النشاط الزائد لدى الأطفال وسيلة لتصريف الطاقة بعض الأهالي يصفون خطأ تصرفات أطفالهم بسلوك عدائي خاطئ
أطفال ينفسون عن أنفسهم بطريقة خاطئة بالكتابة على جدار عام
لا يبدو أن قيام أطفالنا بتصرفات طائشة من تكسير زجاج النوافذ أو الكتابة على الجدران العامة وغيرها من التصرفات التي طالما نظرنا لها بعين السلوك العدائي الخاطئ يندرج تحت بند التخريب المتعمد وذلك بحسب الاستشاري والأستاذ بكلية الطب النفسي في جامعة الملك سعود وزميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين بكندا البروفيسور عبدالله السبيعي الذي يرى الأمر لا يعدو كونه "نشاطاً زائداً" لدى الأطفال يمكن التعامل معه بطريقة أكثر تنظيماً من قبل الكبار لتصريف الطاقة في إطارها الصحيح.
ويفسر الاستشاري السبيعي فكرته بالقول: لا شك أن اختلال الغدد الصمّاء يؤدي لتوتر وعدم استقرار كما أن مشاعر الغيرة لها دور كبير في تعزيز السلوك التخريبي لدى الطفل، وعلى الصعيد النفسي فإن الاكتئاب النفسي في مراحل الطفولة يمكن ملاحظته من خلال النقمة على الغير ومحاولة الإساءة للآخر، وارتباط ذلك مع شعور متولد بالنقص والدونية وكراهية الذات بسبب المعاملة الجائرة.
وللتغلب على ذلك يشدد السبيعي على أهمية تفريغ الأطفال لطاقاتهم بطريقة أكثر احتواء وتناسب ميولهم وعقولهم، من خلال معرفة اهتماماتهم والهوايات والأنشطة التي يفضلونها مما يساهم في اندماج الفرد في المجتمع ويصبح أكثر انفتاحاً، مطالباً الأسرة بمنح هامش من الحرية لأطفالها مما يمنحهم الثقة في قدراتهم دون الإخلال بالمتطلبات الأساسية للتربية.
واستدرك السبيعي حديثه عن السلوك التخريبي قائلاً: ليس كل ما يقوم به الأطفال من تخريب هو متعمد بذاته بل يجب الانتباه إلى أن البعض منهم وخاصة في سن الخمس والست سنوات يتميز بحب الحركة والنشاط الذي يزيد عن بقية أترابه، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى بعض السلوكيات غير المقبولة ولكن يمكن تفهمها في إطارها الصحيح، خاصة أن هذا النوع يعود لإصلاح ما قام به من أخطاء من تلقاء نفسه قدر الإمكان، فيجب علينا أن نتعامل بشكل أكثر حكمة مع الأطفال عند ارتكابهم لبعض الأخطاء لأن غالبية ما يقع يكون بريئاً في معظمه رغم بعض الأفكار السائدة اجتماعياً عن تشكل شخصية الأطفال في سن متقدمة والحكم على تصرفاتهم من هذا المنطلق، وهو أمر بعيد عن الحقيقة بكل تأكيد.