بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أما بعد ....
هذا الموضوع يتكلم عن مشكلة الحديد في مياه الري
من المعلوم أن أي مياه تحتوي علي مجموعة من الاملاح الذائبة بها. وتركيز هذه الأملاح يختلف علي حسب نوعية المياه ، فمياه النيل ومياه البحار تحتوي علي أملاح ذائبة ولكن الفرق بينهما أن تركيز الاملاح في مياه البحار أعلي منه في مياه الأنهار.
وإذا كانت هناك فلاتر بإستطاعتها فصل الأملاح الذائبة عن المياه لكانت هذه هي حل لمشاكل المياه في العالم. ولكن الاملاح الذائبة في المياه لا يمكن فصلها عن المياه بأساليب الترشيح المعروفة طالما أنها ذائبة في المياه.
ولكي يتم فصل هذه الأملاح عن المياه تجري عمليات تسمي تحلية المياه وهي معتمدة علي عدة أفكار فمنها التبخير والتكثيف ومنها الفصل الكهربائي ومنها التناضح العكسي ومنها المعالجة الكيميائية. وجميع هذه الطرق مكلفة جداً وتحتاج لطاقة عالية ولا ينتج عنها كميات كبيرة من المياه تصلح للإنتاج الزراعي. ولكنها قد تكون ضرورية وحل لا بديل له في بعض المدن والأماكن التي لا تصل لها مياه الشرب.
ظهرت مشكلة الحديد في الأونة الأخيرة عند الإتجاه لزراعة الصحراء بواسطة الأبار خصوصاً في أماكن مثل واحة سيوة وواحة الفرافرة والتي جميع المياه فيها غنية بعنصر الحديد. وعنصر الحديد هو عنصر من العناصر الكيميائية الذائبة في المياه شأنه شأن باقي العناصر الأخري إلا أن كاتيون الحديد عندما يتعرض للهواء يحدث له أكسدة ويتحول إلي أكسيد حديدوز والذي يمكن ترسيبه. إذاً فما هي المشكلة ؟
المشكلة هي أنه عندما يتم سحب المياه وضخها في شبكة الري لا تظهر أي مشاكل ولكن تظهر المشكلة عندما تخرج قطرات المياه من النقاطات وتتعرض للهواء فيحدث ترسيب للحديد والذي بدوره يعمل علي إنسداد النقاطات.
ولحل هذه المشكلة ليس بتحلية المياه كما ذكر أنفاً لأن هذا حل غير عملي وغير إقتصادي للإنتاج الزراعي. ولكي نتغلي علي هذه المشكلة فإن أبسط الحلول هو أكسدة الحديد وترسيبه في أحواض قبل دخوله في محطات الفلاتر وبالتالي إذا تم سحبه بالطلمبات وهو في صورة مترسبة فإنه يمكن فصله بالفلاتر المعروفة. ولأكسدة الحديد قبل الدخول لمحطة الفلاتر فإنه توجد عدة أساليب كلها تشترك مع بعضها في كيفية تعريض المياه لأكبر كمية من الهواء.
ومن وجهة نظري ولكي تتم هذه العملية بإسلوب إقتصادي وسهل التنفيذ هو عمل خزانات مياه كبيرة لتجميع مياه الأبار بداخلها ثم تركب طلمبة مياه صغيرة علي رأس الخزان بحيث تسحب المياه من الخزان وتعيدها إليه مرة أخري بطريقة رزازية كالنافورة. وهذا يساعد علي سرعة التاكسد والإختلاط بالهواء.
أما عن نوعية النقاطات المستخدمة فإنه يوجد إحدي خيارين وكل منهما له مزاياه وعيوبه.
الأول هو إستخدام نقاطات من نوعية عدم التسريب NoDrain وهذا النوع من النقاطات يمتاز بأنه لا يسرب المياه من النقاطات عند توقف الري وبالتالي لن يسمح بدخول الهواء داخله مما يعني عدم أكسدة الحديد داخل النقاط.
ويعيب هذه النوعية أنها تحتوي علي غشاء سليكوني داخل النقاط وهو أساس فكرة عمله وأنه إذا حدث أي شئ من تقصير في أداء النقاطات عن ما هو مصمم عليه فإن النقاطات ستنسد وسيصعب تنظيفها.
أما النوعية الأخري من النقاطات فهي بإستخدام نقاطات عادية يمكن فكها وتنظيفها وهي طبعاً لن ينطبق عليها مزايا النوعية السابقة ولكنها تمتاز بأنه يمكن تنظيفها بإستمرار عن طريق نقعها في محلول حمض فوسفوريك وفي هذه الحالة لن يفسد النقاط لأنه لا يحتوي علي غشاء سليكوني . كما إنه يمكن ضخ محلول حمض الفوسفوريك داخل شبكة الري بتركيز قليل في نهاية كل رية للوقاية من ترسيبات الحديد.
والله الموفق
ولكم تحياااااااااتي الخااااااااااااصة