادة في المسافة بين القدمين وتحديداً بين الكاحلين حينما يقف الطفل باعتدال وبإلصاق كلتا الركبتين بعضهما ببعض هو ما يعرف طبياً بحالة صكك الركبة.
القلق من الحالة بالشكل الذي تشعر به كثير من الأمهات أو الآباء لا داعي له، لأن من المعروف أيضاً أن معظم الأطفال، وبعض المصادر الطبية تشير إلى أن 75% من الأطفال في سن تتراوح ما بين الثانية والثالثة من العمر، يُصاب بشيء يسير من صكك في الركبة، أي أننا نلاحظ أن كل واحدة من قدمي الطفل تنفرج إلى الخارج حينما يلصق ركبتيه وهو واقف، فيؤدي إلى ظهور صعوبات في المشي لا تصل إلى حد الإعاقة إذْ من النادر أن يواجه الطفل صعوبة شديدة في المشي تمنعه منه، بل يظهر مشي الطفل بطريقة غير ملائمة وغير لبقة كما يبدو للبعض مما قد يؤثر على نفسية الطفل ونظرته إلى نفسه. هذا الأمر يعتبر في الغالب شيئاً طبيعياً، لأن هناك مجموعة من الأمور تحصل لدى الطفل في آن واحد عند هذه السن، وأهمها تحديداً النمو المطرد في العظام والبدء في المشي والتطور السريع في قدراته، ولذا يظهر ويستمر شيء من صكك الركبة إلى حين بلوغ الطفل سن الخامسة أو السادسة من العمر. بعد هذه السن وإلى حين بلوغه مرحلة المراهقة يبدأ جسم غالب الأطفال تدريجياً في تعديل استقامة الساق مع الفخذ ليتخذا خطاً مستقيماً، ويظهر الاعتدال بوضوح عند وقوف الطفل لاصقاً الركبتين بعضهما ببعض، ولا يحتاج حينها أن يبذل جهداً في تقريب ما بين القدمين، ويزول بالتالي صكك الركبة.
هذا ما يحدث غالباً، ومع ذلك هناك حالات ينشأ فيها لدى الأطفال صكك الركبة نتيجة عمليات مرضية يتم في الغالب تشخيصها فيكون الصكك أحد الأعراض فيها، كحالات الكساح الناجمة عن نقص فيتامين دال وغيرها من الحالات.
عندما يفحص الطبيب الطفل ينظر إلى هيئة القدم والساق والفخذ حتى الحوض، ويراقب طريقة مشي الطفل، ثم يقيس المسافة بين الكاحلين حينما يقف الطفل ملتصق الركبتين، كما قد يُجري أشعة أكس (سينية) ليعرف ما إذا كانت هناك أي مشكلة مرضية في العظم.
بالرغم من صكك الركبة لا يحتاج عادة إلى تدخل علاجي خاصة حينما يكون سن الطفل دون الثامنة، فإن منها ما قد يحتاج إلى التعديل الجراحي كالحالات الشديدة حينما تكون المسافة بين الكاحلين أكثر من 10 سم، أو أن تؤثر بشكل واضح على مشي الطفل و تجعله يواجه صعوبة في ذلك، أو حينما يصيب الأمر ركبة دون أخرى، أو أن يستمر الصكك حتى ما بعد مرحلة المراهقة لأنه في هذه الحالة قد تؤدي إلى التهاب روماتيزمي في مراحل لاحقة من العمر.