لا يمكن لإنسان أن يتكبد الصعاب إلا بعد أن يئس من أخذ حقه
كاتب سعودي : أمر مؤلم أن تغلق الأبواب في وجوه الناس الأحد 27 ديسمبر 2009
طالب الكاتب السعودي صالح الشيحي بالتحقيق مع كل من مرت عليهم امرأة كانت قد تعاركت صباح أمس مع حراس الأمن في وزارة التربية والتعليم ونجحت في دخول مبنى الوزارة، ثم تم إخراجها بـ"القوة" . ويقول الشيحي في مقال نشر اليوم في صحيفة " الوطن" :" هذه المرأة واحدة من اثنتين:
إما أنها تعرضت لظلم صريح، أو فشلت في الحصول على حق من حقوقها، وبالتالي في كلتا الحالتين وجدت نفسها ـ مكرها أخاك لا بطل ـ مضطرة لمقابلة الرجل الأول".
وأضاف :" صدقوني الناس لا تلجأ للقيادات الكبرى إلا بعد أن تغلق في وجوههم الأبواب.. لا يمكن لإنسان أن يتكبد الصعاب، وربما السفر، ويرهق نفسه صحيا وماديا ويلجأ للمسؤول الكبير إلا بعد أن يئس من أخذ حقه.. إلا بعد أن حفيت قدماه.. إلا بعد أن اختفى القانون الذي يحفظ له حقه، فجأة!".
وتابع :"
أمر مؤلم أن تغلق الأبواب في وجه الناس ويضطرون للجوء إلى رأس الهرم.. هذه ظاهرة نلاحظها بكثرة في بلادنا. سأضرب لكم مثلا صريحا فقد مللنا من التلميح دون جدوى: مدير التربية والتعليم للبنين في محافظة الأحساء.. رجل أغلق بابه أمام الناس.. لا أحد يستطيع الوصول إليه.. حتى الاتصالات إليه مقطوعة.. في مثل هذه الحالة لابد أن الناس ستضطر لمخاطبة المسؤول الأكبر؟
من الذي وضع في ذهن البعض، أنهم يتفضلون علينا بالعمل.. أليس المسؤول في نهاية الأمر موظفا يتقاضى راتبا شهريا ويتقاضى بدلات وتصرف له علاوة غلاء معيشة وعلاوة سنوية وتمنحه الحكومة سيارة وبنزينا وزيتا.. الطريق واضح: إما أن يتصدى للعمل بجد واجتهاد ويكون مكان الثقة، أو فليغادر الكرسي مع ألف سلامة ".
وأضاف :" عودة للمرأة التي تعاركت مع رجال الحراسات في الوزارة.. أتمنى من سمو وزير التربية والتعليم أن يخصص جزءا من وقته لمتابعة هذه القضية مرورا على مراحلها كافة.. بمعنى: يتم التحقيق مع جميع الذين مرت عليهم هذه المرأة: لماذا لم يتم إنصافها؟!
وختم بالقول :" لدي قناعة تامة أن جزءا كبيرا من تردي مستوى التعليم هو بسبب مديري التعليم ".