تحذير من فقد الغضروف لوظيفته في توزيع الضغط وامتصاص الصدمات
آلام الفقرات.. يقصم ظهر الشباب
حذرت دراسة طبية من أن انزلاق الغضروف يمكن أن يؤدي إلى ألم شديد في الساقين معاً، خاصة عندما يكون الانزلاق عريضا، كما يؤدي إلى انضغاط معظم الأعصاب التي تمر في القناة الشوكية (الحزمة العصبية) مما يتسبب في فقدان السيطرة والتحكم بالمثانة والتغوط لانضغاط الأعصاب المسؤولة عن مصرات المثانة والشرج، بجانب ضعف عضلي حركي وحسي.
وقال الدكتور عبد الكريم مسدي رئيس قسم جراحة الأعصاب والعمود الفقري في أحد المستشفيات الخاصة إنَّ ما يقارب 75ـ 80 % من البالغين سيعانون في وقت من أوقات حياتهم من آلام أسفل الظهر، وإن أكثر الفئات التي تصاب بين سن الثلاثين إلى خمسين سنة بدون تمييز بين امرأة ورجل.
وأوضح أن العمود الفقري القطني يتألف من خمس فقرات تقع في المنطقة الواقعة أسفل الظهر بين الأضلاع والحوض، أما الغضاريف فهي تفصل بين العظام المؤلفة للعمود الفقري (الفقرات)، ويتألف الغضروف الواحد من الحلقة البيضوية المحيطية، وهي من طبقات ليفية عديدة قوية تحيط بمادة شبه جيلاتينة تسمى النواة اللبية.
وأشار الدكتور عبد الكريم مسدي إلى أن وظيفة الغضروف الأساسية تنظيم توزيع القوى الضاغطة على سطوح الفقرات مع امتصاص الصدمات التي تتعرض لها عظام الفقرات، وتربط الفقرات والغضاريف ببعضها أربطة تزيد من حماية الغضروف من الانزلاق.
وبين أن الانزلاق الغضروفي الكلاسيكي يعني أن هناك قطعة من النواة اللبية اندفعت خارج الحلقة الليفية إلى القناة الفقرية من خلال تمزق طبقات الحلقة الليفية كاملا مما يتسبب بحدوث بروز يضغط على العصب ويؤدي إلى آلام في الظهر أو الِرجل أو الاثنين معاً، وإذا كان الضغط على العصب قوياً وطال وقته فيمكن أن يسبب إضافة إلى الآلام ضعفاً في العضلات مع التنميل واضطراب الحس، وتغير في المنعكسات الوترية في الطرف السفلي المتأثر.
وقال إن أسباب الانزلاق الغضروفي الشائعة: هي الجهد الفيزيائي (العضلي) مثل حمل الأثقال المتكرر، العادات السّيئة من الجلوس الطويل والوقوف الطويل مع الوضعيات غير الصحية، التقدم في السن وشيخوخة العمود الفقري، كسل وضعف عضلات الظهر والبطن وعدم المحافظة على لياقة جسدية مقبولة، بعض تشوهات العمود الفقري وغير ذلك من الأسباب.
التشخيص
وأشار رئيس قسم جراحة الأعصاب والعمود الفقري إلى أن التشخيص يتم من قبل الطبيب المعالج ويعتمد على أخذ القصة المرضية ثم بالفحص السريري الدقيق، والذي يوضح على الأقل احتمال إصابة أو انضغاط العصب بالانزلاق الغضروفي، ويكتمل التشخيص بإجراء بعض الفحوصات الضرورية وأهمها في هذه الأيام هو الرنين المغناطيسي والذي يوضّح بشكل دقيق مكان الانزلاق وحجمه ودرجة الضغط على العصب أو النخاع الشوكي، وإمكانية وجود آفة أخرى في العمود الفقري، والفحوصات الإشعاعية الأخرى عادة هي أقل فائدة مثل الأشعة العادية.
وبين أن العلاج يعتمد بشكل أساسي على معرفة مكان وسبب انضغاط أو تخريش العصب (الجذر العصبي) ولكن بشكل عام فإن 90% من الحالات تتحسن بدون جراحة، ورغم ذلك فإن 50% من هؤلاء يصابون بنوبة ألم خلال السنة التي تلي الإصابة الأولى.
وذكر أن العلاجات تتوجه لتخفيف التهاب وتأثر العصب وتخفيف الألم، ويٌنصح الأطباء المعالجون عادةً باستمرارية العلاج لمدة 4-6 أسابيع قبل تقرير أي عمل جراحي، وانه من الناحية العملية في حالة الإصابة بآلام الظهر، مع أو بدون انتشارها إلى الرِجل فإن من الممكن تجربة العلاج في البيت لمدة 2-3 أيام مع الراحة وتجنب الجهد وأخذ بعض المسكنات.
الجراحة
عندما يفشل العلاج المحافظ كما ذكرناه أعلاه ويتدخل الألم بتحديد فعالية ونشاط الشخص المصاب ويؤثر على حياته العادية.
عندما تتطور أعراض الإصابة العصبية ويظهر التنميل والضعف العضلي (كأن لا يستطيع المريض الوقوف أو المشي على روؤس الأصابع أو كعب القدم مثلاً).
عندما تتأثر وظيفة المثانة أو التغوط.
في حالة صعوبة الوقوف أو المشي.
إذا كانت حالتك الصحية تسمح بإجراء الجراحة.
طريقة التداخل لعلاج الانزلاق الغضروفي: تعتمد على نوعية الإنزلاق، وهل الحلقة الليفية المحيطية قد تمزقت كل طبقاتها وخرجت قطعة من النواة اللبية إلى القناة الشوكية أو ما زال هناك بعض طبقات الحلقة الليفية الضعيفة البارزة غير متمزقة، ولكنها ما زالت تحتوي على انزلاق المادة شبه الجلاتينية (الهلامية) داخلها.