في زمن طغت فيه المادة على كل شيء وسيطرت واحتلت أعلى قمة في العلاقات الإنسانية
وأصبحت المودة العفوية الصادقة بالكاد نراها لأن المادة أزاحتها وتوجت المصالح الشخصية
مكانها ,, وأصبحنا نبحث عن أنفسنا الضائعة في زمن اللهاث هذا .......!!
زمن التكنولوجيا والتطور ,, زمن الأقمار الصناعية والإتصالات الثورية ,, زمن الإستنساخ وصناعة
الكائن الحيّ إذا جاز لي التعبير ,, لم يتركوا مجالاً إلا أقتحموه في الأرض أو في السماء......
وسيطرت القوة والعلم على كل شيء إلا ما رحم ربي ,, ومن رحمة الله بنا أن المشاعر لازالت
حرة ولا تخضع لأي قانون من قوانين المادة ,, ولا يحكمها شيء سوى الإحساس الصادق
والمعاملة الطيبة من فقير كانت أو غني لا فرق ..!!
متى أستشفت هذا الإحساس خضعت وسلّمت واستسلمت ,, ومدت جسور محبتها للمرور إليها
ومنحت أولاءك جواز سفر دائم الصلاحية .......
قوية هي المشاعر الحقيقية فلا تستطيع التكنولوجيا إختراقها ولا غور أسبارها لأنها في
عمق النفس البشرية , صناعة ربانية فسبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله
وكم من شواهد الى يومنا هذا تروي قصص كَتبت حروفها وكلماتها مشاعر جميلة صادقة تحدّت
وقاومت وتصدّت لكل ما يقف في طريق عبورها للإلتقاء .....
فكلما زاد الصدق كانت المشاعر أقوى ,, وكلما قويت كانت أجمل وأرق ......
جميلة هي مشاعرنا تجاه الآخرين متى كانت حرة بلا قيود ولا شروط تبث وتستقبل بأعلى
الذبذبات كلُ من الشوق واللهفة والحنين ,, وتجرد من كل شيء لتكون صافية نقية كغيثٍ
منهمر لم يصل الأرض بعــد .....
ولم ينتهي الحديث بعـــد .......!!!