لا يموتون في صقيع بلدانكم جوعا
إيمان ريان
لا يموتون في صقيع بلدانكم جوعا، بل يموتون بتسمم قلوبهم بمشاعر قديمة كانت تدعى (كرامة)، سيعزف لكم الشيطان منذ الآن لحن الشرف، ليقض مضاجعكم التي تكسوها رذيلة الإنسان البربري. خجل هو الشيطان أيها اللاشيء، لأنكم بتم بالشر احذق منه. ما لتلك القلوب في صدوركم تنفث انعدام النخوة، وتعبير عفا عليه زمن غابر، كان يدعى (عرب).
بتم أيا دموعي أموات أهل الأرض، لا قبور تضمكم ولا سماء، بتم في أرضكم غرباء. لم تساعدكم أخلاقكم إلا حين تحللت منذ الأزل، فأصبحت آبار نفط تحرك في عروقهم قدرتهم على إبقائكم عبيدا، وعلى تاريخكم أذلاء.
أمتي، يا امة البكم متقني الغناء، بلا قلوب هم فيك الشعراء، يتقنون وصف خارطة جسد رخيصة حسناء، ويتناسون ضمور خارطة ارض، فيها الأطفال يمنعون ذرات الهواء. يا امة الأبراج والعجائب، تحملين في أحشائك الشهداء، ومخنث يهز الخصر كما تهتز في سجوننا المشانق.
دموع أطفالي تحيي انسداد شرايينكم من ترف زائد. يا أمتي، يا (سادتي): حياتنا مهزلة أبكت تراب هذي الأرض. لا آمال نحيا لها، سوى أن يبقى الحصار حصار، إن شدوا القيد حمدنا الله، لان موعد موت صبرنا لم يحن بعد، يا الهي ما أصبرنا على احتمال الذل، ونسيان طعم الحياة.
المصدر جامعة النجاح