الديمقراطية المزيفة
ملاحظة ( الكلمات التي بين الأقواس للمكان والزمان ولحركات الكاميرا وملامح الوجه)
المكان : حديقة عامه الزمان: الصباح
في يوم من الأيام بينما كانت قطرات المطر تغسل خطايا البشر وذنوبهم المريرة من على صفحات التاريخ والزمن المشين ، في تلك الزاوية المظلمة في ذلك الكرسي الحجري الذي أعتاد أن يرى كل يوم وجوه جديدة تزوره لتمضي وقتها في التحسر أو التهرب من تلاطمات الحياة ، في هذا الكرسي أرتمى جسداً هامداً يتألم من داخله وجراحه تنزف من بين ضلوعه ، وبمعطفه الأسود الكبير وصحيفته البالية
من بعيد للصحفي بطئ للصحفي ( بانوراما من اليسار لليمين للرجل) (zoom in)
وفي هدوء صامت قاتل ظهر رجل طويل القامة كثيف الشعر ، تكونت في ملامحه العابسة حزناً وخيبة قد جعلت وجهه كليلاً يأبي أن يرى الشروق ( تصوير تفصيلي للقدمين بهدوء معتدل) ،( لقطة صدرية ) ثم يرفع الصحفي رأسه ليرى من الذى أتي بهدوء)
خالد ( لقطة صدرية) علي ، للأسف للحين تظن إني محتاج منك أي تبرير للي سويته ( بأستهزاء)
علي: ( وهو واقف ويشير بيديه ) ( لقطة شاملة) أنا ما سويت شي بس ( يقاطعه خالد)
خالد: لا بس ولا يحزنون، دمرت حياتي بدون أي رحمة بتهم باطلة ما لها أي أساس.( يضع يده على وجه) ( لقطة تفصيلية)
(لقطة شاملة) ويجلس علي بجانب خالد وينظر إليه ( زاوية تظهر وجه علي ومن خلف خالد)
وليد : أنا ما كان عندي إي خيار ثاني بعد ما هددوني وضربوني بدون أي رحمة أو شفقة وطبعاً أنت تعرف أشلون الوضع هناك ( يضع يده على قفاه وينظر إلى الأسفل بخجل) ( لقطة صدرية من زاوية)
خالد (يقطب حاجبيه بإستياء) عن أي وضع ، قصدك أنهم رشوك وأنت يياي عندي الحين تبي تقنعني إنهم ضربوك ( ويشير إلى وجه علي بأستهزاء) ( علي يضع يده على وجهه)
علي ( لقطة صدرية ) الظاهر إنك ما راح تصدقيني يا صديق العمر ( وينزل رأسه إلى الأسفل)
خالد ( لقطة صدرية ثم يرفع خالد رأسه للأعلى ببطْ ثم يتنهد): للأسف أعز الناس غدرني وباعني بكل بساطة.
المكان:مركز الشرطة الزمان: الظهر
مكتب صغير فارغ كفتاة عذراء أبت إلا يتعكر طهرها بخطايا البشر ، وطاولة صغيرة وكرسيان وحيدان ينظران بصمت إلى الساعة العتيقة المعلقة على الجدار، وعلى المقعد رجلاً حطمته صفعات التشدد والتزمت رافضة أي وجود لصوتاً ينبض بالحرية والأمل ، وفجأة يتحرك مقبض الباب بهدوء كجثة هامدة تأبى النهوض على أكتاف رجالاً أقوياء ، دخل الضابط ذات الملامح العابسة والغضب قد ظهرت على حجابيه قبل ان يتفوه بكلمة واحدة ( تصوير مقبض الباب وهو ينفتح ثم تصوير القدمين بعد فتح الباب تتحركان) ثم توجه إلى خالد مباشرة وفي كلتا يديه جريدة مطوية كسيجارة غربية ( تصوير الجريدة وهي بيده)
الضابط ( لقطة زاوية شاملة للشخصيتين) ( بأستهزاء) ( مشيراً بالجريدة نحو خالد) : أنت الصحفي خالد إلي نشر هالمقال ( وينظر للجريدة ثم يعود بنظره لخالد بغضب)
خالد: ( يرفع رأسه ويقول بخوف): أي نعم، أنا طال عمرك.
الضابط: ( رافع حاجبيه) عشان توفر وقتي ووقتك ، قولي بكل بساطة أنت لأي منطمة إرهابية تنتمي؟
خالد( بدهشة وخوف ) منظمة ! صدقيني يا سيدي أنا ما أنتمي لأي منظمة في العالم. ( يشير بيده بالنفي)
الضابط ( يضع يده على ذقنه ) : يعني ما ناوي تعترف يا بو الشباب ( ويميل رأسه) ( لقطة زاوية للشخصين)
يرمي الضابط الصحيفة على وجه فيخاف خالد ويرجع ظهره للخلف)
الضابط ( يضع كلتا يديه على الطاولة): مسوي روحك الحمل الوديع وتقعد تكتب مقالات تحرض فيها الشعب على الانقلاب ضد الدولة.
خالد: إنقلاب ( بدهشة ويبلع ريقه) أنا يا سيدي أنا رجل بسيط عندي بيت وعائلة صغيرة تحتاج ولأب يرعاها ويحميها ، ومو معقول إن أخون بلادي العزيزة على قلبي( ويشير على قلبه)
يقاطعه الضابط : أسكت ( ويضع أصبعه على شفتيه بغضب) وبسك شعارات زائفة، ( ثم يلتف الضابط إلى خلف خالد ويضع يده على الكرسي من الخلف) : طبعاً أنتم يا أهل الأعلام ما نحصل منكم إلا الكلام المنمق لكن في داخله عسل سام يسري في جسم الشعب تحت عذر الحرية والديمقراطية وحرية الرأي ( لقطة صدرية للضابط وهو يتحدث)
الضابط ( يدخل يده إلى جيبه وخالد ينظر إلى جيب الضابط بخوف ، لقطة تفصيلية لجيب الضابط) : أنت ما تركت إي مجال عشان أساعدك وأخلص من الوضع إلى أنت فيه ( ويخرج المسدس ويوجه على رأسه وينزل خالد رأسه واضعاً يده عليه) ( بأستهزاء ) : يالله قلي شنو امنيتك الاخيرة ولا أقلك اكتب وصيتك أحسن ( ويضحك )( هنا لقطة من كل الزواية سريعة )
وفجأة يدق باب الغرفة بقوة ( والضابط وهو يٌشهر مسدسه ويلف رأسه ويجيب ) : خير يا جندي أشتبي
الجندي: سيدي، أصدروا عفو للصحفي خالد من النيابة العامة.( ثم يؤدي الجندي التحية ويخرج ويطرق الباب خلفه)
الضابط ( يرجع مسدسه إلى جيبه وبسخرية ) : حظك زين يالتعبان نجيت من يدي ، خلاص أنجلع من ويهي ( يقوم خالد متثاقلاُ واضعاً كلتا يداه على الطاولة مستنداً عليها)
الضابط ( يلوح بيده ثم يضعها على ظهر خالد ) : يالله تحرك بسرعة ناقصين شياب ( ثم يخرج خالد ويترك الباب مفتوحاً كما المستقبل المجهول الذي لا يعرفها سوى الله سبحانه وتعالى.
المكان: الحديقة العامه
( ثم نعود إلى الحديقة وخالد يسترجع ذكرياته وقد عاد منها متألماً كطير جريح )
خالد: لو سمحت يا علي راح أمشي وأرجوك إنك ما تحاول تكلمني مرة ثانية، لأني خلاص مسحت من ذاكرتي للأبد ( ويلف خالد رأسه ويتجاهل نظره علي إليه) ( لقطة شاملة )
على ( يضع يده على كتف خالد ) : على العموم يا خالد راح أذكر إنك كنت أعز صديقي عندي. ( يٌبعد خالد يده علي بقوة وينزله وينظر إليه بغضب): كنت صديقي والحين أنت مجرد سراب ماله وجود في حياتي
( وينهض خالد متجهاً إلى خارج الحديقة ببطئ شديد لهمومه التي أثقلت كاهله)( لقطة شاملة ) ( وينهض علي أيضاً ثم ينظر إلى ظهر خالد وهو يمضي بعيداً ، ثم يمضي في سبيله)
يتوجه علي خارج الحديقة ، ثم إلى الباب الذي أعتصر في داخله ألمه وخرج بلا أوجاع الماضي الأليم وخيانة الزمن ( لقطة أمامية امريكية) ثم أراد خالد أن يعبر الشارع وهو شارد الذهن وفجأة صدمته سيارة بقوة وأرتمى على الأرض وتناثرت أحلامه وذكرياته الأليمة في أثير السماء مبعثرة بلا وجهة أو طريق...
منقول من 
( بويوسف )
قلم ذهبي
التميز
الإهداءات
سيناريو من تأليفي ( الديمقراطية الزائفة)
